زار الرئيس الباكستاني برويز مشرف وعقيلته على رأس وفد كبير ظهر امس دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم وقدموا التعزية لعائلة الرئيس الشهيد. وأعرب مشرف عن أسفه وحزنه الشديدين لهذا العمل الاجرامي. ولدى مغادرته قريطم قال الرئيس الباكستاني:"لقد جئت الى هنا لأقدم تعازي لعائلة رئيس الوزراء السابق، وقلبي مع عائلته وفي شكل خاص مع زوجته. انني شخصياً أعتقد اننا خسرنا من خلاله قائداً ذا رؤية ليس فقط للبنان بل للمنطقة ايضاً وللعالم. على المستوى الشخصي أعتقد انني فقدت صديقاً عطوفاً وصادقاً كان أشبه بأخ لي، نظراً لعلاقتي الشخصية معه وان قلبي حزين عليه. نحن في غاية الاسف وقدمنا تعازينا من أعمق قلوبنا ولكننا في الوقت نفسه غاضبون، وأنا غاضب بسبب هذه المأساة، ضد الناس الذين ارتكبوا هذه الجريمة. وأنا أؤمن بقوة انه يجب علينا ان نحقق في هذه الجريمة وان نأتي بالمذنبين الى العدالة اياً كان الذي قام بهذا العمل او الذي كان وراءه في هذه المؤامرة التي أدت الى اغتيال الصديق والأخ السيد رفيق الحريري". وأضاف:"في الوقت نفسه نحن نؤمن انه في مصلحة الشعب اللبناني وتماشياً مع مطلب الشعب اللبناني يجب ان نطبق قرار الأممالمتحدة ونحقق رغبات وأمنيات الشعب اللبناني في هذا البلد، نحن نتمنى ديموقراطية حقيقية وسلاماً واستقراراً في لبنان ونتمنى ونرغب ان يعتمد الشعب اللبناني على نفسه ويؤمن ديموقراطية حقيقية ويمارس ديموقراطية حقيقية". بعد ذلك توجه الرئيس مشرف والوفد المرافق وعائلة الرئيس الشهيد الى ضريح الرئيس الحريري حيث وضع الرئيس الباكستاني إكليلاً من الزهر وقرأت الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد ورفاقه. وكان الرئيس الباكستاني والوفد المرافق وصل الى مطار بيروت الدولي على متن طائرة خاصة. وكان في استقباله نجل الرئيس الحريري سعد الدين ومدير المراسم في الخارجية مصطفى مصطفى وسفيرة باكستان في لبنان اسما أنيسة. وفي اسلام أباد، ذكر مسؤولون في القصر الرئاسي أن مشرف, الذي يتنقل تحت غطاء أمني مشدد, تجاهل توصية الأجهزة الأمنية المكلفة حمايته وأصر على أن يستهل جولته في آسيا الوسطى بزيارة خاصة الى لبنان, لتعزية أسرة الحريري والصلاة على روحه أمام ضريحه. وقال مسؤول أمني باكستاني ل"الحياة"إن جهاز حماية مشرف أبدى قلقاً إزاء زيارة ساحة الشهداء وسط بيروت نظراً لانعدام الوجود الأمني اللبناني علناً ورسمياً في ذلك الموقع. الا أن مشرف أمر بالمضي قدماً في الزيارة. وهو ثاني رئيس دولة يزور ضريح الحريري بعد الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي لم يجري أي لقاء رسمي مع رموز الحكومة اللبنانية. وارتبط مشرف مع رئيس الوزراء اللبناني الراحل بعلاقة صداقة وثيقة. وبدا مشرف متأثراً فور تلقيه نبأ اغتيال الحريري في 14 شباط فبراير الفائت, إذ ظهر على شاشة التلفزة الرسمية قائلاً:"فقدنا صديقاً عزيزاً على باكستان, صديقي الشخصي", مندداً ب"العمل الإرهابي" الذي أودى بحياته. ونجا مشرف من محاولتي إغتيال عبر تفجير سيارتين مفخختين في 2002 كادتا توديان بحياته. ونكست باكستان علمها فوق المباني الرسمية والسفارات الباكستانية حول العالم لمدة يوم واحد حداداً على رئيس الحكومة اللبنانية السابق. ويقول المسؤولون الباكستانيون إن العلاقات اللبنانية - الباكستانية توثفت في صورة غير مسبوقة في عهد الرئيس الحريري, إذ دخلت الجانب العسكري والتعاون الاستخباراتي. وزار الرئيس الحريري باكستان مرتين منذ تولي مشرف الحكم في 1999. وسلّم لبنان الى باكستان في عهد حكومة الحريري طائرات مقاتلة فرنسية قديمة بغرض الاستفادة منها كقطع غيار, في صفقة كانت مؤشراً الى بدء التعاون بين المؤسستين العسكرية في البلدين. ووصف مشرف رئيس الحكومة اللبنانية السابق ب"رجل الدولة العظيم". كما أن رئيس الوزراء شوكت عزيز وصف الرئيس الراحل ب"الشخصية الشامخة في الحياة السياسية اللبنانية والإقليمية".