تشهد اسواق الشرق الاوسط راهناً اندفاعة مفاجئة لنوع جديد من التلفزيونات تروج له الشركات مشددة على ان اهم ميزاته تتركز في شاشته المسطحة Flat Screen. وتستعمل معظمها تقنية عروض الكريستال السائل LCD، اختصاراً لعبارة Liquid Crystal Display . فما هي الميزات الفعلية لهذه التقنية؟ وهل يجدر بالجمهور الاندفاع صوبها، والاستغناء عن الشاشات القديمة للحصول على هذه الشاشات المسطحة؟ بعبارة اخرى، هل تلاقي هذه التقنية الاحلام التي تعد بها؟ لنقل فوراً ان كثيراً من الخبراء يرى ان الضجة الاعلامية تبقى اكبر من الواقع التقني للشاشات التلفزيونية المسطحة، وان نوعية الصور تبقى، في الاجمال، اقل من المستوى الموعود من الوضوح. والارجح ان القسم الاكبر ينصح الجمهور بالتريث، الا من شاء الاندفاع وراء كل جديد، ولمجرد كونه جديداً! مساحة اعلانية واسعة للشاشات المسطحة ليس غريباً على الشركات ان تتلاعب بالعقول. وفي العمق، لا تخرج صيغة ترويجها للتلفزيون ذي الشاشة المسطحة عما الفت صنعه في الترويج للاجهزة التكنولوجيا الرقمية العالية. وتتلخص الرسالة الاعلانية في الحض على الشراء، بغية الدخول في صورة الانسان المتطور في القرن الواحد والعشرين. ويتمثل الوجه الآخر من هذه الرسالة، بان من لا يشتري محكوم عليه بالتخلف عن ايقاع العالم الحديث، وبالتالي الخروج من جنانه الموعودة، التي تجهد الاجساد النسوية الهائلة الجمال، وكذلك الرجال الفائقو الوسامة، في رسمها. بالاختصار، تقدم الاعلانات الفاتنة عن تلك المنتجات الشاشات المسطحة في صيغة السلع المشتهاة التي يصعب تفويتها. وفي السياق نفسه، تحتلّ الاجهزة ذات الشاشات المسطحة المساحة الأكبر في أقسام توزيع المعدات السمعيّة البصريّة في المول والسوبرماركت ومحال البيع المتخصصة بالالكترونيات في معظم اسواق المنطقة. انها كلمة السر للحظة المعاصرة في المشاهدة المتلفزة. وتتربّع تلك الشاشات أيضاً في صالات العرض أو في صالات الانتظار في المطارات، مع اعلانات تشير الى قدرتها على تحقيق أحلام هواة السينما المنزليّة. والحال ان الموجة الاولى من تلك الشاشات، بيعت بأسعار باهظة يتعذّر على الكثير تحمّل تكاليفها. وراهناً، تنتظر الاسواق وصول الموجة الثانية من تلك المنتجات، التي تُعرَض سلفاً باسعار ادنى، لكنها ما فتئت خارج قدرة الكثيرين. ويسري هذا الأمر على الشاشات الكبيرة الحجم من قياس 36 بوصة. وسيبلغ سعر شاشة تلفزيونية مسطحة تعمل بتقنية LCD نحو الفين وخمسمئة دولار. وفي امكان جمهور الانترنت، وكذلك محترفي التسوق من المولات، ان يجدوا شاشات مماثلة باسعار اقل، لكن الفارق لن يزيد على خمسمئة دولار في الغالب. بنظرة سريعة الى مزايا تلك الاجهزة, وكذلك الى ما يكتبه الكثير من الخبراء العالميين عنها، يخيّل إلينا أننا سنكسب المزيد من المساحة البصرية، خلال التفرج على الكرنفال التلفزيوني اليومي. وفي الاجمال، يبدو المكسب متحققاً، خصوصاً من خلال تقلص الهوامش التي لا تصلها الصورة في الاجهزة العادية. وفي المقابل، فان نوعية الصور في الشاشات المسطحة ليست افضل كثيراً، واحياناً تبدو اقل وضوحاً. وعلى سبيل المثال، فان الشاشة المسطحة من طراز" كي في ال- 26 اتش جي 2" KVL-26H G2، التي تنتجها شركة"سوني"تستطيع إبراز اللون الأسود بالشكل الصحيح في افلام الرسوم المتحرّكة، حيث يلعب هذا اللون دوراً اساسياً في صنع الصور. لكن الكثير من الانواع الاخرى المنافسة، لا تعطي ذلك اللون الوضوح الكافي. وتحتوي الكثير من التلفزيونات المسطحة على منفذ"في جي أي"VGA ، اختصاراً لعبارة Video Grourpe Analoge، وأحيانا منفذ"دي في أي"DVI . ويفترض بكل منهما ان يتيح وصل الشاشة بالحاسوب. وفي المقابل، فان