اكد الدكتور احمد بدر الدين حسون رفضه"جرائم الخطف"التي تجري في العراق وضرورة"وقف العمليات الانتحارية التي تؤثر سلباً على الشعب العراقي"، داعيا الى"توحد جميع المذاهب الاسلامية لتقف في وجه المد الاصولي". وكان الشيخ الحسون يتحدث الى"الحياة"امس فور اعلان قرار الرئيس بشار الاسد تعيينه مفتياً عاماً لسورية، خلفاً للراحل احمد كفتارو الذي شغل هذا المنصب بين 1964 و2004. ومنذ وفاة الشيخ كفتارو في نهاية العام الماضي، تردد ان المنصب سيذهب الى رجل دين من دمشق. وتركزت التوقعات على الشيخ وهبي الزحيلي 73 عاما الذي عمل عميداً لكلية الشريعة ورئيساً لقسم الفقه الاسلامي الى حين تقاعده العام 2002، بعد اعتذار العلامة الاسلامي الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي عن عدم قبول هذا المنصب، لذلك فان تعيين شخصية من حلب في هذا المنصب الاسلامي- السياسي، كان بمثابة"مفاجأة". وينحدر مفتي سورية الجديد، المولود العام 1949، من اسرة الشيخ بدر الدين حسون"الحلبية"المعروفة باهتمامها بالعلم والادب، الامر الذي ترك اثراً كبيراً في اختيار احمد منذ شبابه طريق العلم الاسلامي، عبر دراسته الادب العربي والدراسات الاسلامية في جامعة القاهرة، بعدما نال شهادة الثانوية الشرعية من حلب العام 1967، وقبل ان يحصل على شهادة الدكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الازهر عن بحث قدمه في 4500 صفحة حول"كتاب الام: شرحاً وتحقيقاً". وهو ركز اهتمامه، بعد عودته الى مسقط رأسه، على العمل الدعائي والخيري. واسس"جمعية الفرقان الخيرية"التي تعيل 1400 عائلة في حلب. وترأس في بداية التسعينات"جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي"في حلب التي تقدم مساعدات لنحو 140 الف شخص سنوياً، قبل ان يساهم في نهاية العقد الماضي بتأسيس"صندوق العافية الخيري"لاعالة المحتاجين. وانتخب حسون في 1990 و1994عضواً في مجلس الشعب البرلمان السوري، قبل ان يصبح مفتياً لمدينة حلب. ويكتسب تعيينه مفتياً عاماً لسورية بعداً سياسياً كبيراً، سواء ما يتعلق بالحوار بين الحضارات ومواجهة التطرف او ما يتعلق بالموقف من العمليات العسكرية في العراق. وقال الشيخ حسون في اتصال اجرته"الحياة"معه في حلب انه كان على"اتصال في الداخل العراقي لمنع العمليات التي تؤثر على الشعب العراقي، وكنت اول من منع سفر الشباب الى العراق لان العراق ليس في حاجة الى شباب، بل الى حكماء وعقلاء يعيدون له عزته"، علماً انه اجتمع في السنة الماضية الى رئيس"هيئة علماء المسلمين"حارث الضاري. وشدد حسون على ضرورة العودة الى"العقل والفكر"، وقال انه على اتصال مع هيئة علماء المسلمين الشيعية والسنية في العراق"كي اطلب الابتعاد عن الخطف لانها جريمة تسيء الى المنهج الاسلامي والفكر الديني". وزاد :"الخطف لا يجيزه الاسلام"، علماً ان معلومات افادت انه لعب دوراً في اطلاق المجند الاميركي واصف علي حسون. لكن الشيخ نفى رسمياً هذه المعلومات. وسئل حسون عن اولوياته، لدى تسلمه مهمات منصبه الجديد رسمياً، فأجاب:"اولاً، اللقاء بين جميع المذاهب الاسلامية لتوحيد كلمتها ولنقف جميعاً في وجه المد الاصولي، وانه لا يجوز اصدار فتاوى شخصية من دون الرجوع الى مجالس الافتاء. ثانياً، اللقاء بين ممثلي مجالس الافتاء الاسلامية والعربية لتقليل الصراع بين المذاهب. ثالثاً، اللقاء بين الشرائع السماوية لتكون مناهج لقاء وحوار وليس مناهج صدام". وكان الشيخ حسون شارك في مؤتمرات عدة للحوار بين المذاهب الاسلامية والاديان السماوية، كان آخر لقاء عقد في"دير مارموسى"في ريف دمشق، شارك فيها نواب اوروبيون ورجال دين مسيحيون ومسلمون وديبلوماسيون اوروبيون. وقال حسون:"قمنا بإلغاء الفصل بين القوميين العرب وبين الاسلاميين، واعلنّا ان لا يسار ولا يمين في سورية، بل ان المواطن الحقيقي هو من خدم الامة بكل جهوده".