الخوف هذه الكلمة التي تخترق اذهاننا كدوي صاعقة سماوية وتزعزع الذات لا بل تزحزح الصلب من مكانه وليس فقط تؤثر فينا كبشر بل حتى الحيوانات تتأثر في شكل او بآخر بهذا الحدث الذي به يفقد العاقل لبه ويتصرف في شكل عشوائي جنوني ليس للعقل فيه سلطان على الذات والنفس والتفكير. يعتبر الخوف من الامراض التي تؤثر على الانسان، وقد ينتج عنه الكثير من المشكلات التي تؤثر على سلوكيات الانسان المصاب وتضعف من قدرته على التعامل مع الواقع في شكل سليم وطبيعي ولهذا المرض ايضاً انعكاسات على شخصية المريض، وقد لا يتمكن من تأدية التزاماته تجاه المجتمع والآخرين وهذا المرض منه الظاهري ومنه المخزون، فالظاهري يكون محسوساً وملموساً من الآخرين والمخزون لا يعرف به إلا المصاب بهذا النوع من المرض حيث يكون المريض انساناً مهزوزاً لا يستطيع اتخاذ أي قرار لخوفه الشديد من النتائج التي قد يظن من خوفه انها ستحدث في ما بعد فيكون متردداً، والخوف له اشكال عدة. فمنه الخوف من المجهول وخوف التخيل والخوف بمفهومه العام، فكل هذه الاشكال مجتمعة قد تؤدي الى نتيجة واحدة وهي مرض الخوف، اما الخوف من المجهول فهو خوف غير مبرر وهو يعمل على فقدان الثقة بالنفس وقد يكون المرض قد رافق المصاب من فترة الطفولة، او نتيجة صدمة قد تعرض لها في احدى مراحل حياته، اما بالنسبة الى الخوف التخيلي فهو في الحقيقة مجرد اوهام داخلية وتخيلات تؤثر على المصاب وتشعره بوجود حقيقة ثابتة لهذا الامر وهو في الحقيقة مجرد اوهام لا تغني من الحق شيئاً، وقد تكون مرافقة للشخص المصاب منذ الطفولة. اما القلق والخوف فهو الوقوع فريسة لأفكار معينة، والميل نحو القيام بعمل او سلوك معين، كرد فعل لموقف او ظرف معين حدث فعلاً او على وشك الحدوث، يعتبر شيئاً طبيعياً في حياة الانسان اليومية، حيث ان هذه المشاعر بحسب رأي خبراء الصحة النفسية ما هي سوى صمام الامان، والذي يقوم بتحذير الانسان من وجود خطر ما يهدد الجسم وضرورة تجنب هذا الخطر من خلال سلوك او ردود فعل معينة. وفي الواقع فإن الجسم يقوم عند حدوث مشاعر الخوف والقلق، بسلسلة من التغييرات الفيزيولوجية الداخلية التي من شأنها مساعدة الانسان على التعامل مع موقف الخطر الوشيك سواء بالهرب من الموقف او مواجهة الموقف. على أي حال، عندما تصبح مشاعر الخوف والقلق شيئاً دائماً في حياة الانسان اليومية وتزداد حدتها الى درجة التأثير سلباً على قدرة الانسان على القيام بوظائفه اليومية الحياتية بصورة طبيعية وبالكفاية المعتادة، فإن هذه المشاعر السلبية تتحول الى مرض او بالأحرى الى مجموعة من الامراض تسمى مجتمعة أمراض القلق النفسي، وهذه الامراض متفاوتة في الشدة وفي درجة الخطورة التي تشكلها على صحة الانسان الجسمية البدنية او النفسية. مسعود عكو [email protected]