انه ربيع جين فوندا من دون شك ... فها هي الممثلة الشهيرة تعود إلى الأضواء بسيرة ذاتية، تبوح فيها بكل شيء، إلى درجة إثارة الجدل بين النقاد من فرط صراحتها وبفيلم جديد قامت فيه بما ندر أن منحته هوليوود لها... دور كوميدي. غابت جين فوندا أكثر من عقد عن العيون، لكن النجمة الحائزة جائزة أوسكار تبزغ من جديد، وهي في السابعة والستين من العمر، بكتاب وفيلم لتحصد بعدها المزيج التقليدي من الإشادة المفرطة والغضب الذي اعتادت أن تثيره عند كل خطوة في حياتها. تصف فوندا في كتاب"حياتي حتى الآن"، وعبر تفاصيل صريحة ومؤلمة، كيف عملت على إدخال السرور إلى قلب والدها الراحل الممثل هنري فوندا وأزواجها الثلاثة السابقين. وتحكي فوندا عن معاناتها طوال 20 عاماً مع اضطراب الشهية للطعام ضمن شعورها بالشره المرضي, ثم تقدم بعض الاعتذارات عن رحلتها إلى هانوي لمعارضة حرب فيتنام التي حظت بتغطية إعلامية كبيرة. خطابات القراء للصحف والاتصالات الهاتفية للمستعمين بمحطات الراديو تظهر كيف أن فوندا ما زالت قادرة على إثارة الجدل. ففي أثناء رحلة في تكساس لتوقيع نسخ من سيرتها الذاتية بصق في وجهها أحد قدامى المحاربين ممن شاركوا في حرب فيتنام ونعتها بالخيانة. إلا أن الممثلة تتفهم وتقبل دورها كرمز أميركي لا يتغير. وقالت فوندا لمجموعة صغيرة من الصحافيين في مقابلة لمناقشة فيلم"حماة متوحشة"الذي تلعب فيه دور حماة رهيبة للممثلة جنيفر لوبيز:"أعلم أنه يتعين علي أن اضطلع بمسؤولية لكوني أمثل شيئاً للناس... وتابعت:"إنني أمثل حركة. أمثل مجموعة من القيم. يتعين أن أقر بذلك وأتعايش معه... على المرء أن يجسد قيمه... لا أستطيع أن أوقف الشاكين. لو قبلت أن تصبح شخصية عامة بكل الامتيازات فان أقل ما يمكن أن تفعله هو التعايش مع مراحل الصعود والهبوط". وأضافت:"شيء واحد تعلمته هو أن الطريق الصعب لن يقتلك". وقالت فوندا إنها قررت سابقاً عدم العودة إلى التمثيل بعد"ستانلي وايريس"الذي قدمته عام 1990 لأسباب عدة، منها أن زوجها الملياردير تيد تيرنر الذي طلقت منه عام 2001، طلب منها الاعتزال. واعترفت فوندا بأن ما شدها إلى فيلمها الجديد الذي يخرجه روبرت لوكتيك، هو ما تطلبه دورها كمذيعة تلفزيونية مريضة عصبياً, من قدرات كوميدية كبيرة. وقالت إنها سعدت كثيراً عندما وجدت لوبيز 35 عاماً بعيدة عن الصورة التي رسمتها لها الصحف الشعبية. وتابعت:"إنها ذكية ومحترفة وملتزمة بالمواعيد وتعرف ما تفعل." ولم تستبعد فوندا فكرة التمثيل في مزيد من الأفلام، إلا أنها قالت:"لدي الكثير الذي أقوم به في حياتي كما إنني لا أتطلع إلى ترسيخ قدميّ مرة أخرى في السينما".