القدس المحتلة، واشنطن، بكين - أ ف ب، رويترز - لاقى قرار إسرائيل بناء 1100 وحدة سكنية جديدة في حي «غيلو» الاستيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة، انتقادات غربية، إذ أعربت الصين عن «أسفها العميق» لهذا القرار، فيما عبرت الولاياتالمتحدة عن «خيبة أملها»، كما دعت بريطانيا والاتحاد الأوروبي إسرائيل الى التراجع عن قرارها. ومن شأن الخطوة الإسرائيلية أن تعقد الجهود الدولية الرامية لاستئناف محادثات السلام على أساس بيان اللجنة الرباعية الدولية، ونزع فتيل أزمة في شأن محاولة الفلسطينيين الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم في الأممالمتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن «الصين تعرب عن أسفها العميق وتعارض موافقة إسرائيل على مشاريع توسيع المستوطنات في القدسالشرقية»، وتطلب من إسرائيل «التصرف بتعقل» في هذا الموضوع. وفي واشنطن، أشار الناطق باسم البيت الأبيض غاي كارني مساء أول من أمس الى «خيبة أمل كبيرة»، داعياً «الطرفين الى اتخاذ إجراءات لزيادة احتمال البدء بمفاوضات مباشرة». كما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «نشعر بخيبة أمل شديدة» لهذا القرار الذي «يتعارض مع جهودنا لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين». وتحدثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن خطوة «تؤدي الى نتائج معاكسة»، مشددة على ضرورة استئناف المفاوضات، وقالت في حضور نظيرها البرتغالي باولو بورتاس الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن: «سبق أن شهدنا هذه الظروف منذ أعوام، وعلينا أن نواصل العمل لإقناع الطرفين باستئناف المفاوضات المباشرة. عدم إجراء مفاوضات مباشرة لن يبدل شيئاً على الأرض (...) كل طرف سيظل يعتقد أن الطرف الآخر لا ينوي التفاوض». واعتبر بورتاس أن النداء الذي وجهته «الرباعية» الأسبوع الماضي لمعاودة المفاوضات يشكل «فرصة حقيقية للتفاوض»، معتبراً أن إعلان بناء وحدات استيطانية جديدة «يتعارض مع المفاوضات». ورداً على سؤال عن موقف البرتغال من طلب انضمام فلسطين الى المنظمة الدولية، قال إنه في حال بدأت المفاوضات «سنتجه الى تحسين الموقف الفلسطيني في الأممالمتحدة كبادرة حسن نية». وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن التوسع الاستيطاني غير مشروع «ويقوّض الثقة، والمبدأ الأساسي للأرض في مقابل السلام. ندعو حكومة إسرائيل الى التراجع عن هذا القرار». كما نددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالقرار، مضيفة: «أدعو السلطات الإسرائيلية الى التراجع عن هذه الخطة». ووصف ريتشارد ميرون الناطق باسم مبعوث الأممالمتحدة إلى الشرق الأوسط روبرت سيري القرار بأنه يبعث على «القلق البالغ». شالوم لتبني بيان «الرباعية» في هذه الأثناء، دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس الى تبني خطة اللجنة الرباعية الدولية للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل نهاية عام 2012، بعد مواقف مماثلة لأعضاء آخرين في الحكومة. وقال شالوم لإذاعة الجيش: «يجب طبعاً أن يكون ردنا إيجابياً»، متحدثاً غداة اجتماع نتانياهو مع ثمانية وزراء ضمن الحكومة المصغرة ناقشوا خلاله على مدى خمس ساعات خطة «الرباعية». وأضافت الإذاعة أن نتانياهو الذي رحب السبت بخطة «الرباعية» سيواصل مشاوراته الأسبوع المقبل قبل اتخاذ قرار رسمي في الموضوع، مشيرة الى وجود احتمال كبير بتبني الحكومة الإسرائيلية هذه الخطة. وقال شالوم: «توجد إشكاليتان في مقترح الرباعية: ضرورة التوصل الى اتفاق في غضون عام والتوصل خلال ثلاثة أشهر الى ترتيبات حول الحدود والأمن من دون معرفة ما سيحدث بالنسبة الى مواضيع أخرى كالقدس». الفاتيكان وكان الفاتيكان دعا مساء أول من أمس الأممالمتحدة الى اتخاذ «قرارات شجاعة»، في إشارة الى طلب دولة فلسطين الانضمام الى الهيئة الدولية. وقال الأسقف دومينيك مامبرتي الذي يعتبر وزير خارجية الفاتيكان إن «الفاتيكان مقتنع بأنه في حال كنا نريد السلام، فلا بد من اتخاذ قرارات شجاعة». وأضاف سكرتير الفاتيكان للعلاقات بين الدول في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الفاتيكان «يرغب في أن تتخذ هيئات الأممالمتحدة قراراً يساعد على الوصول فعلياً الى الهدف النهائي أي إقرار حق الفلسطينيين بأن تكون لهم دولتهم المستقلة السيدة، وحق الإسرائيليين في الأمن، على أن تكون للدولتين حدود معترف بها دولياً». وتابع إن «رد الأممالمتحدة مهما كان لن يشكل حلاً كاملاً ولا يمكن الوصول الى سلام دائم إلا عبر المفاوضات التي تتم بنية حسنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».