في العقدين الاخيرين، وتحديداً منذ وفاة الراحل عبدالحليم حافظ دأب الصحافيون على فتح الجارور الذي يحوي ارشيف المواد المتعلقة بالعندليب والسندريلا لاعادة تدوير فحواها ونشرها تحت عناوين مختلفة لا تخلو من"أسرار جديدة"أو"لأول مرة حقيقة علاقة العندليب بالسندريلا". لكن عملية"تدوير البيئة"تلك اتخذت بعداً جديداً في الاعوام الاربعة الاخيرة، منذ لحقت السندريلا سعاد حسني بالعندليب في يوم ميلاده، الذي أجمع عليه كثيرون، مع اختلاف التأريخ الخاص به، وهو يوم 21 حزيران يونيو. تزامنت الاعوام القليلة الماضية مع الانتشار الشعبي للفضائيات العربية بين فئات شتى من المواطنين العرب. وباتت الحلقات الحوارية، والبرامج الفنية تخصص عشرات الفقرات لاستضافة فنانين وصحافيين، وحتى عمال وفنيين، صادقوا أو عاصروا، وربما احياناً رأوا الراحل او الراحلة. ولأن الكلام في مثل هذه المواقف لا يخضع لضرائب، ولا يطلب وثائق واثباتات، فان كثيرين يطلقون العنان لمخيلاتهم وافكارهم الابداعية ليقدموها في هيئة اسرار يفصحون عنها للمرة الاولى. ولأن عبدالحليم حافظ وسعاد حسني، ما زالا يتربعان على عرش قلوب الملايين من المشاهدين العرب، فان مثل هذه الساعات الفضائية تلقى اقبالاً كبيراً وتحظى بنسبة مشاهدة عالية. لكنّ الملاحظ هذا العام ان ينبوع الاسرار يتجدد من تلقائه، وأن وجوهاً جديدة تنضم الى القائمين على أمر هذه الاسرار كل عام. فإضافة الى اللائحة المعتادة من الصحافيين الذين يصفون انفسهم ب"أشد المقربين من النجم الراحل أو الراحلة"، ظهر أفراد من عائلتيهما تحوم حولهم شبهة الانتفاع في شكل ما من هذا الظهور المفاجئ لا سيما في حالة النجمة الراحلة سعاد حسني. الغريب أن هذه"الأسرار"تستمر أسابيع طويلة على شاشات الفضائيات، وتكون بمثابة"الخميرة"التي تولد المزيد من الاجتهادات وتضارب الآراء حول علاقة العندليب بالسندريلا، وهل تزوجها أم لا، وهل انتحرت أم دفعها أحد للسقوط، وفي آب اغسطس تبدأ حمم اسرار العندليب والسندريلا البركانية في الخمود، انتظاراً لتفجر بركان فضائي فني جديد مع ذكرى ميلاد مطرب مشهور او ذكرى وفاة ممثلة جميلة.