وصف رئيس الجمهورية اميل لحود الذين حاولوا اغتيال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر امس بأنهم"اعداء لبنان الذين لا يميزون بين اللبنانيين لأي جهة انتموا، ومهما كانت مواقفهم سواء في المعارضة أم الموالاة، بل همهم تسديد الضربات الواحدة تلو الأخرى الى رموز الاعتدال والوطنية، بهدف النيل من الاستقرار والأمن في البلاد، ومحاولة اشعال الفتنة خدمة لأهدافهم الدنيئة بإبقاء لبنان وسط دائرة العنف والخوف والضياع". ورفض الرئيس لحود توجيه الاتهام الى جهة محددة قبل انتهاء التحقيق وكشف ملابسات الجريمة، وقال:"في هذه اللحظات الصعبة التي يمر بها لبنان، اتوجه الى جميع اللبنانيين مناشداً اياهم ان يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً لدرء الخطر المحدق بوطنهم والذي لا يستثني احداً، وأناشد القيادات السياسية التعالي على الجروح، وطي صفحة الماضي والترفع عن الحسابات الضيقة والاعتبارات والمصالح الشخصية، والانطلاق معاً في ورشة بناء مستقبل لبنان الذي نريده جميعاً وطن الخير والسلام والمحبة والوحدة، وطناً نفاخر فيه وبدوره وحضوره امام كل المحافل الإقليمية والدولية". وسأل لحود:"ما قيمة المراكز والمناصب والصفات اذا خسرنا وطننا ووحدتنا وسيادتنا واستقلالية قرارنا، واي موقع سيكون لنا في العالم اذا ما استمررنا في ترسيخ التباعد والتشرذم في ما بيننا، فنفقد اذ ذاك احترام الآخرين لنا، ويخسر لبنان علة وجوده ويحقق الأعداء ما يصبون إليه وما يعملون في سبيله لضرب لبنان ودوره في محيطه والعالم". وقال:"اننا ازاء ما حصل اليوم، والمترابط بما حصل في السابق من جرائم مدانة، مدعوون الى انقاذ لبنان من مخطط رهيب لطالما حذرنا منه ودعونا الى مواجهته بالوحدة والتماسك والتضحية، التي تبقى الأساس في خلاص لبنان وشعبه. اظهر اللبنانيون اليوم، على اختلاف مواقفهم وانتماءاتهم، عاطفة صادقة اسجلها بكل تقدير وامتنان، وأتطلع الى ترجمة هذه المشاعر افعالاً حقيقية تحمي وطننا الحبيب وتحفظ مسيرة الوفاق الوطني فيه، محصّنة بالخيارات الوطنية التي اجمع عليها اللبنانيون وشكلت سداً منيعاً في وجه الطامعين والمتآمرين". وكان لحود انتقل فور تلقيه نبأ محاولة اغتيال المر، الى مستشفى سرحال حيث عاده في قسم الطوارئ الذي نقل إليه واطمأن الى صحته، واطلع على الجروح التي اصيب بها في يديه ورجليه والرضوض التي لحقت بوجهه وانحاء مختلفة من جسمه. والتقى لحود الأطباء وأعضاء الفريق الطبي الذين قدموا العلاج الفوري للمر. كما اطمأن الى صحة مرافقي وزير الدفاع والمدنيين الذين اصيبوا. وبقي لحود في المستشفى، حيث تابع الجراحات التي اجريت للمر لا سيما في يديه، واطلع على التحقيقات الأولية التي اجريت لكشف ملابسات الجريمة. وتلقى لحود سلسلة اتصالات هاتفية وهو في المستشفى للاطمئنان الى صحة المر والتهنئة بنجاته، ابرزها من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، والرئيس نبيه بري الموجود في الجزائر، والرؤساء عمر كرامي وسليم الحص ورشيد الصلح وعصام فارس، والنائب بطرس حرب وسفير فرنسا برنارد ايمييه، والأمير الوليد بن طلال والأميرة منى الصلح. دانت القوى السياسية والمرجعيات