الصورة التي تصل الى الكومبيوتر من تلفزيون الشاشة المسطحة لا تكون واضحة تماماً، في أكثر الاحيان. وكذلك لا تحتوي الاجهزة كلها على هذه المنافذ، مثل الانواع التي تنتجها شركة"سوني". ويلاحظ ايضاً غياب مولّف للقنوات المجانيّة التي تبث على طريقة التلفزيون الرقمي الأرضي. ربما لانها تسعى الى ازاحة القديم، تهجس الشاشات المسطحة بهم امكان ازاحتها بسرعة بفعل التطور التكنولوجي، أي بمثل الطريقة التي انتجت فيها. وتتميّز معظم هذه الشاشات بتكنولوجيا تؤمّن نوعاً من الاستمرارية التكنولوجية، اذا جازت هذه العبارة، في مواجهة اختراعات الغد. ولهذه الغاية، يراهن بعضها على قدرته على اعطاء صور بدقة 1280? 720 نقطة، اضافة الى قدرتها على التعامل مع البث بتقنية" البث الرقمي بنطاق ترددٍ عالٍ"HDCP ، التي يتوقع ان تنتشر في المستقبل القريب. ويمكن للمشتري المتحوط ان يهتم بشراء تلفزيون مسطح الشاشة يحتوي على منافذ من نوعي"واي يو في" YUV و"دي في أي" DVI ، ويسمح كلاهما بوصل أجهزة الفيديو الرقمية، التي تخزن موادها على قرص صلب، ومشغلات اسطوانات الفيديو الالكترونية من نوع"دي في دي"، اضافة الى الالعاب الرقمية. مع تنامي الخوف اجتماعياً من الاثار المضرة لاطلاع الاطفال على مشاهد العنف والجنس، باتت العائلات اكثر انتباهاً الى قدرتها على التحكم بما يعرض على شاشات الترفيه المنزلي. وتماشياً مع هذا الميل، الذي يبرز قوياً في اسواق الشرق الاوسط، اهتمت معظم الشركات بتضمين اجهزة الشاشات المسطحة أنظمة تتيح تحكّم الأهل بالمحطات. وكذلك تحتوي على تقنيات للتحكم من طريق العرض بالصور المتداخلة، وبالصور المنفصلة PIP-PAP، باستثناء شاشتي"سوني"و"هيونداي"اللتين لا تحتويان تلك التقنية الأخيرة. وفي مجمل القول، فلربما كان من الحكمة التريث قليلاً، قبل شراء تلفاز بشاشة مسطّحة. فمن ناحية، لا تقدّم الأنواع الحاليّة الرضا التام. ومن ناحية ثانية، يمكن المراهنة بشكل مقبول على أنّ المنتجات القادمة ستقدّم نوعيّة صورة أفضل، وستكون مزوّدة بوظائف جديدّة، اضافة الى بيعها بأسعار تتيح للجميع شراءها. تأتي هذه الاستنتاجات استناداً الى الخبرة مع الكومبيوترات وادوات الاتصال الحديثة. ولا يزال في الوقت متسع، اذ يعلن خبراء الشركات ان الموجة الثانية من اجهزة التلفزيون المسطح الشاشة ستضرب مع نهاية العام الجاري. ماذا تعني هذه المصطلحات؟ منفذ"دي في أي" DVI Digital Video Interface - يمثل منفذاً للتواصل مع الفيديو الرقمي، عبر وصلة الكترونية تربط بطاقة بيانيّة أو جهاز فيديو آخر بالشاشة. وتحسّن هذه الوصلة نوعيّة العرض، خصوصاً مقارنة بوصلة"في جي ايه"VGA التقليديّة. تقنية الخيار بين الصور المتداخلة والمنفصلة PIP- PAP - تمثل تقنية لعرض الصورة في أجهزة التلفزيون الحديثة. وفي أنظمة المراقبة المثبتة في بعض اجهزة التلفزيون المنزلي، المراقبة، تتيح هذه التقنية مراقبة العروض عبر تداخل صورة بأخرى، أو بإظهار صورة الى جانب الأخرى. مولّف التلفزيون الرقمي الأرضي - تقنية عرض رقميّة تستعمل المجال الجوّي على غرار التلفاز الهرتزي، مع استعمال الهوائيات ذاتها. أمّا نوعيّة الصوت والصورة فهي قريبة من تلك التي ينقلها قرص الفيديو الرقمي. تقنية"واي يو في"YUV - معيار تكنولوجي في عمل الفيديو، للتقنيات التي تفصل اشارة البث الى ثلاث رُزم. تتحكم الأولى بنسبة الإضاءة، وتتخصص الرزمتان المتبقيتان باللونين الأحمر والأزرق. منفذ HDCP - يتخصص هذا المنفذ، وعلى غرار منفذ DVI بحماية المحتوى من خلال تجهيزات مضادة للنسخ، عبر حماية البث بطريقة عرض النطاق الترددي العالي الرقمية للمحتوى. اعداد: القسم العلمي - بالتعاون مع مركز الترجمة - دار "الحياة"