يطرح بلوغ الدول النفطية أقصى طاقاتها الإنتاجية باستثناء دول الخليج العربية ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، تساؤلات عن الاعتبارات التي تساعد على استمرارها في الأعوام المقبلة. ويتوافر عدد كبير من الدراسات والتقارير التي تتناول جوانب مختلفة من هذا الموضوع، ومدى تأثير التطورات المرتقبة على الأسعار والعناصر التي تستند إليها في الاستهلاك والإمدادات. وبدلاً من عرض تلك الدراسات وتوضيح افتراضاتها ونتائجها على المدى القصير أو الطويل، ستركز هذه المقالة على اقتراحات ديرموت غيتلي Dermot Gately من جامعة نيويورك. فقد طرح غيتلي تصوراً بديلاً في آذار مارس 2001 عن التوقعات السنوية التي تصدرها وزارة الطاقة الأمريكية. تفترض أفضل توقعات الوزارة أن أسعار النفط ستبلغ 32 دولاراً للبرميل خلال الفترة 2005 إلى 2020. اضيفت 20 في المئة على السعر لعكس الأوضاع الحالية. بناء عليه، يتوقع ارتفاع الطلب العالمي إلى 115 مليون برميل يومياً عام 2020، يصاحب ذلك زيادة طفيفة نسبياً في الإمدادات النفطية من خارج الأوبك ليبلغ مستواها في العام المذكور 62 مليون برميل يومياً. أما التوسع الملموس فسيكون من نصيب دول الأوبك التي يتوقع أن تزيد إنتاجها إلى 53 مليون برميل يومياً. في المقابل قدم غيتلي الاقتراحات التالية: - أن الدراسة المتأنية لدول الأوبك تشير إلى أن معدلات إنتاجها لن تتجاوز 39 مليون برميل يومياً، أي اقل بحوالى 26 في المئة من توقعات وزارة الطاقة، الأمر ما يجعله أكثر جاذبية لعدة أسباب، أهمها أنه يضمن إطالة عمر النفط، ويقلل من استنزاف موارده للاحتفاظ بها للأجيال المقبلة، كما يتطلب مبالغ أقل للاستثمار في زيادة الطاقة الإنتاجية. - يمكن زيادة الإمدادات من خارج منظمة أوبك بحوالى 8 في المئة لتصبح 67 مليون برميل يومياً. والجدير بالذكر أن الكونغرس الأميركي أعطى موافقته أخيراً للبدء في استكشاف النفط في محمية ألاسكا، بعد ربع قرن من المناقشات والاعتراضات. - إن حاصل العرض المتوافر من دول أوبك ومن خارجها عام 2020 لا يزيد عن 106 ملايين برميل يومياً، وهو الكمية المساوية لإجمالي الاستهلاك العالمي، أي أقل بحوالي 8 في المئة عن توقعات وزارة الطاقة. على أن التعديل الملموس ينعكس في الأسعار التي تشير دراسات غيتلي أنها ينبغي أن ترتفع بنسبة 52 الى 60 دولاراً للبرميل لفترة 2005-2020 ثم زيادة السعر الذي أورده غيتلي بنسبة 20 في المئة لتعكس الأوضاع الحالية. يقارن الجدول التالي توقعات وزارة الطاقة الأميركية واقتراحات غيتلي. توقعات أسواق النفط العالمية لعام 2020 مقارنة تقرير 2001 لوزارة الطاقة الأميركية باقتراحات غيتلي في آذار 2001 تقرير اقتراحات غيتلي وزارة الطاقة مليون برميل يومياً إجمالي الطلب 115 106 العالمي على النفط إمدادات من خارج 62 67 الأوبك الطلب على نفط أوبك 53 39 اسعار النفط 32 60 وشهدت الأعوام الخمسة الماضية عدة مستجدات تدعم الأسس التي استند إليها غيتلي، ومنها: - تزايد الحاجة للتغلب على بلوغ الطاقة الإنتاجية حدودها القصوى في مجالات النفط المختلفة من استكشاف، وإنتاج، ونقل، خصوصاً بعد الإعلانات المتتالية لتخفيض موارد النفط لدى الشركات الكبرى مثل شل، وكونوكوفيلبس، في الوقت الذي تجلت آثار عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية على استهلاك النفط والمواد الأولية الأخرى في الدول الآسيوية. - ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات غير مسبوقة بعد التدني في إمداداته، من ناحية، واشتداد الطلب عليه لتوليد الطاقة الكهربائية، من ناحية أخرى. - صدور العديد من التقارير والدراسات التي تؤكد أهمية توجيه المزيد من الاستثمارات إلى قطاعات الطاقة لتأمين الحصول على الإمدادات المطلوبة للنمو في دول العالم الثالث. مستشار نفطي