تصح هذا العام توقعات المهندس المعماري فرانك لويد رايت في أن يصبح التلفزيون "علكة العين". ففي 1999 لا مهرب من البث التلفزيوني حتى في الشارع أو داخل السيارات المتحركة والطائرات المحلقة والقطارات والبواخر المنطلقة عبر البلدان والبحار. فقد جرى تطوير مواد جديدة لانشاء جدران تلفزيونية وتحويل واجهات العمارات وسطوح السيارات والحافلات الى شاشات تلفزيون. وفي الطريق أنظمة تتيح تبادل الرسائل التلفزيونية عبر البريد الألكتروني، وأجهزة تبث الصور المتحركة لاسلكياً، وعشرات المبتكرات التي تراوح من فيديو الجيب وحتى هاتف الفيديو الخليوي. الأزرق والأحمر يواصل علم الألوان حمل راية الابتكارات في عصر الصناعات الألكترونية. وسيعمل تطوير مواد بوليمر جديدة تستطيع أن تبث الضوء الأزرق على فتح الأبواب لبناء شاشات فيديو بلاستيكية مرنة لعرض صور الفيديو على الجدران وجوانب السيارات والباصات والحافلات. ابتكرت ذلك شركة "كيمبردج لتكنولوجيا العرض" Display Technology Cambridge وذلك حين أضافت بوليمر يبث اللون الأزرق الى عارضات تبث ألوان الأحمر والأخضر. وينشئ اجتماع نقاط بكسلات pixels ألوان الأخضر والأزرق والأحمر عارضات بالألوان الكاملة. استغرقت عملية تطوير بوليمر يبث الأزرق 20 سنة بعد ابتكار عارضات تبث اللون الأحمر. وذكر متحدث باسم الشركة البريطانية أنهم يتعاونون حالياً مع شركة "سيكو إبسن" Sieko Epson لبناء شاشات مسطحة للعرض بالألوان الكاملة، ويعملون مع شركة "دوبونت" Dupont في صناعة شاشات فيديو مرنة يمكن تغطية الجدران بها. فيديو اللاسلكي وفي طوكيو طرحت شركة "كومبال" Compal Co. Ltd. اليابانية جهاز لاسلكي لبث صور الفيديو يعمل بالطاقة الكهربائية المخفضة. يمكن ربط الجهاز بكاميرا تصوير، أو جهاز فيديو لعرض الصور على شاشة التلفزيون دون الحاجة الى وجود كابلات. يطلق على فيديو اللاسلكي اسم V.Catapult ويقوم بالبث عن طريق جهاز ارسال مرتبط بطرفيات الكاميرا، أو الفيديو والاستقبال عن طريق جهاز استقبال مرتبط بطرفيات التلفزيون. ويستطيع الفيديو اللاسلكي أن يبث الاشارات البصرية والسمعية مسافة تراوح ما بين 6 و10 أمتار. ويحتاج بث صور الكومبيوتر على شاشة تلفزيون الى أداة تفك الشيفرات لتحويل إشارات التلفزيون الكهربائية. ويمكن البث في آن عبر 4 قنوات ولا تشوش موجات ذبذبات اللاسلكي على بث التلفزيون المعتاد. ويمكن استخدام فيديو اللاسلكي كجهاز للرصد البعيد وذلك عن طريق بث صور كاميرات الدورة التلفزيونية المغلقة CCD، ويستخدم أيضاً داخل صالات العرض ومختلف أنواع القاعات. ويستطيع إضافة الى ذلك أن يبث صور ألعاب آلات الفيديو وأقراص الليزر واسطوانات الفيديو الرقمية. ويبلغ سعر الجهاز 342 دولاراً فقط. ومن الممكن قريباً مشاهدة البث التلفزيوني داخل السيارات المتحركة والطائرات المحلقة وفي الباصات والقطارات المنطلقة. وقد شهد المعرض الاذاعي الدولي في أمستردام العام الماضي أنظمة تغير البث التلفزيوني الرقمي لازالة التشويش الذي يحول عادة دون مشاهدة بث التلفزيون في العربات المتحركة. يعود الفضل في الابتكار الجديد الى برنامج التطوير الأوروبي "موتيفيت" Motivate الذي عثر على طريقة جديدة تتيح استقبال البث التلفزيوني داخل عربة تنطلق حتى سرعة 300 كلم في الساعة. وأنجز المشروع الذي نفذته شركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تيليكوم" Deutsche Telecom تصميم إشارات ملائمة للبث الحركي ويمكن التقاطها