ما زالت تتواصل أصداء الانتفاضة التي شرع بها العرب ضد النظام الايراني في 14 نيسان ابريل 2005 بمدينة الأهواز التابعة لإقليم خوزستان الإيراني الذي يقطنه العرب بكثافة. وقد أقفل أكثر المدارس الموجودة في المنطقة واعتقل الكثير من الأشخاص بسبب الأحداث. في غضون ذلك ليست هناك أي معلومات الى الآن عن الكاتب الإيراني والعربي الأصل يوسف عزيزي بني طرف. وتفيد المعلومات بأن الأحداث التي ظهرت إثر كشف النقاب عن خطة نفذت قبل خمس سنوات من جانب محمد علي أبطحي المستشار السابق لرئيس الجمهورية بهدف تغيير التركيبة الاثنية في المنطقة من طريق توزيع عرب الأهواز على عموم إيران وتوطين الفرس في المنطقة، وتداول رسالة من يد الى اخرى، طالب المتظاهرون فيها ترك المواطنين من غير العرب للأهواز. وكانت الادارة الإيرانية قد أوفدت وزير الدفاع علي شمخاني، العربي الأصل، الى المنطقة للتباحث مع الممثلين من الوجهاء العرب، عندما لاقت صعوبة في إخماد الحوادث. وتفيد الأنباء ان على رغم ان شمخاني الذي أفاد لممثلي العرب خلال اللقاء الذي أجراه"بأن الرسالة التي أثارت مشاعر الشعب مزورة وأن النظام الإيراني يحب العرب لأنه يتخذ من القرآن الكريم مرشداً له، وانه في حال تأسيس نظام غير النظام الاسلامي في إيران فإن وضع العرب سيكون أسوأ مما هو عليه"، فإنه لم يتم التوصل الى النتيجة المبتغاة، وانه تم اعتقال الممثل العربي بني طرف من جانب مسؤولي وزارة الاستخبارات. أما شيرين عبادي فقد صرحت بأن إيران لا تحمي حقوق الفئات الاثنية الموجودة في البلاد وتحتقر العرب. إلا انها لم تشهد أي تدخل بسبب شخصيتها الاعلامية المعروفة. وبناء على قيام منتسبي حركة تحرير عربستان التي تنادي بانفصال العرب في إيران، باقتحام بعض المخافر العائدة لوحدات القوات المسلحة والشرطة الايرانية في الاهواز وكذلك إضرام النيران في بعض المصارف، تشير المعلومات الى ان ما يقارب 500 من المواطنين العرب قد لقوا حتفهم جراء المداهمة التي قام بها حرس الثورة الإيراني خلال اسبوع، إلا أن العدد هذا نفته السلطة الإيرانية. وبينما يدّعي المثقفون الايرانيون بأن الحوادث ناجمة عن سياسات التمييز التي تمارسها الحكومة الإيرانية ضد الاقلية العربية، يلقي وزير الاستخبارات علي يونسي مسؤولية الأحداث على القوى الخارجية وبعض قنوات التلفاز التي تجهد للإطاحة بالسلطة في البلاد. في غضون ذلك شرعت الحكومة الإيرانية بغلق مكتب إيران لقناة الجزيرة وتسفير العاملين فيها خارج إيران بهدف منع انعكاس أصداء العنف الممارس ضد المتظاهرين العرب. وتفيد الأنباء الواردة عن قيام النواب المنتخبين من إقليم خوزستان بإرسال رسالة الى وزير الداخلية موسوي لاري مطالبين إياه بعزل محافظ الاقليم فتح الله معين لإهماله الحوادث. وأما النواب الپ158 الذين أعدوا رسالة موجهة الى رئيس الجمهورية محمد خاتمي، فقد طلبوا اجراء تدقيق مفصل لحوادث خوزستان وإطلاق سراح الموقوفين من دون ذنب، وتعويض الشعب عن الأضرار التي تعرض لها من جراء الحوادث. في غضون ذلك علم أن المدعي العام لمحكمة الثورة في الأهواز صرح انه تقرر الإفراج عن 233 شخصاً من مجموع 315 كانت قوات الأمن الإيرانية قد أوقفتهم، وذلك لعدم وجود علاقة مباشرة لهم بالحوادث مع استمرار حال التوقيف لپ82 شخصاً لعلاقتهم المباشرة بها. وفي هذه المرحلة التي تتوتر فيها العلاقات الإيرانية ? الأميركية، يؤكد السياسيون الإيرانيون والولايات المتحدة الأميركية هي التي تقف وراء الحوادث التي تجري في منطقة الأهواز بوابة ايران على الخليج والمعروفة باحتياطها الكبير من النفط ويعيش فيها ما يقارب ثلاثة ملايين إيراني من أصل عربي. عربستان - رضا الأهوازي [email protected]