تظاهر المئات من سكان محافظة صلاح الدين معقل الرئيس المخلوع صدام حسين أمس معلنين رفضهم القاطع لمسودة الدستور التي اتفق عليها قادة الكتل السياسية العراقيين الأحد رغم عدم نيلها موافقة ممثلي العرب السنة. وتجمع المئات من المتظاهرين في وسط مدينة تكريت 180 كلم شمال بغداد امام مقر"هيئة علماء المسلمين"ورفعوا صوراً لصدام وأعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها"لا لا للدستور... لا لا لتقسيم العراق"و"نعم للعراق الواحد... لا لا للفيديرالية"، وهم يهتفون"بالروح بالدم نفديك يا صدام"كما يهتفون لرجل الدين الشيعي الرافض لمبدأ الفيديرالية مقتدى الصدر. وسار المتظاهرون يتقدمهم رجال دين ووجهاء عشائر الى مبنى مقر المحافظة وسط المدينة بشكل سلمي في ظل اجراءات أمنية عراقية مشددة بالاضافة الى تحليق مروحيات اميركية في سماء المدينة. وقال الشيخ دري الدليمي الناطق باسم"هيئة العلماء"في تكريت:"نحن نرفض الدستور الذي كتب في اميركا او تل ابيب والذي لا يخدم سوى القوى الطائفية والفارسية في العراق". وأضح:"نرفض الدستور لانه لا يخدم الشعب العراقي وانما يخدم الاحتلال". من جانبه، قال يحيى العطاوي احد وجهاء تكريت:"نرفض الدستور لانه دستور اميركي يهودي يسعى الى تقسيم العراق". وأضاف:"العراق بلد واحد ولن نسمح بتقسيمه من قبل اي جهة كانت". وفي بغداد، أعلن"الحزب الاسلامي العراقي"في مؤتمر صحافي أمس ان مسودة الدستور تتضمن نقاطاً خلافية"غير مقبولة تفتح الباب امام مستقبل مجهول". وقال الامين العام للحزب طارق الهاشمي في مؤتمر صحافي:"تحتوي مسودة الدستور على عناصر خير وشر، وسنتصدى للعناصر التي تقف ضد مصلحة البلد والعراقيين". واعتبر ان المسودة تتضمن نقاطاً خلافية"تعتبر غير مقبولة على الاطلاق بالنسبة لنا لأن ذلك في تصورنا يفتح الباب على مصراعيه امام مستقبل مجهول". وأضاف:"نحن لم نوقع على مسودة الدستور كونها جاءت على خلفية الاستحقاق الانتخابي وليس التوافق السياسي". وأشار الى ان دور ممثلي الاطراف المغيبة لم يتعد"دوراً استشارياً". وفي ما يتعلق بموافقة الشعب العراقي او رفضه المسودة قال الهاشمي:"اذا كان مجموع الشعب العراقي يطالب بتغيير فقرات المسودة التي تتعلق بوحدته، فلا بد ان تستجيب الجمعية الوطنية البرلمان لهذه النداءات". واعتبر ان"المفاوضات انتهت الآن وبدأ دور الشعب العراقي بالضغط على الجمعية لتغيير هذه المسودة". وكان الحزب وزع خلال المؤتمر بياناً أكد فيه عدم التوافق بين الاطراف المكلفة كتابة مسودة الدستور، وأشار الى ان الحزب الاسلامي"يكرر ادانته لهذا الامر ويعده خروجاً لا مبرر له على مبدأ التوافق الذي وافق الحزب على أساسه المشاركة في كتابة مسودة الدستور". من جهته، توقع عبدالله الجبوري نائب محافظ صلاح الدين ان ينجح رافضو مسودة الدستور في حشد النسبة القانونية المطلوبة لاسقاطها في الاستفتاء ثلثا سكان ثلاث محافظات.