بدأ الاسباني فرناندو الونسو سائق رينو يلعب الدور الذي يفضله الالماني ميكايل شوماخر بطل العالم فيراري، عندما حل في المركز الاول في سباق جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الثالثة من بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا واحد الفئة الاولى، على حلبة البحرين الدولية في منطقة الصخير على بعد نحو 30 كلم جنوب العاصمة المنامة. وتقدم الونسو على الايطالي يارنو تروللي تويوتا والاسترالي مارك ويبر وليامس بي ام دبليو. واحتفل الفائزون الثلاثة على منصة التتويج بشراب الورد كما في المرة الاولى وليس بالشامبانيا، وهو شراب صنع خصيصاً للسباق لا يحتوي على الكحوليات بما يتناسب مع العادات والتقاليد العربية، ويشكل مزيجاً من الرمان وماء الورد. وقطع الونسو السباق المؤلف من 57 لفة والبالغة مسافته 308.523 كلم بزمن 1.29.18531 ساعة بمعدل سرعة وسطي 207.274 كلم/ساعة. وعزز الونسو موقعه في صدارة ترتيب بطولة العالم حتى الآن برصيد 26 نقطة بعد ان كان حل ثالثاً في سباق جائزة استراليا مطلع الشهر الماضي، وفاز بالمركز الاول في سباق جائزة ماليزيا قبل اسبوعين، وحقق بالتالي فوزه الثالث في عالم الفورمولا واحد، حيث كان اصغر سائق يعتلي منصة التتويج وتحديداً في سباق جائزة المجر الكبرى عام 2003. تميز السباق بخروج العديد من السيارات عن مسار الحلبة وخصوصا عن المنعطفات اما بسبب السرعة الزائدة او عدم استعمال المكابح بشكل جيد او بسبب ارتفاع حرارة ارض الحلبة التي وصلت الى 52 درجة مئوية، فشكل خروج السائقين الواحد تلو الاخر عن المسار ميزة استعراضية لمتابعي السباق ولكن ليس للمتسابقين انفسهم بالطبع، لكن السباق لم يشهد حوادث مؤسفة لان تصميم مسار الحلبة سمح للمتنافسين بالعودة الى مجريات السباق بسرعة. وشهدت اللحظات الاولى خروج سائقين، الاول هو النسموي كريستيان كلاين ريد بول الذي لم تقلع سيارته، والثاني هو الايطالي جانكارلو فيزيكيلا سائق رينو الذي دخل مبكرا الى المرآب وتحديدا في اللفة الثالثة لكنه خرج مباشرة من دون التوقف لعدم جهوزية افراد فريقه قبل ان يدخل مجددا في اللفة التالية لاصلاح خلل في سيارته لكنه اضطر الى الخروج من المنافسة لتعذر استمرار سيارته في السباق. وسعى شوماخر الى تخطي الونسو وانتزاع صدارة السباق منه لكنه ارتكب في اللفة الحادية عشرة خطأ جسيما قبل احد المنعطفات عند استعماله المفرط للمكابح فخرج عن مسار السباق قبل ان يعود اليها بسرعة عادية بسبب عطل طرأ على محرك سيارته ما سمح للعديد من السيارات بتجاوزه فدخل الى غرفة الصيانة ومكث فيها فترة طويلة قبل ان يضطر ايضا الى الانسحاب من السباق في اللفة الرابعة عشرة. وتبدلت المراكز مجددا في الدخول الثاني للسيارات الى المرآب قبل ان تعود الامور الى حالها مع ابتعاد الونسو اكثر واكثر في الصدارة التي لم تتغير حتى انتهاء السباق.