فضلت جماعة"الإخوان المسلمين"أن تنقل نشاطها الاجتماعي على بطء الاصلاحات السياسية إلى الجامعات تفادياً للقبض على عناصرها إذا اتخذوا من الميادين والشوارع مسارح للتظاهر، فيما بدأت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب البرلمان أمس مناقشة طلب الرئيس حسني مبارك تعديل المادة 76 من الدستور، وقررت وضع ضوابط للبحث في اقتراحات النواب في شأن صوغ المادة بعد تعديلها. وتم الاتفاق من حيث المبدأ على عقد ثلاث جلسات بدءاً من الاسبوع المقبل لسماع آراء رؤساء الأحزاب السياسية التي لها تمثيل برلماني وكذلك أساتذة القانون في الجامعات والشخصيات العامة إزاء التعديل المقترح للمادة 76 من الدستور. وفوضت اللجنة رئيس البرلمان الدكتور أحمد فتحي سرور في توجيه الدعوة إلى هؤلاء شرط أن يكونوا من بين أساتذة القانون الدستوري في الجامعات والشخصيات العامة وممثلين لكل الاتجاهات السياسية. وستبدأ اللجنة بالاستماع إلى أساتذة الجامعات ثم رؤساء الأحزاب وتنتهي بالشخصيات العامة، على ان تتم بلورة الأفكار المقدمة للاهتداء بها عن صوغ التعديلات في صورتها النهائية. وستؤجل مناقشة اقتراحات النواب إلى الاجتماع الأخير حتى تكون الصورة النهائية محصلة لآراء المهتمين بالعمل السياسي من خارج المجلس. واقترح نواب سماع آراء ممثلين عن بعض النقابات مثل المحامين والصحافيين، وأكدوا ضرورة التأني في المناقشة حتى تخرج التعديلات ملائمة بعدما لفتوا إلى أن العالم يتابع التحول الديموقراطي في مصر، حيث يتم للمرة الأولى انتخاب رئيس الجمهورية من بين عدد من المرشحين. وأكدت المناقشات على ضرورة نجاح مصر في هذا المحفل الديموقراطي ودعم دعوة الرئيس حسني مبارك الى تعميق المد الديموقراطي والسياسي والابتعاد بها عن المزايدات ومحاولات التشويه، وان"سلق"التعديلات لن يكون في مصلحة مصر. من جهة أخرى، دشن طلاب الجامعات حملة تحت لافتة"قوم يا مصري الحريات تناديك"، تبناها المنتمون منهم إلى جماعة"الإخوان المسلمين". وشهدت جامعات في القاهرة والمحافظات أمس تظاهرات للمطالبة بالاصلاح السياسي، وأصدر الطلاب بياناً موحداً وزع في الجامعات، شددوا فيه على ضرورة"تحقيق مزيد من الإصلاح السياسي وعدم وضع قيود تحول دون الترشح لمنافسة مرشح"الحزب الوطني"الحاكم ووقف العمل بقانون الطوارئ". وكانت السلطات ألقت القبض على أكثر من 80 من رموز"الإخوان"قبل ساعات من تظاهرة دعت اليها الجماعة أمام مقر البرلمان، ثم اعتقلت عدداً ممن حاولوا المشاركة في التظاهرة، وبدا أن الجماعة رأت أن ساحات الجامعات هي الأفضل في الوقت الحالي لاستغلالها في التظاهر كون أجهزة الأمن تتفادى دخول الجامعات والقبض على الطلاب. وأحاطت أعداد كبيرة من قوات الشرطة مقار الجامعات أمس ومنعت الطلاب من الخروج إلى الشوارع، لكن طلاب جامعة عين شمس تحايلوا على الإجراءات واتجهوا أولاً خارج أسوار الجامعة وبدأوا في التظاهر، ودفعتهم الشرطة لاحقاً إلى الدخول إلى ساحة الجامعة.