لبى آلاف الفلسطينيين نداءات ل"نصرة الاقصى"واحتشدوا منذ مساء اول من امس داخل المسجد وفي باحاته لحمايته بعد اعلان مجموعة"يفافا"اليهودية المتطرفة عزمها على اقتحامه. ورغم مرور يوم امس بسلام وهدوء نسبيين، إلا ان الفلسطينيين اعتبروا ان الغيمة لم تنجلِ وان"الهدوء لا يعني توقف الاعتداء او مساعي السيطرة على الاقصى"، بل عبروا عن مخاوف من ان ينتهي الامر بتقسيم الحرم القدسي بين اليهود والمسلمين وتكرار تجربة الحرم الابراهيمي في الخليل. وفاقم من هذه المخاوف تصريح الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف بأنه"لن يكون هناك مناص من وضع ترتيبات خاصة تسمح لليهود بالصلاة في جبل الهيكل الاقصى"وان ذلك"لا يعني ابداً المس بحرية العبادة لأي من الاديان". راجع ص 4 وحذرت ايران اسرائيل من"التداعيات الخطيرة"للمس بالاقصى وحملتها نتائج ذلك، في حين اعتبر المرجع الشيعي أية الله محمد حسين فضل الله ان"استباحة الاقصى تتم باشارات اميركية". ولاقت النداءات لنصرة الاقصى صدى لها في دول عربية حيث تظاهر الاف الطلاب في الاردن والقاهرة والاسكندرية، في حين تظاهر الاف الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، مطالبين باستئناف الهجمات ضد اسرائيل. كما نظمت تظاهرات حاشدة في قطاع غزة ومدن رام الله ونابلس والخليل في الضفة الغربية. وفي القدس، تجمع نحو عشرة الاف مسلم في باحات الاقصى وخارجها رغم التعزيزات الامنية الاسرائيلية المشددة وقرار السلطات عدم السماح الا للمسلمين من المقدسيين والعرب الاسرائيليين ممن هم فوق الاربعين بدخول القدس. واعربت قيادة الشرطة الاسرائيلية عن ارتياحها ل"الهدوء"الذي ساد في محيط الأقصى، واشارت الى ان عشرات قليلة من اتباع حركة"ريفافا"اليهودية المتطرفة لبوا الدعوة للصلاة في الأقصى. وأفادت الاذاعة العبرية ان الشرطة تحفظت على 26 ناشطاً يمينياً من بينهم زعيم"ريفافا"للتحقيق، كما منعت ثلاثة نواب من اليمين المتطرف من الاقتراب من الحرم القدسي. وادعت ان مئات الشبان المقدسيين ومن فلسطينيي 1948 منعوا من دخول المسجد تجمهروا عند باب الاسباط وتظاهروا ضد قرار منعهم من الدخول. إلا ان مصادر فلسطينية أفادت ان الاشتباك بدأ حين اقتحمت سيارة تابعة ل"حرس الحدود"بسرعة جنونية جموع المتظاهرين، وأنه لولا تدخل الشيوخ للتهدئة لوقعت أحداث دامية. ونقلت الاذاعة عن قيادة الشرطة حرجها ازاء دخول أحد قادة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس الشيخ حسين يوسف الى الحرم من دون علمها. إلا أن وزير الأمن الداخلي جدعون عزرا قلل من أهمية الموضوع، وقال ان يوسف ليس شاباً انما هو رجل مسن نجح في التملص من الشرطة و"مع هذا فإن دخوله لا يعني مصيبة بل قام بتهدئة الأوضاع". وكان الشيخ يوسف قال في كلمته امام الحشود الى الهدوء :"لسنا معنيين بالاحتكاك مع الشرطة لاعطائهم ذريعة لدخول الاقصى"، مضيفاً:"نريد من خلال حشدنا هذا ان نوجه رسالة حضارية الى العالم بأن القدس بمقدساتها بحاجة الى دعمنا ولندعو العالم العربي والاسلامي الى الدفاع عن الاقصى". وفي وقت لاحق، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية الشيخ يوسف واثنين من مرافقيه بداعي دخول القدس من دون تصريح، ونسبت اليه تحريضه مسلمي العالم على تحرير الاقصى. وفي اطار ردود الفعل الفلسطينية، اعتبرت السلطة ان الاقصى"خط احمر"وان"اي مس بالاماكن المقدسة ستكون له نتائج وخيمة في المنطقة"، مشيرة الى اتصالات مع الدول العربية والاجنية من اجل تحمل مسؤولياتها. وقال وزير الشؤون المدنية محمد دحلان من الدوحة ل"الحياة"أن احداث الحرم القدسي"تسخين لحال الغليان الحاصلة قد يؤدي الى نقطة تفجير اذا اقتحم المستوطنون الحرم"، محملاً اسرائيل مسؤولية تقويض جهود التهدئة. ولفت وزير الاوقاف الشيخ يوسف سلامة الى ان"اعتداءات المتطرفين ضد الاقصى لن تتوقف، والخطر يكمن في مخططهم المستمر لاقامة هيكل مزعوم مكان المسجد"، مضيفاً:"لن نسمح بتكرار ما حدث في الحرم الابراهيمي، لن نسمح ابدا بتقسيم المسجد الاقصى".