شيئاً فشيئاً تتضح استراتيجية سعودي أوجيه في قطاع الاتصالات العالمي. فهي تضخ بلايين الدولارات في شراء شركات أو حصص، منها بواسطة ذراعها"أوجيه تيليكوم"التي فازت مساء أول من أمس بپ55 في المئة من"ترك سل". وبلغت قيمة الصفقة التي تنافست عليها مع"إتصالات كاليك كونسورتيوم"6.55 بليون دولار بزيادة 05 مليوناً عن العرض المنافس. وتحالفت أوجيه تيليكوم مع شركة تيليكوم إيطاليا التي فازت بحصة صغيرة. وبذلك تمتلك حصصاً متفاوتة الأحجام في شبكات الاتصالات والانترنت الثابتة والمحمولة في دول تمتد من السعودية إلى رومانيا والبرتغال ولبنان والأردن وجنوب أفريقيا. كما أنها تستعد لعرض المساهمة في برنامج الخصخصة لشركة الهاتف التونسية خلال أسابيع قليلة. تنافست أوجيه تيليكوم مع كوك كارلايل المتحالفة مع فرانس تيليكوم سوفريكوم، ومع"ترك سيل"أكبر شركة للاتصالات الخليوية في تركيا، وانسحبت تيليفونيكا من حلبة المنافسة المزاد الذي شاهده الشعب التركي متلفزاً لا يعني أن المسألة حسمت تماماً، وأن الصفقة تمت. فالجنرالات في تركيا يتحفظون على تملك الأجانب للقطاعات التي يشعرون أنها حساسة أمنياً، على غرار الاتصالات. والمفارقة هنا أن إيران عرقلت صفقة وأوقفتها مع شركة الاتصالات التركية نظراً لأن طهران تخشى من استخدام الشبكة في التجسس، ولم يرض هذا الموقف تركيا. وبالتالي، حتى تستكمل الصفقة كلياً لا بد من مباركة عسكرية لها. علما، بأن حكومة رجب طيب أردوغان كانت قد أبطلت قانونا عائداً للستينات يحظر خصخصة شركات حساسة من الناحية الأمنية. وهي تحث الخطى في الاصلاح الاقتصادي، أحد الشروط الأساسية لتأهيل تركيا اقتصادياً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. كذلك فإن الخصخصة هي من العناصر الأساسية لتلبية شروط صندوق النقد الدولي ونيل مباركته في الاصلاح الاقتصادي. وبنجاح عملية البيع تكون تركيا خففت ديونها ب6.55 بليون دولار، أو مولت عجزها المالي، ورفعت من أهليتها للحصول على ديون بتكلفة أدنى. لدى تيرك تيليكوم اليوم بپ91 مليون إشتراك بخط هاتفي ثابت وبستة ملايين مشترك بالخطوط الخلوية المتحركة. ويصل دخلها الصافي إلى 1.1 بليون دولار سنوياً. وهي تأتي في الترتيب الپ51 بين شركات الهاتف الثابتة في العالم. ولديها شبكة في الترتيب الپ31 في العالم من حيث طاقتها الاستيعابية. وهي مقبلة على توسع كبير في عدد المشتركين المستخدمين للاتصالات الرقمية السريعة سواء في الانترنت أو الأعمال. فضلاً عن استمرار توسع قاعدة مشتركيها في الاتصالات الخلوية. يقول بول دوني عضو مجلس الإدارة المنتدب لأوجيه تيليكوم إنه بعد استكمال هذه الصفقة الضخمة ستسيطر أوجيه تيليكوم على ثمانية وعشرين مليون خط ثابت وخلوي في العالم. فلديها في جنوب أفريقيا وحدها ما يزيد على 2.5 مليون مشترك. وستضم تيليكوم إيطاليا التي تمتلك حصة أقلية جهودها إلى أوجيه تيليكوم لتشغيل"آفيا"ذراع ترك تيليكوم العاملة بنظام"جي اس ام"وستتلقى أوجيه مساندة إستشارية من"بي تي تيليكونسلت"التابعة لمجموعة الاتصالات البريطانية العملاقة"بي تي"في إدارة الخطوط البرية الثابتة في سوق "ترك تيليكوم".