الأخ العزيز حسام عبدالقادر، الصحافي في مجلة"أكتوبر"، يقوم بتحقيق صحافي اجابة عن سؤال يقول:"ماذا تفعل لو كنت رئيساً للجمهورية؟"مع ان السؤال مفتوح، أي لم يوضح أي جمهورية، عربية ام غير عربية، وذلك حتى تتحدد رؤيتي كرئيس جمهورية لما أريد ان افعله من واقع طبيعة الحياة التي تعيشها تلك الجمهورية. مع قناعتي انه لا توجد جمهورية عربية باستثناء الجمهورية اللبنانية التي، الى حد ما، كانت تعد جمهورية سابقاً، مع انها قائمة على التوازن الطائفي. ما اقصده بكلمة سابقاً: انه بعد 16 عاماً من الحرب الأهلية عاد اللبنانيون الى اكتشاف المعادلة السياسية القديمة، بحسب دستور لبنان الصادر عام 1943 والذي وضعه الاستعمار الفرنسي"بأن لبنان لا يمكن ان يعيش الا بطوائفه"أي عدم الغاء الآخر. فأي جمهورية عربية، وكل جمهوريات العالم الثالث باستثناء الهند، هي في واقع الحال شمولية. مع ان الدستور وضعه الاستعمار الا ان الحاكم الديكتاتوري ألغاه، وفصله لاحقاً على مقاسه لحفظ مصالحه الخاصة، وللبقاء على كرسي الحكم مدى الحياة في العهد الذي يسمى عهد الاستقلال. لكن والدي، يرحمه الله، أجابني عن هذا السؤال قبل 30 عاماً مضت، حينما سالني ماذا تريد ان تصبح؟ أي ماذا تريد ان تكون مهنتك في الحياة؟ لم أكن اعلم بعد ان عيش مستقبل المواطن العربي الكريم سينحصر بلعب الكرة والتمثيل والغناء والرقص. لكنني أجبت والدي:"رئيس دولة". ضحك مني وعلي، وعقب:"هذه المهنة لا تجيب همها، فإن لم يقتلوك بانقلاب عسكري قتلتك هموم الشعب الذي لا يعرف ماذا يريد". أقنعني جوابه فصرفت النظر عن هذه المهنة، لكنني لا أزال أمتلك القدرة والرغبة بالاجابة عن سؤال:"ماذا يريد الانسان العربي من رئيسه؟"يريد الانسان العربي ان يشعر انه انسان عادي يعيش في دولة قوية. أهذا كثير؟ أم حقاً لا يعرف الرئيس العربي ماذا تريد الرعية منه؟ يوسف فضل [email protected]