تضاربت الأنباء أمس حول اطلاق الرهينة الأسترالي دوغلاس وود المحتجز منذ ستة أسابيع في العراق. ففيما أعلنت أستراليا أن قوات أميركية وعراقية حررته في عملية عسكرية، قال مفتي أستراليا الشيخ تاج الدين الهلالي أن"الافراج عنه"جاء نتيجة اتفاق مع خاطفيه، في حين أكدت القوات الأميركية أنها"عثرت"عليه بالصدفة أثناء عملية تفتيش روتينية في غرب بغداد. وأكد رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد أن وود الذي ما زال في بغداد، لم يُصب بأذى خلال العملية التي شاركت فيها القوات العراقية. وأوضح أمام البرلمان الأسترالي أن الرهينة بات في عهدة القوات الأسترالية في بغداد، لافتاً الى أن فحوصات أُخضع لها أظهرت أنه في صحة جيدة على رغم"معاناته خلال فترة خطفه". وأضاف:"للأسف فان مصير آخرين كان مختلفاً وأكثر سوءاً، ولذلك فاننا مسرورون جداً لهذه النتيجة". أما وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر فكشف أن عدداً من المسلحين اعتقلوا خلال عملية انقاذ الرهينة، لافتاً الى أن العملية فاجأته وأن وود"محظوظ جداً"لأنه لا يزال على قيد الحياة. وفي بغداد، أعلن مصدر رسمي عراقي، أن قوات عراقية شاركت في هذه العملية. وكانت جماعة اسلامية مسلحة خطفت وود 63 عاماً في الأول من أيار مايو الماضي، وطالبت بسحب الجنود الأستراليين ال550 من العراق، والذين يتوقع تعزيزهم ب350 جندياً. وحدد خاطفو وود مهلة 72 ساعة للحكومة الأسترالية، انتهت في العاشر من أيار الماضي، الا أن هذه المهلة مُددت بعدها مرات بعد وساطة تولاها مفتي أستراليا الذي ذهب الى العراق، حيث أفاد أخيراً أن وود نُقل الى مكان آمن تمهيداً لاطلاقه. كما كان الهلالي عرض أن يحتجز بدلاً من الرهينة، لكن الحكومة الأسترالية ردت بفتور على هذا العرض. في المقابل، أوضح قيصر طراد الناطق باسم الهلالي أن خاطفي وود أفرجوا عنه"في عملية تسليم متفق عليها مسبقاً"في مدينة الرمادي. وصرح لاذاعة"اي بي سي"بأن"وود نُقل الى منزل آمن حيث تسلمته القوات العراقية". وقال طراد أن القوات العراقية تدعمها القوات الأميركية وفرت الأمن للمنزل الذي ترك فيه الخاطفون وود في الرمادي. لكنه قال أن دورهم اقتصر على التأكد من أن المنزل غير ملغم والتحقق من هوية وود. وأضاف أن الهلالي تبلغ قبل أيام باطلاق وود الأربعاء. وفي فرنسا، اعتبرت الصحافية الفرنسية فلورانس أوبنا التي أطلقت السبت الماضي بعد احتجازها خمسة أشهر، أن الصحافيين يجب أن يتمكنوا من التوجه الى"أي مكان كي لا نترك مناطق كاملة من الأرض ... في شبه ظلمة". وذكرت مراسلة صحيفة"ليبيراسيون"في مقابلة مع اذاعة"فرانس انتر":"كصحافيين نشعر أكثر فأكثر بأن هناك مناطق كاملة من الأرض تدخل في شبه ظلمة ولا أحد يذهب اليها". وأضافت:"أفكر في كثير من الدول الافريقية، ونقول لأنفسنا: أنها منطقة خطيرة ولا تهم أحداً ولن نجازف لكتابة وقائع لن يكترث بها القراء". وأضافت أن"مخاطر مهنتنا الحقيقية اليوم هي أن نترك أجزاء من الأرض غامضة وألا نهتم سوى بأنباء بعض العواصم مثل واشنطن والدول الأوروبية. أعتقد بأن على الصحافيين التمكن من التوجه الى كل المناطق". وتساءلت أوبنا:"هل علينا شطب دول؟ هل يحق لنا كصحافيين أن نقول: لن نذهب مجدداً الى العراق! لست متأكدة. الطبيب هو الذي يقرر أن المرض انتصر". وتابعت أن مرافقها العراقي حسين حنون الذي خُطف معها "قد يزور فرنسا في الأيام المقبلة". وتابعت: "سأكون سعيدة لاستقباله عندما يأتي ربما في نهاية الأسبوع".