نعت وسائل الإعلام العراقية المطرب والملحن رضا علي الذي توفي عن عمر ناهز الخمسة وسبعين عاماً إثر إصابته بمرض عضال وكانت المرة الأخيرة التي خرج فيها رضا علي إلى أصدقائه ومحبي فنه الرفيع في العام 2001، حينما تم تكريمه على هامش عيد الموسيقى العراقية العشرين والذي تضمن عرضاً موسيقياً وسينمائياً، فعزفت الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية بالاشتراك مع فرقة"بابل لموسيقى التراث"مجموعة من ألحانه كما عرض فيلم وثائقي يرصد مراحل من حياة المطرب الذي أسقى ألحانه جميعاً روح بغداد، وغيب الموت حارس الروح البغدادية في الغناء العراقي المعاصر، في وقت تدخل بلاده مشهداً مكفهراً لجهة سيطرة قوى التشدد على النشاط الثقافي، محاولة السيطرة على بوصلة المجتمع عبر" تحريم"الغناء ونسف محلات بيع الأسطوانات الموسيقية. وكان رضا اعتزل العمل الموسيقي منذ فترة ليست بالقصيرة، وأوضح السبب آنذاك في لقاء أجري مع إذاعة بغداد وبث قبل اكثر من ثلاثة أعوام:" اعتزلت العمل الموسيقي بجوه الحالي ، فما يحصل موسيقياً الآن لا علاقة له بما أراه للنغم الحقيقي: أن يكون لتحقيق خدمة تربوية أو اجتماعية أخلاقية... فأنا وضعت الموسيقى والألحان للإرشادات التربوية، وغنيت للنشاط المدرسي، وقدمت الأناشيد الصباحية وغنيت للعاطفة الرقيقة. كما تغنت بالحاني أصوات عربية بارزة". واشتهر رضا علي بمقولة أكد فيه أن"لا مواصفات محددة في الأغنية. يجب أن تبتعد فقط عن التقليد من دون الانفصال عن التراث الموسيقي العربي". من جهة ثانية، تميز علي بحرصه على تقديم الأغنية التي تدعم الجانب الإنساني الخيّر. لذا، اعتبر عدد من المتابعين للأغاني العراقية أن"سلمنّا يا ريح الهاب"و"حق العرفتونه وعرفناكم" و"جيرانكم يا أهل الدار"كانت تؤثر قيم المحبة وتقوية الأواصر الاجتماعية. روح بغداد وتميّز علي بعلاقة وطيدة مع بغداد، وكان يقول دائماً:"أنا بغدادي ولون الغناء البغدادي نابع من داخلي والكلمة البغدادية متأصلة في كياني... اكتشفت أن للمفردة البغدادية وقعاً خاصاً ومتميزاً ليس لدى العراقيين فحسب، بل لدى العرب الذين تقبلوها ببساطة شديدة وعشقوها لما تحمل من تعابير". وشدت أصوات عربية عدة بألحان علي مثل سميرة توفيق وفايزة احمد ونرجس شوقي وفهد بلان ، فضلاً عن أصوات عراقية من بينها صوت المطربتان عفيفة اسكندر ومائدة نزهت. وعن تاثير علي في الغناء العراقي يقول المطرب سعدون جابر:"سبق علي ناظم الغزالي في نشر الغناء العراقي عربياً، إذ وزع الحانه على الحناجر العربية قبل أن يتمتع الغزالي بشهرة عريضة في الستينات ويكفي ان لحنه"ما يكفي دمع العين"الذي شدت به المطربة الراحلة فايزة احمد". ويكشف جابر انه سيعيد تقديم علي في اغان بينها"اشعندك بعد قول"و"على الميعاد"و"ابتسامة الامل"و"يابه يابه شلون عيون"و"سمر سمر"