ارسلت الحكومة السورية امس اشارة مرونة اخرى باتجاه الأكراد السوريين، اذ سمحت ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، بإحياء احتفال وسط العاصمة دمشق لمناسبة أداء طالباني اليمين الدستورية امس. وقال مصدر في الاتحاد ل"الحياة"ان مسؤولاً سورياً أبلغه امس"الترحيب بفكرة الاحتفال في بلدكم الثاني سورية"، قبل ان تعلن مصادر رسمية ان الرئيس السوري بشار الأسد بعث ببرقية تهنئة الى طالباني تضمنت"التمني لشعب العراق الشقيق، تعزيز وحدة صفه وتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار". كما ينوي الاتحاد تنظيم حفلة استقبال رسمي يدعو اليها مسؤولين سوريين. وقال ل"الحياة"صلاح براوي ممثل الاتحاد ان طالباني"سيعزز العلاقة مع سورية"التي يعتبرها"بلده الثاني". ويختلف هذا الموقف عن عدم اعطاء السلطات السورية مكتبي"الاتحاد"و"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني موافقة لاقامة مجلس عزاء بضحايا انفجارين وقعا في أربيل والسليمانية في شباط فبراير العام الماضي. وكانت دمشق اعربت العام الماضي عن الانزعاج من تصريحات أدلى بها طالباني، فسرت بأنها تتضمن اتهامات الى سورية بدعم"التمرد"في العراق، ما أدى الى تبادل حملات اعلامية وتأجيل زيارة كانت مقررة لطالباني الى دمشق. يذكر ان العاصمة السورية شهدت تأسيس"الاتحاد الوطني الكردستاني"في 22 ايار مايو 1975 حين عقد أربعة اشخاص هم طالباني وفؤاد معصوم وعادل مراد وعبدالرزاق عزيز، اجتماعاً في مقهى"طليطلة"وسط دمشق، لمناقشة البيان التأسيسي للحزب واعلان"الثورة الكردية الجديدة في كردستان العراق"، الأمر الذي نقلته وسائل اعلام بما فيها وسائل الاعلام الرسمية. وشارك في احتفال امس عشرات من الأكراد السوريين والعراقيين، حيث نظمت حلقات دبكة بعدما ردد عدد من الحاضرين النشيد الكردي. وقال عمر اوس ل"الحياة"امس ان السلطات السورية ستطلق بداية الأسبوع المقبل 83 كردياً بينهم 4 اوقفوا على خلفية المشاركة في مسيرة لمناسبة يوم الطفولة، ما يعني ان"السجون السورية ستبيض من السجناء الأكراد على خلفيات سياسية"، في اطار العفو الذي اصدره الرئيس الأسد بإطلاق جميع الموقوفين في أحداث القامشلي في آذار مارس العام الماضي. وبعدما توقع أوس ان تنشر وسائل الاعلام الرسمية قريباً قراراً سورياً بإعطاء آلاف من الأكراد جنسيات سورية، بمن فيهم الذين لم يشملهم احصاء عام 1962. واشار الى ان السلطات السورية تدرس تأسيس"مؤسسة سورية"ينضوي تحت لوائها الأكراد، ليمارسوا نشاطاتهم الثقافية وعاداتهم في الاطار الوطني السوري.