أجمع لبنان الرسمي والسياسي بمختلف فئاته وتياراته امس على ادانة محاول اغتيال عضو "اللقاء النيابي الديموقراطي" الوزير المستقيل النائب مروان حمادة. وأمّ حشد من الشخصيات مستشفى الجامعة الاميركية للاطمئنان الى صحته. واعتبر الجميع الجريمة تهديداً للاستقرار والسلم الاهلي في لبنان وغص مستشفى الجامعة الاميركية بالشخصيات والقيادات والوفود السياسية والشعبية المطمئنة الى وضع حمادة الصحي. وكان ابرز الزوار نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام موفداً من الرئيس بشار الأسد الذي قال: "اصيبت القيادة في سورية وعلى رأسها الرئيس بشار الاسد بصدمة كبيرة عندما علمنا بنبأ محاولة اغتيال الأخ والصديق مروان حمادة الذي يعتبر احدى الشخصيات السياسية التي بذلت جهوداً كبيرة من اجل تحقيق السلم الاهلي في لبنان ومن اجل تعزيز العلاقات السورية - اللبنانية وترسيخها". وأضاف: "شعرت بالسرور عندما علمت ان الأخ مروان في حالة جيدة ونأمل ان يخرج قريباً من المستشفى". وقال: "لا شك في ان هذه الجريمة النكراء تستهدف السلم الاهلي في لبنان، وأعتقد ان جميع اللبنانيين ومحبي لبنان يستنكرون الجريمة ويتمنون ان يتمتع لبنان الشقيق بكل عوامل الامن والاستقرار". سئل: "هل هناك استهدافات خارجية تدخلت في الموضوع؟". فقال: "من الصعب تحديد اتجاه قبل ان ينتهي التحقيق". وكيف ترون الوضع في لبنان في ظل القرار 1559 وما يتعرض له لبنان وسورية من ضغوط؟ قال: "هذا الامر يحتاج الى وضع افضل من هذا الوضع للاجابة". واتصل رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة بالنائب غازي العريضي مطمئناً الى صحة حمادة. وزار المستشفى مطمئناً ايضاً الوزير كرم كرم باسم رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي فيما كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اول الواصلين ولازم المستشفى منذ الصباح، وأعلن انه ينتظر التحقيقات ليرى النتيجة، داعياً الجميع الى التزام الهدوء. وقال: "ربما هناك جهات تريد ان تعكر السلم الاهلي، لن ندع تلك الجهات تعكر، لا وليد جنبلاط ولا اللقاء الديموقراطي ولا مروان حمادة. مروان بخير وننتظر نتيجة التحقيق ونحتكم الى القانون افضل". وأضاف: "يوجد تحقيق وقانون في البلد، نحتكم الى التحقيق والقانون". وطمأن بأن حمادة يعالج وبصحة جيدة. وتقاطر الى المستشفى عدد كبير من السفراء والديبلوماسيين يتقدمهم السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه والسفير البريطاني جيمس وات الذي قال: "ان الاعتداء على حمادة يشكل حادثاً خطيراً جداً يستهدف التعايش وهو ضد وجود لبنان ديموقراطي". وأصدر السفير الاميركي جيفري فيلتمان بعد زيارته المستشفى البيان الآتي: "نحن نشجب بشدة الانفجار الذي استهدف الوزير حمادة. كل افكارنا وصلواتنا مع ضحايا هذا الهجوم الأثيم وعائلاتهم. ونتمنى للوزير حمادة الشفاء العاجل والكامل". وقال: "علينا ألا نسمح للعنف وعمليات التفجير الهجومية باخماد النقاش السياسي في لبنان وارهاب اللبنانيين كي لا يبحثوا في ما بينهم القضايا التي تهم بلدهم". ودعا "السلطات اللبنانية المختصة الى اجراء تحقيق كامل لجلب المرتكبين ومناصريهم بسرعة الى العدالة". وأضاف: "نحن نلاحظ في شكل خاص ان هذا الهجوم قد حدث في النهار الذي سيصدر فيه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حول القرار الرقم 1559 في نيويورك. بعد درس هذا التقرير، ستقوم الحكومة الاميركية باستشارة الاعضاء الآخرين في مجلس الامن حول آلية تعزيز التنفيذ الكامل لهذا القرار". واطمأن رئيس الجمهورية اميل لحود الى سلامة حمادة، مستنكراً الاعتداء الذي اعتبر انه "يستهدف كذلك الامن والاستقرار في لبنان والجهود المبذولة لتحصين الساحة الداخلية وتعزيز مسيرة الوفاق الوطني بمشاركة القيادات اللبنانية كافة". وأجرى اتصالاً للاطمئنان بالنائب أكرم شهيب. وطلب لحود الى الاجهزة الامنية والقضائية المختصة التحقيق في الحادث وكشف الملابسات المحيطة به كافة، تمهيداً لاحالته الى المجلس العدلي كون المقصود من هذا الاعتداء اثارة فتنة على