بدأت برامج رياضية تلفزيونية استقطابها... وبالإذن من أصحاب حقوق أوبريت"الحلم العربي"لأننا استعرنا مطلعها، يبدو ان التوجه الى انتاج برامج"اكتشاف النجوم"اخذ بُعداً جديداً مع القطاع الرياضي وسنتمكن في المرحلة المقبلة من"انتخاب"مواهب، تدخل السياق اليومي للإعداد والتدريب... وحتى التخرج على غرار ما يحصل فنياً في برنامجي"سوبر ستار"و"ستار أكاديمي"... وسواهما. في مطلع حزيران يونيو المقبل"تولد""ممنوع"محطة فضائية عربية جديدة موجهة الى الشباب، ويحمل بثها التجريبي، باكورة غير مسبوقة ربما، هي برنامج"فريق الحلم العربي"الرياضي واختصاصه كرة القدم، مدرسة هواة تعدّ الموهوبين وتمهد لاحترافهم وشق طريق مستقبلهم رياضياً. ولفتني في المناسبة تعليق رئيس مجلس ادارة"ممنوع"وليد الحديدي على الخطوة، واعتباره اياها محاولة نجاح"عبر الرياضة بما فشلت فيه السياسة من وحدة بين الشباب العربي"، علماً ان هذا التمني يبقى بعيداً من الواقع، والأمثلة كثيرة. وفي الاطار ذاته، يبدأ تلفزيون"المستقبل"خلال الأيام القليلة المقبلة عرض برنامج نجوم كرة العرب او"سوكا ستارز"، الذي يسمح للموهوبين ابراز مهاراتهم وتحقيق احلامهم، ويقود الفائز في النهاية الى الحصول على عقد احتراف لمدة عام في نادي نيوكاسل يونايتد الانكليزي. واذا كانت الغاية الاساسية من البرنامجين نبيلة الاهداف معززة لقاعدة اللاعبين، ومفسحة امامهم فرص التطور والانطلاق، فإنها في الوقت عينه استثمار مجزٍ من خلال الرعاية الاعلانية واتصالات المشاهدين المتابعين على طريقة برامج الالعاب والمسابقات والتصويت الفني وسواه... وفي وقت تحاول برامج المواهب الفنية ان تجاري الاكاديميات في عملها واختصاصها واهتمامها، فإن البرنامجين الجديدين بمثابة"اكاديميتين رياضيتين"، تقلدان ما درجت عليه أندية أوروبية عريقة في"تفريخ"النجوم وصقل مهاراتها، ومن أبرزها أياكس الهولندي وأوكسير الفرنسي... فضلاً عن"أمثلة"عربية كفريق نادي وادي دجلة المصري المتوأم مع آرسنال الانكليزي، وأكاديمية"أسباير"القطرية الدولية الناشئة حديثاً في اختصاصات عدة، وكرة القدم، اللعبة الشعبية الاولى، من ضمنها. شهدنا في العقد الاخير تنامي الفضائيات الرياضية، وطفرة برامج هذا الاختصاص"منها الغث ومنها السمين"... واليوم تفتقت أفكار البحث عن الجديد المربح والجاذب عن برامج تشد المشاهد وتصيبه في نقاط ضعفه ومنها هواياته الرياضية. ولأن المناصرين يتعصبون لنجومهم المفضلين، ستكثر في الايام المقبلة، وأسبوعاً تلو اسبوع، التعليقات والنقاشات حول موهبة هذا و"حرفنة"ذاك... وفي الامر ربح وشهرة للبرنامج قبل أبطاله، وهم بالتأكيد لن يتخرجوا لاعبين متكاملين، لأن بانتظارهم حسن استيعاب الخبرة والتمرس، وحسن الاخلاق والتصرف والأداء، وضرورة ان يتولى أمرهم في زحمة النجومية والاضواء مرشدون يديرون شؤونهم ويجنبونهم الدعسات الناقصة في جادة الشهرة وبريقها الذي يعمي أبصار ذوي الشخصيات الضعيفة.