الدينية والنقابات والأحزاب ورؤساء الكتل النيابية والنواب محاولة الاغتيال التي تعرض لها الوزير المر. وزاره العديد منهم وبينهم شخصيات ديبلوماسية المستشفى للاطمئنان الى صحته. واستنكر رئيس المجلس النيابي نبيه بري الموجود في الجزائر في بيان امس"الاعتداء الآثم"، مشدداً على"ضرورة تكثيف التحقيقات لكشف الجناة". ووصف الرئيس المكلف فؤاد السنيورة الجريمة بأنها"عمل ارهابي جبان ومدان ومرفوض من قبل كل اللبنانيين، وبقدر ما نرفضه فإن الشعب اللبناني متماسك ويرفض ويعبر لكل الناس ان هذا العمل لن يثنيه عن عمله في اتجاه ان يكون لنا دولة آمنة حقيقة وأن يعمل على ما يؤدي الى خدمة الشعب اللبناني بالطريقة التي تخدم مستقبله". وأضاف:"هناك اشخاص لا يرغبون بأن يستعيد لبنان عافيته وبالتالي من آن الى آن يقومون بأعمال جبانة مثل هذا العمل. وهذا العمل منوط بلجان التحقيق". وختم قائلاً:"نقوم بكل عمل ممكن لننهي تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن". ودان الرئيس أمين الجميل الجريمة وزار المستشفى واطمأن من الرئيس لحود الى صحة المر. وكذلك فعل النائب مروان حمادة. رؤساء الكتل النيابية وقال رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط:"هناك مخطط لإزالة كل شاهد يمكن ان يعطي معلومات عن عملية اغتيال الرئيس الحريري ولبنان اليوم مكشوف". وقال:"هذا هو انطباعي الأول، ولا املك ادلة اضافية، فقط اعلم انه في المدة الأخيرة وقبل استشهاد الرئيس الحريري، كان هناك لقاءات بين الوزير المر وبين الشهيد الحريري في الخارج. وأعتقد انه كان من بين المغضوب عليهم ايضاً الياس المر. وهذه المحاولة تأتي لإزالة أي شاهد". وأضاف:"اذا اتهمنا النظام الأمني، ثم ندخل في التفاصيل، من هو هذا النظام الأمني في لبنان وأين، عندها عليك ان تدخل الى كل دائرة امنية بدائرتها. وفي لبنان اليوم فلتان امني وهو مكشوف امنياً". وقال:"ليس هناك مركزية امنية في انتظار التسوية والوزارة وفي انتظار عهد جديد، إذ لا زلنا في العهد القديم الجديد. اذن عندما تدخل في التسوية، عليك ان تنتظر هذا النوع من الأجوبة المدمرة المجرمة". اضاف:"قبلنا ان نقوم بتسوية مع نظام امني سياسي ذي طابع امني وهو مسؤول في مكان ما سياسياً على الأقل عما جرى مع الشهيد الحريري ومع باسل فليحان ومروان حمادة. عندما تقبل بالتسوية، عليك ان تنتظر نتائج تلك التسوية". واعتبر ان"هناك اوكار امنية، احزاب وغير احزاب تعبث في البلاد فساداً ودماراً واغتيالاً". وقال:"هناك يد مجرمة في لبنان تمتلك كل الغطاء السياسي والأمني من جهات معينة تعيث فساداً وإجراماً يميناً وشمالاً في البلاد". وعاد المر رئيس"كتلة المستقبل"النيابية سعد الحريري الذي قال:"هذا المسلسل من الجرائم التي تحصل في لبنان، يجب ان نحاربه بشتى الوسائل ومهما كانت الخلافات بين بعضنا علينا ان نكون يداً واحدة لمحاربة هذه اليد المجرمة التي تطاول جميع اللبنانيين. ونحن مع كل اللبنانيين ومع الرئيس المر سنقف مع بعضنا لمحاربة هؤلاء المجرمين مهما كانوا وأياً كانوا لإلقاء القبض عليهم لينالوا عقابهم". وختم قائلاً:"نحن نحاول، وهذه اليد ليست خفية وهي تحاول هز الاستقرار في