على رغم حداثة ظهور لعبتي البيسبول والسوفت بول الاميركيتين في العراق فإنهما وجدتا من يزاولهما من اللاعبين واللاعبات على رغممما يعتريهما من مصاعب ومشكلات فنية ومالية. وكان اول المهتمين بهما مجموعة من الشباب عملوا لكي تمضي اللعبة الى الملاعب العراقية بمبادرات شخصية تكفلوا بنشرها واستطاعت تلك المجموعة ان تبلور وتصنع منتخباً للرجال في البيسبول وآخر للسيدات في السوفت بول. ولم يتوقع احد في العراق ان تستأثر السوفت بول بهذا الاهتمام وخصوصاً إقبال اللاعبات على ممارسة هذه اللعبة التي تحمل هوية اميركية توقع لها اول الامر ان تصطدم بحواجز المشاعر الرافضة لكونها أتت مع قدوم الأميركيين الى العراق عام 2003. وذهبت المفاجآت أبعد من ذلك عندما ظهرت لاعبات مميزات في اللعبة من خارج العاصمة بغداد قدمن من مدن البصرة والموصل وميسان والديوانية وكلها مدن بعيدة قربها حب اللعبة لينخرطن في صفوف المنتخب العراقي للسوفت بول للنساء وهن يقدمن مهارات وأداء لافتاً. مدرب المنتخب العراقي للسوفت بول سعيد احمد سعيد قال لوكالة فرانس برس:"الفريق يضم لاعبات متميزات بالمهارة والقوة البدنية ويتمتعن باداء طيب في الرمي واللقف واستخدام المضرب. وتتدرب اللاعبات ثلاث مرات اسبوعياً، ويقول سعيد:"التدريبات أصبحت افضل من السابق على رغم تردي الاوضاع الامنية الآن، حيث نحاول التغلب على الصعوبات التي تعترض اللعبة والفريق وتجري الوحدات التدريبية على ملعب خصص للفريق في كلية التربية الرياضية في الجادرية". وتابع سعيد الحاصل على درجة الماجستير في التربية الرياضية:"مشكلاتنا تتمركز الآن في قلة التجهيزات الرياضية حيث نعتمد على توفيرها بمبادرات شخصية وهي ليست نظامية لكنها بدائل مهمة لكي نواصل مواصلة اللعبة". وفي ما يخص تعرض اللاعبات الى المضايقات بسبب هوية اللعبة الاميركية قال:"في البداية كان هذا الشعور سائداً لكننا تغلبنا عليه بعد ان تفهم المتابعون لها بأنها لعبة جمالية وتبعث المتعة والشعور بالارتياح، والآن لم نعد نواجه بمثل هذا الشعور الرافض للتعاطي مع اللعبة". وأضاف"هذه اللعبة ليست الوحيدة التي تعكس نشأتها فهناك كرة السلة اللعبة الاميركية والشعبية الاولى في أميركا، فلا علاقة للسياسة بالألعاب الرياضية". ذكرى التي ترتدي الحجاب حتى أثناء المباريات والتدريب اشارت الى المشكلات الفنية قائلة:"نعاني من غياب التجهيزات الرياضية النظامية الخاصة باللعبة وخصوصاً القفازات التي نستعملها الآن فهي كبيرة وليست مخصصة لنا والملابس هي الأخرى غير مناسبة". وأكدت ذكرى انها لن تتخلى عن الحجاب الذي ترتديه وتبقى متمسكة به حتى لو خاضت مباريات خارجية. اللاعبة لميس وائل طالبة في كلية التربية الرياضية20 عاماً اكدت من جانبها أنها"لا تشعر بالخوف ومتعلقة باللعبة كثيراً وان عائلتها شجعتها للتمسك بالسوفت بول لانها لعبة قوية وتعلم القوة والشجاعة". رئيس الاتحاد العراقي للبيسبول والسوفت بول اسماعيل خليل كان له فضل كبير في انبثاق اللعبة واظهارها في العراق وقال لفرانس برس:"كنا نخشى ان تمنعنا المشكلات الامنية والظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد من الاستمرار باللعبة، لكننا استطعنا ان نتجاوز تلك الظروف وان نجد لها حلولاً".