قال النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي أن الهدنة الفلسطينية ? الاسرائيلية انعشت الاقتصاد الاسرائيلي في مقابل غياب أي شيء مواز في الجانب الفلسطيني وان استمرار الاجراءات الاسرائيلية الاستيطانية والحواجز وبناء الجدار تهدد بفرط هذه الهدنة. وأضاف الطيبي في حديث الى"الحياة"في بيروت التي زارها للقاء القادة اللبنانيين وبحث التطورات في فلسطين والمنطقة وأوضاع اللاجئين في لبنان أن شارون يضلل من يأتيه من الأميركيين والأوروبيين ويقول لهم إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن يدعم الارهاب بهدف نزع الشرعية عنه لإلقائه كشريك في العملية السياسية كما حصل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأوضح الطيبي ان على رغم ايجابيات الهدنة، لم ينشأ رأي عام اسرائيلي بعد يضغط على شارون لتغيير سياسته وان اللعبة الوحيدة الموجودة على الساحة حتى الآن هي مشروع شارون للانفصال عن غزة. وانتقد التطبيع العربي مع اسرائيل قبل ازالة الاحتلال. واعتبر الطيبي ان الادارة الأميركية تقدم الفتات من المساعدات للسلطة الفلسطينية وان دعمها شارون لا يساعد على انتعاش معسكر السلام الاسرائيلي. واذ توقع انتخابات تشريعية مبكرة في اسرائيل بعد الانسحاب من غزة أكد أن الفجوة بين ما يمكن أن يقترحه شارون وبين أدنى ما يمكن أن يقبله أبو مازن ليست مرشحة للتقلص في المرحلة المقبلة. وقال الطيبي ان زيارته هي الثانية الى بيروت. الأولى كانت حين جاء في ظروف مأسوية للتعزية باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لساعات وكانت الأولى لأي شخصية عربية من عرب ال1948 الى العاصمة اللبنانية. وأوضح انه التقى في بيروت مع"أصدقاء منعت الجغرافيا والقوانين من التلاقي والتواصل معهم. لكننا تخطينا الجغرافيا والممنوعات ليصبح التواصل ممكناً. ان للبنانولبيروت بعداً عاطفياً لدى الفلسطينيين خصوصاً فلسطينيي ال1948. أوضاع الفلسطينيين في لبنان وأوضح أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شدد على ضرورة انهاء الاحتلال واحترام الشرعية الدولية وعلى الحوار المستمر بين القيادتين الفلسطينيةواللبنانية، لمناقشة كل القضايا المتعلقة بالهم الفلسطيني والهم اللبناني، والتي تتناول مخيمات اللاجئين"وطرحت على الرئيس ميقاتي ضرورة تحسين أوضاع لاجئي المخيمات كي تتماشى مع أبسط الحقوق الانسانية. وأنا أعي ما يقال ويشاع عن التوطين الفلسطيني في لبنان وأقول جازماً أن الشعب الفلسطيني يناضل ويسجن ويجرح ويموت شهيداً من أجل فلسطين والوطن؟ فنحن نريد الوطن ولا نريد التوطين. والفلسطينيون يرفضون التوطين قبل اللبنانيين. وبالتالي نحن متفقون في ذلك وهناك من يستعمل قصة التوطين لمنع تحسين ظروف اللاجئين لتصبح الحياة كريمة ? فالحياة الكريمة هي الضمانة الأمنية. وفي موازاة ذلك هناك فهم وادراك عميق فلسطيني لضرورة احترام السيادة والقانون في لبنان". وعن الصيغ المحددة لاعادة النظر في أوضاع اللاجئين قال:"الرئيس أبو مازن طرحه أثناء زيارته الى لبنان. وهو موضوع غاية في الأهمية بالنسبة الى القيادة الفلسطينية. هذه مسؤولية أخلاقية ووطنية وسياسية للقيادة وللآخرين أيضاً. والى حين العودة يجب أن توفر ظروف حد أدنى من ظروف المعيشة المحترمة والكريمة. ويجب أن يناقش بين القيادتين. الحديث عن تفاصيله ليس مفيداً. الأخ عباس زكي المسؤول عن العلاقة مع لبنان في منظمة التحرير الفلسطينية موجود في لبنان وهناك