لبنان وقتل سياسيين وصحافيين من كل الفئات اللبنانية. وهذه اليد تحاول اللعب بالبلد، ونحن لن ندعها تفعل ذلك وسنبقى واقفين مع بعضنا مهما كلف الأمر". وانتقل رئيس"تكتل الإصلاح والتغيير"النيابي ميشال عون الى مستشفى سرحال للاطمئنان الى صحة المر وصرح من هناك"ان الجرائم التي ارتكبت على ارض لبنان تردنا الى اجواء الفتن". ودعا الى التضامن وعدم رمي الاتهامات وتراشقها، مذكراً بالجرائم التي كانت ترتكب في بداية السبعينات من القرن الماضي"وكان اللبنانيون يتهمون بعضهم فيما اجهزة الاستخبارات الدولية ترتكب هذه الفتن". ودعا الى"ترك تحديد هوية مرتكب الجريمة الأخيرة الى القضاء والتزام الصمت". ورأى"ان اجهزة الأمن مشلولة اليوم". ووصف التفجير بأنه"رسالة فتنة موجهة ضد كل اللبنانيين". وقال:"لو كان عقلنا خفيف لفعلنا كما فعل السابقون واتهمنا الفريق الآخر، فتجمع"البريستول"مع كل حدث كان يتهم رئيس الجمهورية والأجهزة الأمنية، لكننا نترفع عن الاتهام ولنفكر بشكل عقلاني". وشكر النائب ميشال المر الله على نجاة نجله، وقال انه لا يتهم احداً"وكما قال الجنرال الاتهام سهل لكن سنترك للقضاء والأجهزة الأمنية ان تكشف الجريمة". ودعا"التكتل الطرابلسي""جميع القوى السياسية الى تحمل مسؤولياتها بهدف تشكيل حكومة بأسرع وقت تتولى الإمساك بالبنية الأمنية على اختلاف مستوياتها وتتصدى لمسلسل الاغتيالات والتفجيرات". احزاب ورأى"حزب الله"في الجريمة"استهدافاً مباشراً للسلم الأهلي والاستقرار الداخلي، ويشكل حلقة من سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي حصلت في الأشهر الماضية، والتي بقدر ما تستهدف الوحدة الداخلية في لبنان ومسيرة الوفاق السياسي، فإنها تخدم العدو الصهيوني ومخططاته المعروفة". وقالت حركة"امل""ان هذه الجريمة والجرائم التي سبقتها، انما تستهدف ضرب الاستقرار السياسي والأمني للبلاد وإضعاف الوحدة الوطنية". ودعت الحركة الى"الإسراع في التحقيقات وكشف الجناة". ودان تيار"القوات اللبنانية"الاعتداء واعتبر انه"حلقة اخرى في مسلسل التفجيرات الإرهابية التي تستهدف الشخصيات اللبنانية والاستقرار في لبنان". ونبه الى ان"المرحلة بالغة الدقة تحفل بالاستحقاقات الكبيرة، وتحتاج الى اعلى درجات الوعي والحكمة ووحدة الموقف". واعتبر رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني"ان استهداف المر ليس من صنع لبناني، ولا من صنع الأجهزة الأمنية خلافاً لما كانت تصر عليه اوساط المعارضة التي يفترض بها ان تعيد النظر في حملات الافتراء والاتهامات". واستنكر عميد"حزب الكتلة الوطنية"كارلوس اده محاولة الاغتيال معتبراً انها"تأتي ضمن سلسلة محاولات تستهدف وحدة لبنان واللبنانيين". ورأى حزب البعث العربي الاشتراكي ان"محاولة الاعتداء الآثمة ليست سوى حلقة جديدة من حلقات القتل والتخريب التي تستهدف لبنان وأمنه واستقراره"، داعياً"الى المزيد من رص الصفوف والالتفاف حول مشروع الوفاق الداخلي". وأشار الى ان"اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تستغل الأوضاع السيئة التي يمر بها لبنان لتنفيذ مآربها ومخططاتها في تفجير الساحة الداخلية بصراعات لا تزيد الشرخ إلا شرخاً والتباعد