مأدبة شهر رمضان الكريم باتت قريبة... نجوم الدراما التلفزيونية بدأوا سباقاً محموماً للفوز بالمشاهد. وابرز المتنافسين، كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، المصريون والسوريون. إلا أن المشهد هذا العام يطرح تساؤلات حول هوية الفائز بالرهان. فالتلفزيون الفرنسي أذاع قبل فترة استفتاء اشترك فيه الكثير من المهتمين بالدراما والمتخصصين فيها، وأكدوا أن الدراما السورية تتفوق حالياً على الدراما المصرية. ومن يتابع أعمال الشاشة الصغيرة، لا يخفى عليه التراجع الذي شهدته الدراما المصرية أخيراً، ويعترف بالمنافسة التي فرضتها الدراما السورية عبر الدعم الرسمي والمغامرات الناجحة، خصوصاً في السنوات الخمس عشرة الماضية. اعتبر هؤلاء أن أكثر ما يميز الدراما السورية، هو قدرتها على التفتيش عن سر النجاح، فبعد استهلاك مئات الساعات مما يسمى فنتازيا تاريخية، اتجه"صنّاع"الدراما اليوم إلى المسلسل التاريخي. وعرفت الدراما السورية النجاح من خلال أعمال سياسية كان أبرزها،"حمام القيشاني"،"خان الحرير"،"أخوة التراب"،"عائد من حيفا"،"التغريبة الفلسطينية"... ووجد إنتاج بعض هذه الأعمال الضخمة طريقه إلى العالمية، فبدأت الأعمال السورية تغزو المحطات الأوروبية والأميركية... ووجد أرباب هذه الصناعة في الدراما الاجتماعية، مفتاح نجاح آخر. ففي شهر رمضان الماضي، قدم حاتم علي مسلسل"أحلام كبيرة"، دراما اجتماعية عرفت كيف تسلط الضوء، وبعمق، على التطورات الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية التي أصابت المجتمع السوري في السنوات الأخيرة. واعتبر الكثيرون أن المسلسل ناقش بشفافية مواضيع قلّما تطرقت اليها الدراما المحلية مثل واقع المرأة وما تعانيه من اضطهاد على أيدي بعض الرجال طلاق، ضرب، تعذيب يصل إلى حد الموت، الزواج المدني، وقضية النزعة الاستهلاكية والثراء غير المشروع والربح بأي وسيلة. وقدم هشام شربتجي"رجال تحت الطربوش"الذي رصد معاناة المرأة العاملة في مجتمع ذكوري مستبد. يبدو أن"صناع"الدراما المصرية بدأوا يتبعون النهج السوري نفسه. إذ شهدت بداية العام الحالي، استعداداً لتقديم أعمال تاريخية، تنبش في ماضي مصر والعرب، علّ ذلك يكون حلاً للابتعاد عن نصوص ركيكة وضعيفة شكا منها المشاهد في الأعمال المصرية التي قدمت أخيراً. باشر اتحاد المنتجين العرب للأعمال التلفزيونية خطواته التنفيذية في تصوير أول مسلسل يتناول قصة الوحدة المصرية - السورية التي نشأت عنها الجمهورية العربية المتحدة وتفاصيل سنوات الوحدة الثلاث، والأسباب التي أدت إلى الانفصال في إطار سياسي واجتماعي مشوق. والمسلسل اختير له مبدئياً عنوان"قلوب على الأسلاك". من جهة ثانية، اختار المخرج المصري نادر جلال النجم فاروق الفيشاوي للقيام بدور الملك فاروق في المسلسل التلفزيوني الجديد"فاروق ملكاً". ويشارك الممثل مصطفى فهمي في بطولة مسلسل"العميل 1001"الذي يعتبر عودة لأعمال الجاسوسية والاستخبارات التي لم تقدم على الشاشة الصغيرة منذ مسلسل"رأفت الهجان". وتم الانتهاء من تصوير مسلسل"هدى الشعراوي"، وها هي ليلى علوي تعود إلى الشاشة عبر عمل يرصد حياة شجرة الدر. وكان الفنان محمد صبحي أول النجوم الذين دخلوا السباق الرمضاني عبر مسلسل كتبه هو، وعنوانه"أنا وهؤلاء". ويشارك في بطولته سعاد نصر وشعبان حسين ونادين سابا. وبدأ يحيى الفخراني تصوير مشاهد مسلسله الجديد"المرسى والبحار"الذي كتبه محمد جلال عبدالقوي، ويشارك في بطولته جميل راتب ومحسنة توفيق ويخرجه أحمد صقر.