اتصال مباشر مع الأخ أبو مازن. وأتمنى أن ينتهي الحوار بنتيجة". انتخابات اسرائيلية مبكرة وعن توقعه انتخابات مبكرة في اسرائيل بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة قال:"الانتخابات موعدها الرسمي في الشهر الحادي عشر من العام 2006. الانسحاب من غزة يبدأ في 15 آب أغسطس المقبل ولا أعرف الى أي مدى سيستمر. فالحكومة الاسرائيلية تخصص له بضعة أسابيع فقط، لكن في نهاية هذا الانسحاب من غزة مصلحة آرييل شارون من جهة ومصلحة حزب العمل كحزب معارض من جهة أخرى، ان تفترق طريقهما. فحزب العمل لا يستطيع أن يذهب للانتخابات وهو ذيل لحزب الليكود كحزب سلطة. وعندها كيف سيكون حزباً معارضاً ليخوض الانتخابات. اذاً مصلحته فك الشراكة بعد اتمام الانسحاب. هذا عامل ثانوي. أما العامل الأساسي الذي سيؤدي الى انتخابات مبكرة هو آرييل شارون. فهو بعد انهاء الانسحاب من غزة سيشعر بأنه في حاجة الى الفرصة السانحة لاجراء الانتخابات المبكرة ليعود فيفوز. وسينتصر داخلياً على بنيامين نتانياهو وربما لديه دعم أكثر من أي جمهور آخر لدى الجمهور العام. ولذلك اعتقد بأن الانتخابات ستبكّر الى أواسط 2006، كحد أقصى. وقبل الانتخابات حتماً لن تحصل انسحابات أخرى في الضفة الغربية، عدا عن القرى والمستوطنات الصغيرة الأربع في شمال الضفة. أما بعد الانتخابات فسيتطلب الأمر أشهراً عدة قبل بدء البحث. وهذا يعني أننا أمام مرحلة اللعبة الوحيدة ستكون في الساحة هي مشروع شارون للانفصال عن غزة، الذي يؤدي عملياً الى تجميد"خريطة الطريق". وشارون يملي على المنطقة لعبته الوحيدة، وهو مشروع الانفصال بموافقة أميركية على ضرورة غض الطرف عن كل ما يقوم به شارون في مقابل انسحابه من غزة. وهذا نهج خطير، لأن بموازاة خطة الفصل عن غزة تجري كل يوم مصادرات أراض واستمرار بناء الجدار ومشاريع استيطانية تمنع عملياً امكان اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في حدود الرابع من حزيران يونيو للعام 1967 وذات سيادة. وللتذكير فقط فإن آرييل شارون استخدم تعبير دولة فلسطينية قبل الرئيس الأميركي جورج بوش. لكنه لم يقل أبداً في أي مرة مصطلح دولة فلسطينية ذات سيادة لأنه يقصد شيئاً آخر، أي البند الذي يتحدث في"خريطة الطريق"عن الدولة الفلسطينية الموقتة، وهو ما يرفضه أبو مازن والقيادة الفلسطينية، لأن شارون لا يريد الذهاب الى حل دائم. فهو صاحب فكرة الحل الانتقالي الطويل الأمد، أي قيام دولة على 60 - 50 في المئة من مساحة الضفة الغربيةوغزة، أي ما هو داخل الجدار الفاصل وشرقه. وأنا أسميها دولة الجدار. ومن مشروع شارون ان تمتد هذه المرحلة الى 10 15 سنة على هذه الحال، وتصبح القضية قضية نزاع أراض وليست قضية احتلال وحق تحرير مصير وقرارات الشرعية الدولية. ورداً على سؤال عما اذا كانت سياسة الانسحاب من غزة والاستمرار في اجراءات توسيع المستوطنات وتهويد القدس والجدار لن تؤدي الى فرط الهدنة قال الطيبي: أبو مازن نجح في أن يقدم للمنطقة والمجتمع الدولي أجواء التهدئة والفصائل الفلسطينية سائرة في هذا المشروع طبقاً للاتفاق معه. ومنذ هذه التهدئة حتى اليوم انتعش الاقتصاد الاسرائيلي وبات النمو الاقتصادي 3.9 في المئة، والحياة في اسرائيل عادت هادئة والمطاعم طبيعية وكذلك حركة السير والتنقل. وهذا جيد. لكن في المقابل لا يوجد شيء مواز في الجانب الفلسطيني حيث غالبية الحواجز بقيت كما هي والأسرى ما زالوا في السجون والنشاط الاستيطاني مستمر والجدار