قال قادمون من العراق ان حملة التصفيات الاخيرة التي أسفرت عن اكتشاف عشرات الجثث نهاية الاسبوع الماضي اتخذت طابعاً ثأرياً عشائرياً، وليست بالضرورة بداية لحرب أهلية كما تتناقل بعض الأنباء، على رغم الاجواء المرافقة التي قد تدفع في هذا الاتجاه. وأوضح هؤلاء ل"الحياة"ان ما أشعل هذه الحملة اعتراض مسلحين في مدينة اللطيفية، الثلثاء من الأسبوع الماضي، جنازة لأحد الأشخاص من عشيرة"آل بو محمد"الجنوبية التي يرأسها الشيخ عبدالكريم المحمداوي الملقب ب"أمير الاهوار"، كانت في طريقها الى مدينة النجف الاشرف برفقة ستة من اهالي مدينة الصدر إثنان منهم من ابناء عمومة المحمداوي. وأدت تصفية المرافقين الستة الى استنفار عشائري واسع طلباً للثأر. وحذرت عشيرة"آل بو محمد"وحلفاؤها القيادات الشيعية بأنها في صدد شن هجوم كبير لتطهير منطقة اللطيفية، وحشدت نحو خمسة آلاف مسلح، وحدد موعد الهجوم مع انتهاء اليوم الثالث لمجلس الفاتحة الذي أقيم على ارواح الضحايا الستة. وأكدت المصادر ان المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني تعرض لضغوط كبيرة من رؤساء عشائر الجنوب والفرات الاوسط ومن بعض القيادات السياسية الشيعية، للسماح بالرد خصوصاً في منطقة اللطيفية التي تحولت مصيدة للعابرين، لكنه واجه الامر بالدعوة الى التكاتف مع العرب السنة"لتطهير العراق كله من الارهابيين وليس منطقة بعينها". كما تدخلت قيادات شيعية فاعلة، منها السيد مقتدى الصدر، لاحتواء الوضع، ما أدى الى حصر عملية الثأر بتصفية بضع عشرات ممن أسروا في وقت سابق أثناء محاولتهم تفجير سيارات مفخخة او القيام بعمليات مسلحة في مدينة الصدر او بعض المناطق المحيطة. وعلم ان هناك توجهات حاسمة من جانب الاهالي في الكثير من المناطق الشيعية بتصفية من يلقى عليهم القبض بالجرم المشهود من دون تسليمهم الى رجال الشرطة كما في السابق، خصوصاً بعدما صدرت احكام مخففة في حق بعض هؤلاء. وقال المصدر ان عمليات الثأر طالت بعض الفلسطينيين في حي البلديات شمال شرقي بغداد غداة التفجير الانتحاري في سوق شعبية في منطقة بغداد الجديدة في 12 الشهر الجاري الذي أودى بحياة نحو أربعين شخصاً، بينهم 18 طالبة كن في حافلة مدرسية. وأوضح ان اهالي حي الفضيلية قرب حي البلديات اعتقلوا انتحارياً حاول في اليوم نفسه تفجير مجلس عزاء لأحد الوجهاء من أبناء المنطقة، وبالتحقيق معه أمكن الوصول الى بعض المتورطين في اعمال ارهابية، بينهم اربعة فلسطينيين اشتركوا في الاعداد لتفجير بغداد الجديدة، وهو ما ادى الى ان تطال العمليات الانتقامية الفلسطينيين من سكان هذه المنطقة.