يستهل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القاهرة اليوم جولته في المنطقة، وهو أول مسؤول أميركي بهذا المستوى يزور العاصمة المصرية منذ انتخاب المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية في وقت سابق هذا الشهر. وستتركز محادثات كيري مع السيسي وكبار المسؤولين المصريين على العلاقات المصرية- الأميركية بعد انتقادات وجهتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى القاهرة في مجال حقوق الإنسان في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي والتي توّجت بإعلان الكونغرس خفض المساعدات الأميركية إلى مصر، ويتشاور مع نظيره المصري سامح شكري في شأن الأزمة في سورية والعراق والمستجدات في المنطقة. (للمزيد) وتأتي زيارة كيري على وقع حكم قضائي بإعدام مرشد جماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد بديع و182 من أفراد الجماعة وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في تأكيد من الدولة المصرية لمضيها في سيناريو «المواجهة» مع الجماعة المحظورة. وبات مرشد «الإخوان» محمد بديع مهدداً بمواجهة مصير مُعلّمه سيد قطب بعدما قضت محكمة جنايات المنيا (جنوبالقاهرة) بمعاقبته و182 من قيادات وأعضاء الجماعة بالإعدام شنقاً، ومعاقبة رجل وامرأة بالمؤبد، وتبرئة 498 متهماً آخرين، في أحداث العنف والقتل التي شهدتها منطقة «العدوة» في المنيا في أعقاب فض اعتصامي «رابعة» و «النهضة» في 14 آب (أغسطس) الماضي، والتي أسفرت عن مقتل شرطي ومدني. وقالت مصادر قضائية بارزة ل «الحياة»، إن أحكام البراءة تضمنت 39 متهماً بصفة حضورية، و459 فاراً، بينهم طفل. وأوضحت أن 110 متهمين تم توقيفهم في هذه القضية. وهذا هو أول حكم إعدام يصدر ضد بديع، لكنه قابل للطعن أمام محكمة النقض. وقال محامي جماعة «الإخوان» محمد طوسون ل «الحياة» إنه يعتزم الطعن ضد الحكم ال «مضحك لما شابه من أخطاء». ووفق القانون المصري، فإن الحكم يُلغى بالنسبة إلى الفارين فور القبض عليهم، وتعاد إجراءات محاكمتهم، أما في ما يتعلق بالحاضرين فيجوز لهم نقض الحكم أمام محكمة النقض التي يجوز لها إما تأييده ليصبح باتاً ونهائياً وغير قابل للطعن، أو نقضه وتحديد دائرة مغايرة لإعادة المحكمة، وبعد نطق تلك الدائرة بحكمها يجوز لهم الطعن عليه ثانية، وفي هذه الحالة إما أن تؤيد محكمة النقض الحكم أو تتصدى بنفسها للمحاكمة. ولم يحضر بديع جلسة النطق بالحكم أمس. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن السلطات الأمنية أبلغت المحكمة في مذكرة مكتوبة أن إجراءات أمنية حالت دون نقل المتهمين إلى المنيا. لكن طوسون اعتبر أن الحكم في القضية من دون حضور المتهمين «خطأ إجرائي». وكانت النيابة العامة أسندت إلى محمد بديع «التحريض على القتل والشروع في القتل». ولم تصدر أحكام بإعدام أي مرشد ل «الإخوان» طوال العقود الماضية، إلا في العام 1954 ضد المرشد الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لكن تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد. وأعدم منظّر «التيار القطبي» داخل جماعة «الإخوان» سيد قطب في العام 1966، لإدانته في قضية تشكيل التنظيم القطبي ومحاولة قلب نظام الحكم. وكان بديع من بين المتهمين في تلك القضية، وعوقب بالسجن 10 سنوات. من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بمعاقبة 14 متهماً في أحداث عنف وقعت في جامعة الأزهر بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات، والحبس لمدة عام مع إيقاف التنفيذ على متهمين اثنين، وبراءة آخرين، والسجن 3 سنوات لعشرة متهمين قصر، وحبس قاصر خمس سنوات.