يتلوّى كالأفعى في البطن الفلسطينية. اذ منذ اجتماع شرم الشيخ حتى الآن لم تنفذ الحكومة الاسرائيلة التزاماتها وهذا يشكل بتقديري خطراً على مستقبل التهدئة. أضاف الطيبي: الادارة الأميركية تعي هذا الكلام لكنها ما زالت تدفع ضريبة كلامية للجانب الفلسطيني وليس أكثر من ذلك. بل أن آرييل شارون يدير حملة تحريض ضد أبو مازن وأي ضيف يأتيه من أوروبا أو أميركا يقول له أن أبو مازن"يدعم الارهاب", وهذا كلام تضليلي، لكنه مرسوم وله أسباب. فهو يحاول نزع الشرعية عن أبو مازن كشريك ويريد أن يكرر ما فعله مع الرئيس عرفات الطيب الذكر لأن في فكر شارون الخطوات الأحادية الجانب التي تتطلب انعدام الشريك والغاء الآخر سياسياً، فهو يريد أن ينفذ مشروع غزة ولا يريد الاجابة عن السؤال: ماذا بعد؟ فإذا كان هناك شريك فلسطيني، أنا أقدم التزاماً وأنت تقدم التزاماً، وهكذا تتم عملية التفاوض والشراكة، أما الأسلوب الشاروني فيقول بالالتزامات الفلسطينية والاملاءات الاسرائيلية. وسئل عما اذا كانت الهدنة يمكن أن تساعد على ظهور تناقضات داخل المسرح السياسي الاسرائيلي، خصوصاً أن هناك بعض التباينات بين شارون ونتانياهو. قيادة الجيش تقول ان تتم مقابلة اجراءات أبو مازن بإجراءات أكثر من الجانب الاسرائيلي وهناك تعارضات العمل والليكود في ما يخص الضفة والاستيطان وهل يمكن أن ينتج ذلك مسرحاً اسرائيلياً جديداً؟ أجاب الطيبي: مجيء أبو مازن وتنفيذه للهدنة مع الفصائل واعتراف قائد الجيش يعالون ان"حماس"هي الأكثر التزاماً بها، غيّرت نوعاً ما نظرة الرأي العام الاسرائيلي الى القيادة الفلسطينية. لكن حتى الآن لم ينشأ رأي عام اسرائيلي ضاغط على شارون في اتجاه تغيير السياسة الاسرائيلية الرسمية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتي ما زالت تتعامل كالسابق، كما قلت في ما يخص الاستيطان والحواجز وغيرها على رغم انخفاض نسبة الاغتيالات. والسبب ان الاعلام الاسرائيلي يتعامل بقفازات ذهبية مع شارون بسبب مشروع الانفصال عن غزة، والكل يقول لا نريد أن نهاجم شارون أو أن نعرقل عمله ولا نريد أن نسقط شارون لأن هناك مشروع الانسحاب من مستوطنات غزة. وهذا موقف اليسار وميريتس بقيادة يوسي بيلين ويوسي ساريد، وشارون يدرك ذلك جيداً ويعرف تفاصيل الوضع الاسرائيلي ويفعل ما يشاء. لم يتم تغيير المشهد الاسرائيلي في شكل دراماتيكي، بسبب التهدئة سوى الإفادة الاسرائيلية الكبيرة منها، من دون أن تكون هناك فائدة فلسطينية، وأنا أؤيد هذه التهدئة لكن الإفادة يجب أن تكون مشتركة للفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء واستفادة جانب واحد منها ستهددها. وعن تأثير الأحداث التي أعقبت انتفاضة الأقصى على هبوط تأثير معسكر السلام في المجتمع الاسرائيلي وأسباب عدم تأثير التهدئة على انتعاش هذا المعسكر أوضح الطيبي أن معسكر السلام الاسرائيلي يلهث راكضاً وراء مشروع شارون ولم ينتعش حتى بعد التهدئة، مما يدل ان الضعف الأساسي فيه، وليس في التهدئة أو عدمها. وعن الدور الأميركي في انعاش معسكر السلام أكد أن هذا الدور محبط لهذا المعسكر ولليسار، لأن الدعم المطلق الأميركي لشارون وسياساته في كل جوانبها، يحيط المعارضة في اسرائيل. وعملياً فإن هذه المعارضة فاقدة التأثير في المجتمع الاسرائيلي. وحالياً نحن القوى السياسية لعرب اسرائيل المعارضة الأعلى صوتاً. الدور الاميركي وعما اذا كانت انتهت الآمال بأن يلعب الأميركيون دوراً في انعاش معسكر السلام أوضح