في الوقت نفسه من قبل أجهزة الاستقبال التلفزيوني الرقمي المنزلية. وتوزع الإشارات في البث الرقمي في قنوات التلفزيون الأرضية على ذبذبات عدة قصيرة. ويجري في البث المتحرك اختصار كمية المعلومات عبر كل ناقل للإشارات من 64 بت المعتادة الى 16 بت فقط في الدورة الواحدة. والبت bit هي وحدة قياس المعلومات التي يجري بثها رقمياً سواء كانت بصرية أو سمعية، ومرئيات ثابتة أو متحركة. ويتيح هذا الاختصار جعل الاستقبال أكثر دقة. كما يسمح ببث نصف الصورة مرتين لملء الفجوات التي تسبب التشويش الغامض الذي تعاني منه كل أنواع الارسال. وتؤدي التقنية الجديدة الى هبوط معدل البث من 24 ميغابت في الثانية الى 12. وقد ينتج عن ذلك انخفاض قابلية البث من نقل قنوات 6 محطات تلفزيون رقمية الى 3 قنوات فقط. جرى عرض البث النقال الجديد خلال انعقاد المعرض الاذاعي الدولي في أمستردام العام الماضي. وقامت بالعرض سيارة باص صغيرة استقبلت البث التلفزيوني أثناء سيرها في المدينة. وفي حين لم يكن ممكناً استقبال بث التلفزيون المثلي analogue تمّ استقبال البث الرقمي digtal بكل وضوح. وقد عمدت الدول الأوروبية واستراليا الى تبني المعايير الرقمية الدولية الجديدة في حين تصر الولاياتالمتحدة على اتباع المعايير الخاصة بها للتلفزيون الأرضي والتي لا تتوافق مع البث المتحرك. فيديو الجيب ويعتبر هذا التقاطع التكنولوجي من أكبر عراقيل تطوير أجهزة متوافقة يمكن استخدامها في كل مكان. حدث ذلك في الماضي مع أجهزة الفيديو الكبيرة ويحدث الآن لمسجلات فيديو الجيب التي ستطرح عام 1999. تستطيع هذه الأجهزة أن تخزن ساعات عدة من الصور المتحركة ذات النوعية العالية. ويتنافس حالياً فريقان في تطوير أقراص بصرية للمسجلات الجديدة. وقد أقرّ مؤتمر أقراص الفيديو الرقمية" DVD الذي عقد في برشلونه في أسبانيا العام الماضي أقراص صغيرة تتسع لكمية من المعلومات تراوح ما بين غيغابايت واحد ونصف وأكثر من 5 غيغابايت. ويكفي هذا لخزن فيلم سينمائي طويل. ويتوقع خبراء الصناعة أن تقضي مسجلات فيديو الجيب التي تنقل الصوت والصورة خلال سنتين على المسجلات الصوتية الحالية. ولن يمر وقت طويل قبل ظهور أجهزة الفيديو التفاعلية. قام بتطوير الجهاز الجديد "المعهد القومي لبحوث تكنولوجيا المعلومات والأتمتة" الفرنسي في باريس. يطلق على الجهاز اسم "فيديوكليك" VideoClick ويمكن ربطه بالانترنت بواسطة المودم والضرب على الشاشة لجلب لقطات الفيديو. ويعتقد الباحثون الفرنسيون أن استخدام الجهاز سيقتصر قبل ظهور محطات تلفزيون الانترنت على الفيديو التربوي والبث المتفاعل داخل المعارض والمتاحف. الهاتف البصري ويتوقع أن يشهد عام 1999 الانتشار السريع لهاتف الفيديو الخليوي. تتنافس في انتاج الهاتف البصري شركات عدة بينها شركة "أورانج" Orange لخدمات الهاتف الخليوي في لندن وشركة الصناعات الألكترونية الهولندية "فيليبس" Philips. ويستخدم هاتف الفيديو معايير تقنيات ضغط المعلومات الأوروبية MPEG-4 الخاصة بالبث المخفض جداً لفيديو الهاتف النقال من أجل خفض معدلات المعطيات عن طريق التمييز بين الخلفية الثابتة والاشارات المتحركة وضغطها بشكل منفصل. ولا يقتصر التطوير التكنولوجي على الفيديو الرقمي الذي تتجاوز أسعار كامراته الألف دولار فقد التفتت شركة "سوني" Sony اليابانية الى مستخدمي كاميرات الفيديو غير الرقمية، حيث طورت لهم تقنية تتيح تحقيق نوعية عالية من الصور بواسطة الكاميرات غير الرقمية.