إلا تباعداً". واستنكر الحزب السوري القومي الاجتماعي الجريمة، ودعا الى"حكومة اتحاد وطني، وأن يكون بيانها الوزاري مستجيباً لمصلحة لبنان ومستقبله بعيداً من الإملاءات والوصايات الخارجية". واستنكر حزب الطاشناق محاولة الاغتيال ودعا الى"وقفة موحدة لجميع اللبنانيين الى أي طرف انتموا". شخصيات ونواب وقال الرئيس سليم الحص:"ان ما يشجع المجرمين على المضي في غيهم عجز السلطة اللبنانية حتى الآن عن كشف المسؤولين عن أي جريمة من الجرائم المرتكبة منذ بضعة اشهر". وقال الرئيس رشيد الصلح:"ان لبنان لم يعد يحتمل هذه الجرائم وهذه الأضرار التي ألحقت وتلحق ضرراً كبيراً به وبشعبه". وقال الوزير في الحكومة المستقيلة شارل رزق:"كأن المتربصين بلبنان لا يريدون له ان يخرج من دوامة العنف، بل يريدون العودة بهذا الوطن الى وضع غير آمن وغير مستقر". واستنكر الجريمة النواب الياس عطاالله وجبران تويني ووائل ابو فاعور وأنطوان سعد معتبرين انها تستهدف ليس فقط الأمن والاستقرار في البلاد بل لبنان بأسره. وقال رئيس"حركة التجدد الديموقراطي"النائب السابق نسيب لحود ان"الرد على هذه الجريمة الجديدة يكون بالإسراع في نقل البلاد الى كنف حكومة مسؤولة تكون اولى مهماتها اصلاح الأجهزة الأمنية وتطهيرها وإحكام السيطرة عليها كي توفر الأمن والحماية للمواطنين والسياسيين على حد سواء". وقال المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية رفيق شلالا:"من الصعب التحديد الفوري للجهات التي ارتكبت هذه الجريمة ولكن السؤال من المستفيد من ضرب كل الإنجازات والاستقرار في لبنان؟ من المستفيد من عودة الفوضى والخوف والرعب الى لبنان؟". وأضاف:"لطالما طرح الرئيس لحود هذا السؤال، وقال ان اعداء لبنان لا يريدون لهذا البلد ان يستقر. لا شك في ان الوزير المر الذي استهدفته هذه الجريمة النكراء ونجا منها هو شخصية كبيرة عرفت بالاعتدال وبقربها من جميع الأطراف السياسية. فالوزير المر يتميز في موقفه الوزاري والسياسي بالحوار والانفتاح وهو على علاقة جيدة مع الجميع فمن يستفيد من محاولة قتله ونحن على ابواب تشكيل حكومة جديدة؟". هيئات دينية وقال مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني انها"تستهدف سلامة لبنان واستقراره الأمر الذي يستدعي سرعة حسم الرئيس المكلف فؤاد السنيورة تأليف الحكومة الجديدة"، معتبراً ان"لبنان على ضوء ما يحدث مقبل على جملة متغيرات وتفجيرات سياسية وأمنية، وأن اللبنانين ضحية اللاعبين من وراء الستار بمصير البلد وأبنائه". ووصف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان المحاولة بالعمل الإرهابي المنظم، معتبراً ان الاعتداء"يحمل في مضامينه وأهدافه بصمات الأيدي الصهيونية التي تعمل لضرب الأمن والاستقرار في لبنان". واستنكرت اللجنة الأسقفية للإعلام والمركز الكاثوليكي باسم البطريرك صفير محاولة الاغتيال وأعلنت باسمه "ان محاولة الاغتيال تشكل اغتيالاً للنزاهة والجدية والروح الوطنية المسؤولة التي تحلى بها الوزير المر". وصدر عن ديوان بطريركية الروم الكاثوليك بيان استنكر الحادث الأمني وأسف للضحايا وطلب من الله"ان يعجل في خروج لبنان من النفق الذي يمر فيه".