المستوى الوطني. وفور تبلغه نبأ محاولة الاغتيال اجرى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الموجود في جنيف اتصالات عدة اطمأن فيها الى سلامة حمادة، مستنكراً "الجريمة النكراء التي لا تستهدف نائباً من نواب لبنان او وزيراً او اعلامياً او علماً ثقافياً وسياسياً، بل تستهدف لبنان كله وتستعيد حقبة شريرة تجاوزها لبنان وهي رد على الوحدة الوطنية". وأكد "ان الاستنكار وحده لا يكفي، بل التحقيق الفاعل الذي يكشف هذه الحادثة، بذلك وحده نواسي اهل الضحية والمصابين، وبذلك وحده نهنئ بنجاة مروان حمادة ومن بعده الركيزة لنجاة كل لبنان". ودعا رئيس الحكومة رفيق الحريري من باريس في نداء وجهه الى اللبنانيين الى "التكاتف وتمتين الوحدة الداخلية في ما بينهم لأنها السلاح الاقوى في مواجهة التحديات والمشكلات التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها ولاجهاض كل محاولات اثارة الفتنة والتفرقة من جديد". وقال: "ان محاولة اغتيال الوزير حمادة الآثمة والمدانة تأتي من ضمن هذه المحاولات، والمطلوب الآن من اللبنانيين التصرف بحكمة وتعقل وتوحيد كل القوى للوقوف صفاً واحداً في وجه هذه المحاولات". وأضاف: "انني على ثقة بأن جميع اللبنانيين على انتماءاتهم وتوجهاتهم كافة سيعملون معاً وبقوة للحفاظ على ما تحقق من استقرار خلال السنوات الماضية وسيقفون في وجه كل المحاولات الساعية الى ضرب السلم الاهلي في البلاد". وكان الحريري وفور تبلغه النبأ اتصل بعائلة حمادة وبالنائب جنبلاط وبالفريق الطبي الذي يتولى معالجة حمادة مطمئناً وأوفد نجله بهاء الى المستشفى وبقي هو على اتصال دائم مع القادة الامنيين المشرفين على التحقيق، طالباً اليهم التوصل الى نتيجة سريعة "لتحديد من يقف وراء هذه الجريمة النكراء التي تستهدف كل الشرفاء وتشكل اعتداء سافراً على السلم الاهلي والاستقرار في البلاد". ودان نائب رئيس الحكومة عصام فارس بشدة "الاعتداء الاثيم"، معتبراً ان هذه الجريمة تعطي دليلاً آخر الى ان "قوى الشر ما زالت تتربص بلبنان ولا تريد له الامان والاستقرار وهو ما سبق ولمحت اليه في توقعات". وقال وزير العدل بهيج طبارة بعدما اطمأن الى صحة حمادة، انه يتابع التحقيقات لكشف هذه الجريمة، آملاً بأن نتمكن في وقت قريب من التوصل الى بداية طريق كشف هذه الجريمة. وتابع وزير الداخلية الياس المر عن كثب مجريات التحقيق في التفجير، واعتبره "جريمة في حق السلم الاهلي وأمن كل اللبنانيين". واستنكر الوزير عاصم قانصوه بعد لقائه الرئيس لحود بشدة محاولة الاغتيال. وقال: "ان هذه الجريمة موجهة ضد الاستقرار في البلاد وضد رئيس الجمهورية الذي يسهر على تعزيز هذا الاستقرار وقد لمست منه استياء شديداً لما حصل وحرصاً شخصياً على متابعة التحقيق لجلاء كل الملابسات المحيطة بهذا الاعتداء السافر". وحمّلت حركة التجدد الديموقراطي التي اجتمعت برئاسة النائب نسيب لحود السلطة اللبنانية مسؤولية اجراء تحقيق جدي وشفاف وسريع لكشف الايدي التي تعبث بأمن الوطن، وحذرتها من "استغلال هذه الاحداث وغيرها من اجل تعزيز "الدولة الامنية". وقال عضو "لقاء قرنة شهوان" النائب فارس سعيد: "ان كل المجتمع السياسي يدرك ويعرف ان هناك تهديدات وضغوطاً حصلت على النواب والشخصيات اللبنانية وان هناك رسائل أتت". وأشار الى "اجتماع قريب للمعارضة لتقرير الاساليب الديموقراطية المتاحة للرد". وصدر سيل من البيانات والتصريحات من وزراء ونواب وعلماء دين وأحزاب وفاعليات تستنكر الجريمة وتطالب بكشف الفاعلين ومعاقبتهم. ودانت "الحملة الوطنية للدفاع عن الجمهورية وحماية الدستور" العمل "الارهابي الذي يحاول الغاء الحياة السياسية في البلاد وتطويع المعارضة، وهو حلقة في سلسلة طويلة بدأت بتهديدات لبعض النواب والوزراء تلتها حملات مداهمة وتعديات واعتقالات للناس في الجبل وانتهت بحملة ترويع منظمة تنذر بأخطار ونظريات التفجير الداخلي". اقفال في الجبل وانعكس خبر محاولة الاغتيال حالاً من الغضب في الشوف وعاليه والمتن الاعلى فأقفلت المنطقة بقطاعاتها التربوية والتجارية كافة، وخصوصاً بلدة النائب حمادة بعقلين.