أنه لا يعتقد بأنهم معنيون بذلك. فالإدارة الأميركية تدعم دائماً الحكومة الاسرائيلية القائمة ونادراً ما تلعب بين الأحزاب على رغم أنها تتصل بالأحزاب. وذات مرة نشطت ضد نتانياهو الا ان شارون يعتبر هو زلمة الادارة المدلل في المنطقة وينسق كل شيء معهم والمزعج أن بعض معسكر السلام الاسرائيلي يعتقد بأن شارون أصبح قائد مسيرتهم عبر مشروع الانفصال عن غزة، ويتناسى ذلك الشق في مشروع الانفصال، الذي بسببه امتنعت عن التصويت على المشروع في الكنيست. ونحن قلنا ان الانسحاب من المستوطنات شيء ايجابي، لكن الشق الثاني هو استمرار النشاط الاستيطاني واستمرار بناء الجدار واقامة كتل استيطانية تحت سيطرة السيادة الاسرائيلية، وهذا خطير. وفي كل الأحوال فإن على أجندة اليسار الاسرائيلي اليوم العمل على انقاذ شارون كلما آل الى السقوط بسبب خطة الانفصال عن غزة، وبعد ذلك لكل حادث حديث. ولهذا السبب لا يسمع لهم أي صوت. ويعتبر الطيبي أنه في ظل اعتماد شارون خطته اللعبة الوحيدة على الساحة فإنه يطلب ثمناً مقدماً هو ما يكرره وزير الخارجية سيلفان شالوم كالاسطوانة، أي المطالبة بالتطبيع مع العالم العربي، واقامة علاقات ديبلوماسية مستنداً الى ان هناك اتصالات ديبلوماسية مع العالم العربي، مثلاً الزيارة الأخيرة التي قام بها شالوم الى موريتانيا. ما الداعي لها؟ لماذا وما هي فائدتها؟ ان العلاقات الطبيعية تقوم عندما يصبح الوضع طبيعياً، وطالما يوجد احتلال فالوضع غير طبيعي. وعندما يتم التوصل الى اتفاقات نهائية يصبح الوضع طبيعياً. ان العلاقات الطبيعية يجب أن تكون نتيجة، وليست محفزاً كما يريد شارون الذي يطالب بأن يُمد له بساط أحمر في البلاد العربية، ان من يرفض أن يزيل حاجزاً على مدخل مدينة نابلس لا يستحق بساطاً أحمر في العواصم العربية. ودعا الطيبي الى ان يتمهلوا قليلاً في هذه الاندفاعة، خصوصاً تلك الدول التي لا تملك حدوداً مجاورة مع اسرائيل. ان يوسي ساريد قال ان بعض الدول العربية بتطبيعها مع شارون تحرج موقفنا، وشارون يقول ان سياستي فاعلة: انظروا الى العالم العربي يقيم معنا علاقات على رغم كل ما يحصل، والمردود سليم. وعن الوضع الاقتصادي الفلسطيني، خصوصاً أن الأميركيين وعدوا بتقديم تعويضات بالمساعدات المالية للفلسطينيين كونهم لا يستطيعون المساعدة في تقديم المزيد من الأرض، أوضح الطيبي ان الادارة الأميركية قدمت الفتات فقط. وقبل مدة أقر الكنيست بتقديم بضع عشرات من ملايين الدولارات للسلطة الوطنية الفلسطينية، وخصص منها جزءاً لتحويله الى اسرائيل لتحسين الحواجز في الضفة الغربية والجدار. وهي أموال مستحقة للسلطة وهي شحيحة. أبو مازن كان له انجاز مهم في جولته الأخيرة حيث حصل على مساعدة بقيمة 100 مليون دولار من اليابان. الاتحاد الأوروبي يتعاون في بعض المشاريع مع السلطة ويدعمها، لكن الادارة الأميركية تقدم القليل للخزينة الفلسطينية. أضاف: اعتقد بأننا لسنا مقبلين على اتفاق حل نهائي مع شارون في السنوات المقبلة، أما وأن شارون سيفوز مجدداً في رأيي ان الانتخابات، وموقفه هو ضد أي حل نهائي وأقصد ما يقترحه في الحل النهائي بعيد عن أدنى ما يمكن أن يقبله الرئيس محمود عباس، والفجوة بين أقصى ما يمكن أن يقترحه شارون وأدنى ما يمكن أن يقبله أبو مازن ليست مرشحة للتقلص في السنوات المقبلة. ومن يعرف أبو مازن جيداً، يعرف أن الرجل ليّن في الاجراءات الانتقالية وصلب وعنيد في الثوابت الوطنية. وهكذا كان موقفه في كامب ديفيد 