اعلنت لندنوموسكو عزمهما على توسيع التعاون في مجال مكافحة الارهاب وزيادة التنسيق بين الاجهزة الامنية في البلدين. ورأت مصادر روسية ان نتائج القمة البريطانية - الروسية التي انعقدت في لندن امس، تفتح الباب نحو تضييق الخناق على نشاط زعماء المعارضة الشيشانية اللاجئين الى بريطانيا. وانهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس، زيارة العاصمة البريطانية استمرت يومين شارك خلالها في قمة روسية - اوروبية قبل ان يعقد جلستي محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، تركز البحث خلالهما على ملفات العلاقة الثنائية. واستبق الزعيمان لقاءهما امس، بزيارة لمركز ادارة الازمات في لندن، في خطوة اعتبرتها مصادر روسية"ذات دلالة"لكون بوتين أول زعيم دولة اجنبية يزور هذا المركز منذ تأسيسه. وقال المصدر ان الزعيمين استمعا هناك الى تقارير قدمها مسؤولو الشرطة البريطانية اسكوتلانديارد والاجهزة الامنية والمخابرات الخارجية. واضاف المصدر الذي شارك في المحادثات الثنائية ان مسألة مكافحة الارهاب شكلت المحور الاساسي للبحث خلال المحادثات الروسية - البريطانية. ولفت الى ان الزعيمين تطرقا للمرة الاولى على هذا المستوى، الى موضوع نشاط زعماء الانفصاليين الشيشان الحاصلين على صفة لجوء سياسي في لندن. وكانت موسكو اثارت هذا الموضوع اكثر من مرة في السابق على مستويات مختلفة من دون ان تحقق نتائج. وحذرت اوساط روسية من خطورة ما وصفتها بأنها"سياسة معايير مزدوجة"في التعامل مع ملف الارهاب، في اشارة الى قيام لندن بمنح حرية الحركة لعدد من الشخصيات التي تتهمها موسكو بقيادة النشاط الارهابي ضد روسيا وخصوصاً الزعيم الشيشاني البارز احمد زاكايف. ولمح مصدر روسي قريب من الوفد الى توصل الجانبين امس الى اتفاق محدد في هذا الشأن"، لكنه لم يعط توضيحات، مشيراً الى ان هذه الاتفاقات تبقى عادة محاطة بالتكتم". ولفت قسطنطين كوساتشييف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي وعضو الوفد المرافق لبوتين الى ان القمة اسفرت عن"التوصل الى فهم مشترك لسبل تعزيز التعاون ضد النشاط الارهابي"، موضحاً ان لندن اظهرت استعداداً جدياً للعمل"ضمن اطر القوانين المحلية لاتخاذ تدابير ضد من يثبت تورطهم بالارهاب". واللافت ان البيان المشترك الذي اصدره الزعيمان في ختام محادثاتهما، ركز على توسيع قاعدة التعاون وتعزيز الاتصالات بين الاجهزة الامنية في البلدين. وربط البيان بين الاحداث المأسوية التي وقعت قبل عام في مدرسة بيسلان وبين ارهاب لندن اخيراً، مشيراً الى ان الارهابيين"لا يعترفون بقومية أو بدين"، وهي الاشارة التي اعتبرها البعض تحولاً في موقف لندن حيال المعارضين اللاجئين لديها.