يصل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مساء اليوم الى دمشق في اول "زيارة رسمية" منذ تشكيل مجلس الحكم الانتقالي، ذلك بعد الاحداث التي شهدها بعض المدن السورية في الايام الاخيرة. واطلقت السلطات السورية امس، عشية عيد نيروز الكردي اليوم، 720 من الموقوفين على خلفية احداث حي الرز وادي المشاريع في حي دمر قرب مدينة دمشق. فيما دعا احد الاحزاب السياسية الحليفة ل"البعث" الحاكم، الى "الاسراع في تشكيل لجنة تحقيق" في الاحداث الاخيرة و"درس الاسباب العميقة" وراءها. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان محادثات زيباري ستبحث في الوضع العربي والعلاقات بين دمشق وبغداد. ويتوقع ان يوضح مواقف العراق والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني من الاحداث الاخيرة. وكان زيباري صرّح بأن هذه الاحداث "شأن داخلي سوري"، بعدما وردت في بيان لحزبه عبارة "كردستان سورية"، الامر الذي عرضه لانتقادات سورية. ولاحظت المصادر ان موقف زيباري جاء "بعد الموقف السلبي لحزبه". ونقلت "الوكالة السورية للانباء" سانا عن مصادر تركية امس ان الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني باشرا في الايام الاخيرة "توحيد صفوفهما لاتخاذ خطوات لقيام الدولة الكردية في شمال العراق، منها تأسيس مصرف مركزي كردستاني وتداول دينار وعملات نقدية مطبوعة عليها صورة صلاح الدين الايوبي يركب حصاناً وعلم كردستان وثلاثة جبال مرتفعة ترمز الى اكراد سورية والعراق وتركيا وايران تشع منها شمس الرافدين". وشهدت "الحياة" امس عملية اطلاق نحو500 موقوف من قسم شرطة المزة في دمشق نقلوا في باصات الى حي الرز حيث كان في استقبالهم مئات الاهالي. كما ان نحو 218 موقوفاً اطلقوا ظهر امس من الامن الجنائي في حي باب مصلى وسط دمشق، وكان550 موقوفاً اطلقوا مساء اول امس. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان هناك قراراً بإطلاق جميع المتحجزين في اقسام شرطة دمشق لاسباب احترازية لمناسبة عيد نيروز، علماً بأن عددهم بلغ نحو الفي شخص حسب تقديرات غير رسمية. وكان وزير الداخلية اللواء علي حمود قال انه سيتم الاحتفال بعيد نيروز كما في السنوات السابقة. لكن 11 حزباً كردياً غير مرخص لها اعلنت ان الاحتفالات لن تجرى هذه السنة "منعاً للاحتكاك بين الناس وحداداً على القتلى" في الاحداث. وقالت شخصية كردية ل"الحياة" أنها تبلغت أن 40 كانوا موقوفين في الامن الجنائي احيلوا الى القضاء بتهم تتعلق بالاعتداء على رموز وطنية وممتلكات عامة وخاصة، في حين قالت المصادر المطلعة ان 11 بقوا موقوفين في قسم شرطة المزّة جنوبدمشق على خلفية ارتكابهم جرائم سابقة مثل التخلف عن اداء الخدمة الالزامية. في غضون، اكد "الحزب الشيوعي" جناح يوسف فيصل ان "قوى خارجية لعبت دوراً بغيضاً في هذه الأحداث بهدف ضرب الاخوة المعمدة بالدم على مدى التاريخ بين العرب و الأكراد"، ودعا في بيان تسلم مكتب "الحياة" نسخة منه ان "العنصر الأساسي في حل كل مسألة هو صيانة الوحدة الوطنية وتعزيز التلاحم داخل نسيج المجتمع السوري ودرس أسبابها العميقة والحوار".