فتحت نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في ايران الباب واسعاً أمام كل الاحتمالات بعدما منحت المحافظين فوزاً مزدوجاً: اذ عصفت"تسونامي"المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد بكل التوقعات وابتلعت آمال الاصلاحيين حاملة اياه الى الدورة الثانية المقررة الأسبوع المقبل في مواجهة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، وفي الوقت نفسه حققت كثافة الاقتراع التي لامست ال70 في المئة آمالهم بتحويل العملية الانتخابية الى استفتاء على شرعية النظام في وجه الانتقادات الأميركية. وأثارت النتائج عاصفة سياسية في طهران، اذ اتهم الاصلاحيون المحافظين بالتزوير، وفتح المرشح الاصلاحي مهدي كروبي النار على مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون والحرس الثوري والمتطوعين"الباسيج"، متهماً اياها بدعم أحمدي نجاد، وتحدث ل"الحياة"عن ضغوط تعرض لها وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري لتمديد فترة الاقتراع. وسجل معسكر المرشح الاصلاحي مصطفى معين الذي كان متوقعاً أن يحل ثانياً اعتراضاً على وجود"عدد كبير"من المراقبين"الباسيج"في مراكز الاقتراع، فيما نشب خلاف بين وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور بعد اقدام الاخير على اعلان نتائج أولية في ما اعتبرته الوزارة تعدياً على صلاحياتها وأظهرت آخر النتائج قبل اعلانها رسمياً تقدم رفسنجاني باكثر من ستة ملايين صوت ، تلاه محمود احمدي نجاد باكثر من خمسة ملايين ونصف المليون صوت ، فيما استقر وضع كروبي على المركز الثالث بنحو خمسة ملايين ومئتي الف صوت وتبعهم المرشحون الخمسة الاخرون . وجعلت المفاجآت التي حملتها الانتخابات - إن عبر الاقبال الكثيف الذي لامس ال70 في المئة أو عبر ترتيب الأصوات التي حصل عليها المرشحون - التكهنات أكثر صعوبة، وأثارت أسئلة حول ما اذا كان المحافظون سيتمكنون من تحقيق"المفاجأة الكبرى"بهزيمة رفسنجاني في المواجهة المقبلة. وعزا محللون هذا الانقلاب في النتائج الى أن أصوات الاصلاحيين توزعت بين رفسنجاني وكروبي ومعين, فيما صبت أصوات المحافظين لمصلحة أحمدي نجاد بعد اتفاق"سري"عقد مع الاجتماعات. أما التقدم غير المتوقع لكروبي فعزي الى تعهده دفع ما يعادل 50 دولاراً شهرياً لكل شاب تجاوز الثامنة عشرة في بلد يشهد نسبة مرتفعة من البطالة خصوصاً في أوساط الشباب. من جهته، اعتبر المرشد الاعلى آية الله على خامنئي ان اقبال الايرانيين على التصويت أثبت"رسوخ جذور الديموقراطية الدينية في هذا الشعب"، وشكل رداً على"الرئيس الاميركي مجرم أبو غريب وغوانتانامو الذي اعطى حكماً مسبقاً على الانتخابات في ايران"و"أثبت خطأ كل التحليلات الخارجية".