شهدت بداية عام 2005 انطلاقة قوية للمشهد السينمائي في مصر، على رغم كل ما يقال عن أزمات هذه الصناعة. في أول شهرين من السنة، بدأ تصوير أكثر من خمسة عشر فيلماً إضافة إلى عدد كبير من الأفلام التي يتم التجهيز لها والتي يتوقع أن تصل إلى70، وهو رقم غير مسبوق في السنوات العشرين الماضية. ولكن على رغم كثرة الإنتاج، فإن الأفلام الجديدة تعاني من ظاهرة استنساخ أفلام سابقة معظمها قدمت العام الماضي. وفي وقت يعزو فيه بعض النقاد السبب إلى الاستسهال أو البحث عن النجاح والإيرادات. فالأفكار الأساسية التي ما زالت تسيطر على نصوص الأفلام المقدمة في هذه الفترة تعتمد على الكوميديا والغناء. نجوم الكوميديا الذين بدأوا تصوير أعمالهم مثل محمد هنيدي ومحمد سعد، قرروا استغلال نجاح أفلامهم السابقة ولم يبحثوا عن جديد، فقدم هنيدي "يا أنا يا أنت يا خالتي" تأليف أحمد عبد الله، كاتب معظم أفلام هنيدي، ومن إخراج سعيد حامد. تدور أحداث الفيلم التي تشارك في بطولته فادية عبد الغني ودنيا سمير غانم حول طالب يدرس العزف على آلة الكونترباص. وينتقد الفيلم في إطار كوميدي أعمال السحر ومن يلجأ إليها. ويعتمد الفيلم على شخصية هنيدي الكوميدية وتعرضه لمواقف ساخرة كما جرت العادة في أعماله السابقة. من جهته، قرر محمد سعد استغلال نجاح أفلام اللمبي لتقديم شخصية قريبة الشبه من شخصية اللمبي، تتكلم بالطريقة نفسها، وتردد التعابير ذاتها في "اللمبي" و"عوكل". بوحة، الشاب الريفي الساذج، يقصد القاهرة بحثاً عن لقمة العيش، فينبهر بأضوائها، وترغمه مشكلة البطالة على العمل كجزار. تشارك في بطولة "بوحة" مي عز الدين وحسن حسني وطلعت زكريا ومجدي كامل، ويخرجه رامي إمام، نجل الفنان عادل إمام الذي قدم معه "التجربة الدنمركية". الكوميديا السياسية أما بقية نجوم الكوميديا فما زالوا في سبيل تجهيز أعمال جديدة، أبرزها فيلم النجم عادل إمام "السفارة في العمارة"، وهو من أفلام الكوميديا السياسية. ويجسد عادل إمام في الفيلم شخصية مهندس بترول لا يتعاطى السياسة، لكنه يتورط في العديد من المواقف الكوميدية عقب عودته إلى مصر من إحدى الدول العربية التي كان يعمل فيها، ليكتشف أن العمارة التي يسكن فيها تضم سفارة دولة أجنبية، والفيلم كتبه يوسف معاطي ويخرجه شريف عرفه. كما يستمر نجم أفلام الحركة الأكشن أحمد السقا في تقديم النوعية نفسها من الأعمال بعد نجاح "مافيا" و"تيتو". ويقدم السقا هذا العام فيلم "حرب إيطاليا" الذي كتبه حازم الحديدي ويخرجه أحمد صالح. ويبدأ تصويره خلال أيام بمشاركة حسن يوسف وخالد صالح والمغنية اللبنانية مريام فارس. الأفلام الغنائية بعيداً من الكوميديا، تحتل الأفلام الغنائية هذا العام أيضاً الصدارة. فأفلام المطربين هي الأقوى والأكثر ظهوراً خلال العام الجديد الذي شهد حتى الآن بداية تصوير أربعة أفلام هي "عيال حبيبة" للمطرب حمادة هلال مع غادة عادل وإخراج مجدي الهواري، و"علي اسبايسى" للمطرب حكيم في أول تجربة سينمائية وتشاركه البطولة سمية الخشاب، وهو من إخراج محمد النجار، و"حبي الأخير" للمغني سامو زين في أول ظهور سينمائي له وبمشاركة ياسمين عبد العزيز وغادة عبد الرازق من إخراج إسماعيل فاروق. هذا فضلاً عن فيلم "حليم" للفنان أحمد زكي الذي يحكي قصة حياة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من تأليف محفوظ عبد الرحمن وبطولة السوري جمال سليمان والسورية سلاف فواخرجي، ومنى زكي وسهير رجب ويوسف الشريف وجميل راتب وإخراج شريف عرفة. كما يتم تجهيز عدد من الأفلام الأخرى، منها "رسائل البحر" الذي كتبه ويخرجه داود عبد السيد ويقوم ببطولته النجم أحمد زكي والمغنية هيفاء وهبي في أولى تجاربها السينمائية. من جهة ثانية، بدأت الراقصة دينا استعداداتها للتحضير لفيلم "فستان عريان" الذي كتبه طارق هاشم، صاحب إحدى وكالات الإعلان. وتقوم دينا ببطولة الفيلم بمشاركة زميلتها بوسي سمير التي تحولت أخيراً إلى الغناء. كما تصور المطربة أنغام فيلم "حكاية مدينة"، سيناريو وحوار وإخراج الممثلة فرح. ويشارك في البطولة كل من عمرو واكد وطارق لطفي. أما بالنسبة إلى المطربين اللذين قدموا أفلاماً سينمائية العام الماضي مثل مصطفى قمر وخالد سليم ومدحت صالح وغيرهم، فلم يعلنوا بعد عن دخولهم سباق هذا العام. وأخيراً، قد يكون الاستثناء الوحيد في أفلام العام الجديد متمثلاً في فيلمي "عمارة يعقوبيان" للكاتب وحيد حامد والمخرج سمير سيف، وبطولة عادل إمام ونور الشريف ويسرا و"ليلة سقوط بغداد" للمخرج والمؤلف محمد أمين، وبطولة أحمد عيد وبسمة. ويتميز الفيلمان بطرحهما قضايا جديدة تبتعد عن تلك التي تم تناولها في أفلام العشر سنوات الأخيرة.