في مواجهة أصعب المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم وفي وجود كل الاختبارات الممكنة لأي حكم في مباراة واحدة قدم الإسباني ميخوتو أداءً نموذجياً واستحق تحية واحترام وتقدير الجميع. اتسم ميخوتو باللياقة البدنية العالية، وكان قريباً جداً من الكرة ومن الأحداث المهمة، وتمكن ببراعة من اكتشاف معظم المخالفات التي ارتكبها اللاعبون، وكان أبرزها الكرة التي خطفها التشيخي ميلان باروش بيده قبل المدافع الإيطالي أليساندرو نيستا وطالب بركلة ركنية، ولكن الحكم اليقظ القريب احتسب المخالفة وأشهر البطاقة الصفراء عالياً في وجه المخادع جاروش وأجبر اللاعبين على الأداء النظيف. الاختبارات بدأت باكراً جداً لميخوتو مع أسرع هدف في المباريات النهائية بقدم الإيطالي باولو مالديني، ولم يتأثر الحكم الإسباني بالتغيير الباكر للنتيجة ووضح تفاهمه الكبير مع مساعديه سواء في إلغاء هدف أحرزه الأوكراني شيفتشينكو لمصلحة ميلان بسبب التسلل أو أكثر من فرصة لميلان من حالات انفراد واسعة من دون وجود للتسلل على رغم اعتراضات مدافعي ليفربول، واحتفظ ميخوتو بهدوئه الشديد في الحديث مع الفنلندي سامي هيبيا بين شوطي المباراة حول التسللات التي يرى المدافع الأبرز في ليفربول أنها مرت على المساعد، وفي الشوط الثاني كانت ركلة الجزاء التي احتسبها ميخوتو لمصلحة الإنكليزي غيرارد ضد الإيطالي غاتوسو نقطة تحول وجاء منها هدف التعادل، واعترض مدافعو ميلان بداعي عدم وجود مخالفة من غاتوسو، ولكن قرار الحكم الحاسم والسريع والصحيح ظهر جلياً عند إعادة اللعبة. واكتشف الجمهور أن غاتوسو حاول إعاقة غيرارد قبل استحواذه على الكرة. وحسم الحكم الإسباني أول بادرة خشونة متعمدة من المدافع الإنكليزي كاراغيو عندما تعمد المهاجمة وهو على الأرض بأسلوب يحمل خطورة وأشهر البطاقة الصفراء لإنذاره، واضطر المدافع للاعتراف والاعتذار أمام حكم يقظ وعادل وحاسم وقريب. الأداء النموذجي لميخوتو اقترب جداً في المباراة الصعبة المثيرة من درجة الكمال، وتفوق جداً على أشهر حكمين في العالم في السنوات الأخيرة وهما الإيطالي بيير لويغي كولينا الذي أدار نهائي كأس العالم 2002 بين البرازيلوألمانيا، والحكم الألماني ماركوس ميرك الذي أدار نهائي بطولة أوروبا 2004 بين اليونان والبرتغال. وإذا سارت الأمور طبيعية في الموسم المقبل ولم يصل المنتخب الإسباني إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم 2006 في ألمانيا سيكون ميخوتو المرشح الأقوى لإدارة المباراة النهائية.