سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يرى ان الاصلاح الأول "تفكيك المنظمات الارهابية" ... والملقي يلتقي القادة الفلسطينيين والاسرائيليين . عباس يعلن وسط توتر الأجواء مع اسرائيل انها اوقفت الاتصالات مع السلطة الفلسطينية
وسط اجواء فلسطينية - اسرائيلية مشحونة عبر عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتأكيده ان الحكومة الاسرائيلية"اوقفت الاتصالات"مع الجانب الفلسطيني وأحجمت عن تنفيذ التفاهمات التي جرى التوصل اليها في القمة الرباعية في شرم الشيخ في اوائل شباط فبراير الماضي، حطت مروحية وزير الخارجية الاردني هاني الملقي في مدينة رام الله للقاء المسؤولين الفلسطينيين قبل انتقاله الى القدس للاجتماع بنظيره الاسرائيلي سلفان شالوم في زيارة هي الاولى من نوعها على هذا المستوى لمسؤول اردني للدولة العبرية منذ اربع سنوات. وزاد من اجواء التشاؤم على الصعيد الفلسطيني قول الرئيس الاميركي جورج بوش تعقيباً على الاقتراحات التي عرضتها السلطة الفلسطينية في مؤتمر لندن في الاول من الشهر الجاري لاصلاح المؤسسات الفلسطينية ان"الاصلاح الاول يجب ان يكون في تفكيك المنظمات الارهابية"، مضيفاً:"فقط عندما نتمكن من وضع حد للارهاب سنكون قادرين على تحقيق هدفنا بإقامة دولتين ديموقراطيتين هما اسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً الى جنب بسلام وحرية". واعتبر مراقبون موقف بوش هذا تماهياً مع مواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. ورغم اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت مبكر امس ان السلطة الفلسطينية"لا تستطيع ضبط الامن والنظام في المدن الفلسطينية قبل ان ينسحب الجيش الاسرائيلي منها"، اعلن مصدر أمني فلسطيني ان وزير الداخلية والامن الوطني اللواء نصر يوسف أمر باتخاذ سلسلة من الاجراءات لضبط الوضع الامني في منطقة الخليل. واكدت مصادر فلسطينية ان القوات الفلسطينية صادرت كمية من الاسلحة في بلدة دورا قضاء الخليل في عملية دهم مساء السبت. وكان عباس قال للصحافيين في ختام اجتماع مع المبعوث الياباني للمسيرة السياسية تانسو أريما:"لا يستطيع احد يقول اننا نتحمل مسؤولية الاوضاع لأن لا وجود لنا في المدن". وقبل وصول الوزير الاردني الى رام الله قال مصدر فلسطيني مسؤول ل"الحياة"ان الجانب الفلسطيني يأمل في ان يساهم الاردن كذلك مصر في الضغط على اسرائيل التي لم تقدم منذ قمة شرم الشيخ الاخيرة على اي تحرك جوهري وجدي باتجاه تنفيذ التفاهمات التي جرى التوصل اليها. وقال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني سمير حليلة:"نأمل في ان يمارس الاردن الضغط على اسرائيل لحملها على تنفيذ التفاهمات بما فيه الانسحاب من المناطق الفلسطينية والدفع باتجاه استئناف المفاوضات على قاعدة خطة"خريطة الطريق"والدخول مباشرة في قضايا الحل النهائي". وأوضح حليلة:"كنا نأمل ان يشير مؤتمر لندن الى ضرورة الزام اسرائيل بالعودة مباشرة الى مفاوضات قضايا الوضع النهائي والزام اسرائيل بتنفيذ التفاهمات، غير ان ذلك لم يحدث". ويحمل الوزير الاردني مجموعة من الملفات السياسية الساخنة لمناقشتها مع المسؤولين الاسرائيليين وفي مقدمهم رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون الذي يلتقيه اليوم الاحد. ومن بين هذه القضايا، بحسب مصادر اسرائيلية، مسألة"التنسيق الأمني"في ما يتعلق بانتشار"وحدة بدر"العسكرية التابعة للجيش الاردني والتي تضم ألفاً من الجنود والضباط الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية حيث سيتم اخلاء اربع مستوطنات يهودية في منطقة جنين في اطار خطة"فك الارتباط"الاسرائيلية الاحادية الجانب. واكد الوزير الاردني قبيل وصوله انه سيبحث قضايا الحل النهائي بما فيها القدس واللاجئون والحدود والمياه اضافة الى آليات احياء الاتفاقات المبرمة وفقا لمعاهدة السلام الموقعة بين الطرفين في العام 1994 والتي شابها بعض التوتر في اعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في خريف العام 2000. وتكتسب زيارة الملقي اهمية خاصة في ضوء ما اعلنه عن نيته بحث قضايا الحل النهائي مع الجانب الاسرائيلي ما يؤشر الى زخم العودة الديبلوماسية الاردنية في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي من جهة، والأهمية التي يوليها الاردن لقضايا مثل اللاجئين حيث اعلن الاردن غير مرة انه"قلق"من امكانية نزوح عدد كبير من الفلسطينيين الى اراضيه التي يشكل الفلسطينيون نسبة كبيرة من سكانها حالياً. وكان العاهل الاردني الراحل الملك حسين بن طلال قد اصر أن تتضمن معاهدة السلام الاردنية - الاسرائيلية بنداً خاصاً يشير الى"دور الاردن الخاص"في ادارة الاماكن المقدسة الاسلامية في المدينة المقدسة. وتولت المملكة الاردنية ادارة الضفة الغربية منذ العام 1948 واعتبرتها جزءاً من الاردن الى ان احتلتها اسرائيل في العام 1967. واستخدمت اسرائيل هذه القضية في بدايات المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية في شأن قضايا الوضع النهائي في المحافل الدولية للادعاء بأن"فلسطين"ككينونة سياسية لم تكن موجودة قبل احتلالها للضفة الغربية. غير ان المحادثات اللاحقة، بما تلك التي جرت في قمة كامب ديفيد تجاوزت الادعاء الاسرائيلي السابق. وتأتي زيارة الملقي بعد مرور اسبوعين على عودة السفير الاردني الى تل ابيب بعد أربع سنوات كواحدة من النتائج التي تمخضت عنها قمة شرم الشيخ الرباعية والتي كان من المفترض ان تباشر اسرائيل بعدها بسحب قواتها من المدن الفلسطينية واطلاق عدد من الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين ووقف عملياتها العسكرية"ضد الفلسطينيين في كل مكان"كما جاء في كلمة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون في القمة. غير ان نحو شهر مضى من دون ان تنفذ اسرائيل اياً من التزاماتها، إذ واصلت المماطلة في شأن سحب قواتها من المدن الفلسطينية حتى قبل عملية تل أبيب التفجيرية الاخيرة. وأعلن مسؤولون اسرائيليون ان المحادثات مع الفلسطينيين لن تستأنف"قبل ان يعثر الفلسطينيون على من وقفوا وراء العملية". وقال أساف شاريف الناطق باسم شارون:"نحن ننتظر نتائج التحقيق في عملية التفجير التي خرجت من نفس المدينة التي يريدون منا ان ننسحب منها"، في اشارة الى مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.