بعد ساعات على مغادرة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد العراق، زاره الرجل الثاني في الخارجية الاميركية، نائب الوزيرة كوندوليزا رايس، روبرت زوليك الذي تفقد الفلوجة وتحدث عن مسؤولية اعمارها. ومثلما وُدع وزير الدفاع بتصعيد أمني، استقبل زوليك بمزيد من الهجمات على القوات الأميركية، في حين بثت قناة"الجزيرة"الفضائية شريط فيديو للأميركي الرهينة في العراق، هو الأول منذ احتجازه، وفيه وجه نداء الى واشنطن لسحب قواتها وفتح حوار مع المقاومة لانقاذ حياته. وقتل جندي اميركي خلال معارك في الرمادي. وبعد تحذير رامسفيلد من حملة"تطهير"في وزارتي الدفاع والداخلية، حذر نائب الرئيس العراقي غازي الياور من ان السنّة قد يبعدون عن اجهزة، في اطار عملية للتخلص من إرث"البعث". وأيد الإفساح في المجال لعودة"البعثيين ممن لم يرتكبوا جرائم"، ولام القيادة الجديدة معتبراً انها لا تبذل جهداً كافياً لإشراك السنّة في العملية السياسية، ومشدداً على رفضه"الانتقاص من حصتهم". تزامن ذلك مع توقع الأكراد والشيعة حكومة من 31 وزيراً يعرض لائحتها رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري على البرلمان الأحد المقبل. راجع ص2 و3 وركز زوليك في العراق على جهود بلاده لإعادة الإعمار بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. واكد في الفلوجة ان الولاياتالمتحدة تسعى الى تعاون أكبر في اعمار العراق مع حلفائها، خصوصاً الدول الأوروبية. ونقل عنه قوله قبل وصوله:"استراتيجيتنا في العراق تملك مكونات اقتصادية، أي اعادة اعمار كاملة، وسياسية وعسكرية". واعتبر ان"القطع تتجمع"، واضاف:"علينا ان لا نسيء تقدير السرعة والفاعلية اللتين اعتاد بهما زعماء عراقيون على السياسة الديموقراطية". أمنياً، طالب الرهينة الاميركي في شريط فيديو بثته قناة"الجزيرة"، حكومة بلاده بسحب قواتها من العراق، وفتح حوار مع"المقاومة المسلحة"لإنقاذ حياته. وأوضحت السفارة الاميركية في بغداد ان الرهينة هو المتعهد جيفري آيك الذي خطف الاثنين في العاصمة. كما اعلن الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان ان مسؤولين اميركيين على اتصال بعائلة آيك في انديانا، مضيفاً:"موقفنا معروف في شأن التفاوض... وواضح ان هذه المسألة حساسة جداً وتحظى بأولوية". جاء ذلك في وقت شهدت بغداد وكركوك سلسلة تفجيرات أدت الى مقتل 17 شخصاً، فيما اغتيل رئيس بلدية اللطيفية التي تقع في منطقة يطلق عليها"مثلث الموت". في غضون ذلك، توقع مسؤولان عراقيان، كردي وشيعي، ان يعرض رئيس الحكومة المكلف ابراهيم الجعفري لائحة بأعضاء حكومته الجديدة على البرلمان الاحد المقبل. واكد عضو كتلة"التحالف الكردستاني"هوشيار زيباري والمسؤولة في لائحة"الائتلاف الموحد"مريم الريس، مفاوضات مع القائمة"العراقية"التي يتزعمها اياد علاوي لضمها الى الحكومة الجديدة. لكن الريس اعربت عن رفض لائحتها اعطاء قائمة علاوي اي وزارة سيادية بين الوزارات الأربع التي ستمنح اياها. وقال زيباري ان"الخريطة الجديدة للحكومة مكتملة تقريباً"، مشيراً الى ان"تقدماً حصل في اتفاق الكتلتين الرئيسيتين على التشكيلة الوزارية والحقائب". واوضح ان"الجهود مركزة على اشراك القائمة العراقية". واكد زيباري والريس وجود اتفاق على ألا يتعدى عدد اعضاء الحكومة الجديدة الواحد والثلاثين. ولفتت الريس الى ان"اللمسات الأخيرة توضع على تشكيلة الحكومة التي ستتألف من 31 وزيراً، بينهم 17 للائتلاف وثمانية للاكراد وأربعة للسنة وواحد للتركمان وواحد للكلدو-آشوريين، واذا تحقق اتفاق مع القائمة العراقية ستتنازل اللائحتان الشيعية والكردية عن بعض حقائبهما لقائمة علاوي". وذكرت ان"السنة سيحصلون على وزارة الدفاع، ضمن الوزارات الاربع التي ستعطى لهم". واشارت الى انه سيكون هناك"نائبان لرئيس الوزراء احدهما شيعي هو احمد الجلبي، رئيس"المؤتمر الوطني"والآخر كردي هو برهم صالح، احد قادة الاتحاد الوطني الكردستاني"الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني.