فيما رحبت اسرائيل بانتخاب البابا بنيديكت السادس عشر وتمنت عليه السير في درب سلفه الراحل يوحنا بولس الثاني في علاقاته الحميمة مع الدولة العبرية والشعب اليهودي، طرحت وسائل الإعلام العبرية السؤال التقليدي:"هل هذا الانتخاب جيد لليهود؟"وتوقفت طويلاً عند ماضي البابا الجديد وحقيقة عضويته في حركة الشبيبة النازية لتسأل عن احتمال انعكاس ذلك على مواقفه من اليهود. وكان الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف أول المهنئين، إذ أعرب عن أمله بأن يواصل البابا الجديد"طريق يوحنا بولس الثاني وتراثه في اتجاه المصالحة والتآخي بين الأديان وشعوب العالم ويقرّب بينها القلوب". وتوقع وزير الخارجية سلفان شالوم أن يتواصل"التعاون المثمر"بين الفاتيكان واسرائيل، بينما اقترح وزير الإسكان اسحاق هرتسوغ التريث قليلاً قبل إطلاق الحكم على الحبر الأعظم الجديد للتيقن من مدى التزامه نهج سلفه في توطيد العلاقات مع الشعب اليهودي. وتمنى الحاخام الأكبر في الدولة العبرية يونا متسيغر على البابا الجديد مساهمته في محاربة ظاهرة معاداة السامية. واختارت كبرى الصحف العبرية"يديعوت احرونوت"عنوان:"دخان أبيض، ماضٍ أسود"على صفحتها الأولى وكرست حيزاً واسعاً لسيرته الذاتية"الإشكالية"كما ذكرت. ونقلت عن خبيرة في شؤون الفاتيكان، كريستا كريمر قولها إن البابا الجديد سيواصل طريق سلفه، لكن بأسلوب مختلف"وعليه، لا يتوقعنّ أحد أن يكون نسخة طبق الأصل عن يوحنا بولس الثاني بل ستكون له أجندة مختلفة ولن يتصدر الحوار مع اليهود سلم اهتماماته". ونقلت"هآرتس"عن أوساط رفيعة المستوى في الفاتيكان وإسرائيل تقديراتها بأن يواصل البابا الجديد"العلاقات الايجابية"مع اسرائيل واليهود. وقال الراب ديفيد روزين، إحدى الشخصيات الإسرائيلية الأبرز التي كانت وراء إنشاء علاقات ديبلوماسية بين اسرائيل والفاتيكان إن انتخاب الكاردينال جوزيف راتزنغر لمنصب البابا هو"خبر سار من وجهة نظر يهودية"مضيفًا أنه سبق أن زار اسرائيل قبل نحو ثماني سنوات"وقد قام بالزيارة الى القدس ليعبّر عن دعمه الشخصي للعلاقات بين اسرائيل والفاتيكان ودفع العلاقات بين اليهود والكاثوليك". وزاد أن"الخلفية الألمانية"للحبر الأعظم بلورت موقفه من العلاقات بين إسرائيل واليهود:"هذا مركب مهم في فهمه الشر والخطر الكامنين في اللاسامية وعامل مهم في التزامه الايجابي بعلاقات طيبة بين المسيحيين واليهود". وأشار السفير الاسرائيلي لدى الفاتيكان الى العلاقات الشخصية التي تربطه بالبابا الجديد"واستمعت منه الى مواقف مقبولة لدينا ويمكن أن نعيش معها بسلام"مضيفاً، ان اسرائيل سترصد بعين ثاقبة مواقفه من الشعب اليهودي والدولة العبرية. وبدا الحاخام الأكبر السابق يسرائيل لاو أكثر المتحمسين لانتخابه بحكم معرفته الشخصية له، مذكّرًا بخطاب ألقاه قبل عام في"متحف التراث اليهودي"في نيويورك كرسه"ليدين معاداة السامية بشدة وبشكلٍ قاطع"متوقعًا ان يواصل سياسة سلفه الايجابية تجاه الشعب اليهودي، وختم قائلاً ان البابا الجديد"هو من أكثر الكرادلة ال115 الذين انتخبوا صداقة للشعب اليهودي".