وقّع كونسورتيوم ويذر إنفستمنتس الذي يقوده رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس وشركة إينل الإيطالية للمرافق أمس صفقة اشترى بموجبها الكونسورتيوم وحدة اتصالات "ويند" التابعة ل"إينل"، وبلغت القيمة الإجمالية للصفقة 12.14 بليون يورو 15.26 بليون دولار، وهي الأكبر في تاريخ إيطاليا. وقال ساويرس ل"الحياة" إن "ويند" ستُعتمد كشريك صناعي استراتيجي، مما يعزز القيمة المضافة للشركة، معرباً عن ثقته بأن الاستثمار على المدى الطويل في ويند سيمكّن الشركة من أن تصبح على مستوى أوروبي في خدمة الهاتف النقال أن تكفل النجاح للمستثمرين. ولفت إلى عزمه تحويل ويند من شركة محلية إلى عالمية تستطيع أن تستثمر إمكانات خدمة الهاتف الثابت والمحمول والتعاون مع شركات المجموعة، معتبراً أن لا بد أن تكون أوروبا والبحر المتوسط والدول الناشئة مجالها الطبيعي. واستبعد أن تندلع حرب أسعار في السوق الإيطالية بين "ويند" ومؤسسة إيطاليا للاتصالات، لافتاً إلى أن المنافسة ستكون على صعيد النوعية والقيمة المضافة والخدمات والمنتجات الجديدة وسياسة إرضاء العميل. وقال مقربون من ساويرس إنه يتوقع مستقبلاً جيداً لپ"ويند" التي ستنتقل قريباً إلى بقية دول البحر المتوسط والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، معتبرين أن هذه مناطق تتميز بالنمو المستمر والمبادلات التجارية المهمة مع إيطاليا وأوروبا ومن ثم يتطلع ساويرس إلى إقامة منظومة اتصالات عملاقة يصل حجم المشتركين فيها إلى أكثر من مئة مليون مشترك، تكون إيطاليا مقراً لها. وأكد ساويرس أن أي عمل يقوم به لا بد أن يعود بالفائدة على بلاده، لافتاً إلى أن مصر ستستفيد من صفقة "ويند" من وجوه عدة، في مقدمها نقل التكنولوجيا الأوروبية الحديثة في مجال الاتصالات ونقل نظم الإدارة الحديثة من خلال تنظيم دورات تدريبية لعدد كبير من المصريين في مراكز التدريب الإيطالية والأوروبية - المتوسطية قريباً ورفع مستوى الخبرة والمنافسة العالمية وزيادة الثقة في الشركات المصرية وتشجيع دخولها في المناقصات العالمية. وتعتبر "ويند" ثالث أكبر شركة للهاتف النقال في إيطاليا وثاني أكبر شركة للخطوط الثابتة. وكانت تجرى محادثات لبيعها منذ نيسان أبريل الماضي. وقالت إينل في بيان إنها ستبيع حصة 62.75 في المئة من أسهم "ويند" لمجموعة "ويذر" بحلول الصيف وستبيع بقية الأسهم في النصف الأول من عام 2006 بمقتضى عملية خيارية مزدوجة للشراء والبيع. وقال رئيس "إينل" باولو سكاروني الذي سيترك منصبه قريباً اننا "ببيع "ويند" نكون قد استكملنا التخلص من جميع الأعمال غير المرتبطة بنشاطنا الأساس في الكهرباء والغاز تمشياً مع السياسية المعلنة منذ ثلاث سنوات". وسيترك سكاروني المجموعة لينضم إلى شركة إيني للنفط والغاز الإيطالية. لكن إينل لن تترك قطاع الاتصالات تماماً. فهي تعتزم بالتدريج امتلاك حصة 26 في المئة في ويذر التي ستسيطر على ويند بالكامل وعلى 50 في المئة زائد سهم واحد من أسهم شركة أوراسكوم.