2، والاسرائيليون يدركون ذلك ويتهمون أبو مازن بأنه أفشل كامب ديفيد - 2 بعناده حول حق العودة والقدس. وموقفه كان صلباً وساهم في اقناع الرئيس عرفات في حينه بعدم اظهار أي تنازل حقيقي في هذه النقاط، كما طلب الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ايهود باراك. وعن المشهد السياسي الفلسطيني في ظل الهدنة، رأى الطيبي أن التعدد الديموقراطي قائم في ظل الاحتلال، ويمكن أن يكون أفضل في غياب الاحتلال. وهناك شد حبال وتنافس بين"فتح"حزب السلطة وأحزاب المعارضة وتحديداً"حماس"، التي كانت لها انجازات في الانتخابات البلدية التي لا تمثل الواقع السياسي الدقيق، الانتخابات التشريعية تمثله أفضل، سواء تمت الانتخابات في موعدها أو أجلت قليلاً، فسنكون أمام مشهد ديموقراطي مهم، وستكون مصدر قوة للسلطة الوطنية الفلسطينية أمام الجانب الاسرائيلي وأمام الادارة الأميركية. في البيت الداخلي، أمام أبي مازن ملفان مهمان، ملف المفاوضات والملف الداخلي الذي قطع فيه أبو مازن شوطاً بالاصلاحات التي أدخلها الى أجهزة الأمن، والآن هو يعكف على اصلاحات في جهاز القضاء. وهو تحد آخر مهم. وللمرة الأولى شعر المواطن الفلسطيني بارتياح عندما رأى جرافة فلسطينية تهدم بيتاً لضباط فلسطينيين استولوا على الأرض في شكل غير قانوني. هذا جزء من وضع النقاط على الحروف بعدما حصل من تجاوزات. والناس سجلوا نقاطاً ايجابية لمصلحة أبو مازن، وهو مستمر في هذه السياسة. وتحدث الطيبي عن وضع الفلسطينيين القاطنين في كنف الدولة الاسرائيلية، فأكد أن فلسطينيي العام 1948 يواجهون تمييزاً في كل جوانب الحياة، تحديداً في الموازنات بين القرى الفلسطينية والقرى اليهودية. وفي زيارتي الى واشنطن شرحت واقع التمييز هذا الى مسؤولين أميركيين، وتحدثت عن شيء اسمه القرى غير المعترف بها وأن هناك 70 ألف مواطن عربي بدوي جاءت عليهم اسرائيل في العام 1948 وحتى اليوم غير معترف بهم ويريدون تهجيرهم والسيطرة على عشرات الدونمات التابعة لهم، وقلنا في واشنطن: أنتم تقدمون كل سنة مساعدات مدنية للحكومة الاسرائيلية بقيمة 360 مليون دولار، عدا المساعدات العسكرية 3 بلايين دولار. ونحن نشكل 20 في المئة من السكان ونقترح عليكم أن تقولوا للحكومة الاسرائيلية أن تخصص 20 في المئة من هذه المساعدات للبنية التحتية للقرى العربية. استغربوا في بداية الأمر. لأن المساعدات تأتي الى الدولة، وهناك 20 في المئة من غير اليهود يخضعون لسياسة التمييز ضدهم في شكل عنصري. انزعج الاسرائيليون عندما عرفوا بذلك، لكنني سأطرحه في الاتحاد الأوروبي أيضاً، لأن التمييز يمس كل جانب من حياتنا. أضاف: قدمت طرحاً جديداً لدولة اسرائيل، فإسرائيل لا يوجد فيها دستور، يوجد فيها 11 قانون أساس، وفي قانون الأساس اسرائيل تعرف نفسها بأنها يهودية - ديموقراطية ويهودية قبل الديموقراطية ونحن نقول في تناقض بين القيمتين، أنا أقول إنه يجب تعريف اسرائيل بأنها دولة كل قومياتها، فمعنى الاعتراف بالعرب كقومية وهذا له تداعيات مثل السيطرة على الأرض، التمثيل النسبي... والمشاركة المدنية الكاملة وأن تكون ديموقراطية متعددة الثقافات وليست هيمنة لقومية على آخرين لا يعترف بهم كقوميات، هذا التعريف أفضل من تعريف دولة كل مواطنيها الذي طرحه اليسار الفلسطيني، لأنه يعطي حقوقاً فردية ولا يعطي حقوقاً جماعية، هذا نقاش فكري عقائدي ضروري أن يحدث بيننا وبين الغالبية اليهودية والحركة الصهيونية لئلا يضيع الحق في انعدام هذا النقاش.