عاود"شعبولا"انفعالاته الغنائية المستقاة من المشهد السياسي العربي المتردي، وهي الانفعالات التي طالما فتحت عليه أبواب جهنم الغاضبة العابرة للقارات والقادمة تحديدا من الولاياتالمتحدة الاميركية واسرائيل. فقد أصدر أخيراً المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم أغنية رثاء لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عنوانها"ما بحبش الارهاب"يستنكر فيها بشدة اغتياله. وهذه ليست المرة الأولى التي يترجم فيها عبد الرحيم حاسته الوطنية الى أغنية فورية، إذ قدم من قبل أغنيته المشهورة عن أزمة العراق أكد فيها ان قيام أميركا بضرب العراق ليس هو الحل،"وما حدش عارف بكرة الدور على مين، في إشارة واضحة إلى ان الضربة الأميركية ستطاول دولاً أخرى في المنطقة إن عاجلاً أو آجلاً. واذا كان شعبولا - أو كاتب كلمات أغانيه إسلام خليل - تكهن بما قد يحدث لبقية دول المنطقة، فإنه رثى الواقع والحاضر العربيين في"يا عم عربي"، وهذا الواقع، ربما الذي ساهم في اغتيال الحريري، لخصه شعبولا في صورة"العربي"الجالس على كرسيه وهو لا حول له ولا قوة بينما العالم من حوله في حالة غليان. الغليان الذي يموج به العالم، ويستمد شعلته من منطقتنا العربية، لم يخفت أو يهدأ اشتعاله منذ تغنى"شعبولا"بحب عمرو موسى وكره اسرائيل، وهي الاغنية التي أثارت أقاويل عدة في داخل مصر. وعلى رغم الكم الهائل من السخرية الذي يلقاه عبد الرحيم من الجمهور والنقاد وزملائه المطربين، إلا أنه لم ينحن أمام أي من موجات النقد أو الهجوم التي يتعرض لها، وغالب الظن أن"شعبولا"ايقن أن جانباً كبيراً من شعبيته واستمراره على الساحة ينبع من مظهره المضحك، وأسلوبه المفرط في الشعبية في الحديث. فالقنوات الفضائية حينما تستضيف"شعبولا"تكون الفقرة بغرض السخرية والضحك، فهو يتحدث بلغة"الصنايعية"وسائقي الميكروباص وغيرهم من الفئات المعبرة عن قاع المجتمع اجتماعياً. وهو اكتشف ذلك فأمعن فيه، فتارة يرتدي أربع ساعات في اليد الواحدة، مع الاحتفاظ بموديلات مختلفة من الجاكيت المنقوشة بالورود والزهور والألوان الفاقعة. وهو، وإن حاز إعجاب ابناء طبقته بحكم أن"الدم يحن"، فهو أيضاً حاز اهتمام بقية المصريين باعتباره نموذجاً غريباً يجسد نموذجًا للصنايعي الذي فتح الله عليه أبواب الرزق من كل جهة. لكن الأهم هو أن شعبان عبد الرحيم هو المطرب إن صح التعبير الوحيد الذي يتفاعل هو أو من وراءه مع الحدث أولاً بأول. وحتى كلمات الأغاني الوطنية، تبتعد عن المداهنة والرياء، والنفاق المعروفة بها الاغاني الوطنية في هذه البقعة من العالم. وعلى رغم أن"شعبولا"قدم أغنية للعاهل الاردني الملك عبد الله بناء على طلب من إحدى شركات الانتاج الفني الأردنية، إلا أن ذلك لن يغير من كون"شعبولا"دائم الانفعال مع الأحداث. أحد المصريين أصحاب مواقع "البلوغ" Blog على شبكة الانترنت - وهم هواة كتابة المدونات الشخصية على الشبكة العنكبوتية - واسمه رامي كرم، كتب كلمات اغنية عن وزيرة الخارجية الاميركية السيدة كونداليزا رايس اقترح أن يغنيها المطرب شعبان عبد الرحيم، تقول بعض مقاطعها:"يا ست كوندوليزا، بالراحة علينا شوية، ويا بنت الحاج رزة كلمة رايس تعني الرز عاملينا بالحنية، إييييه. يا ست كونداليزا، مالك كده حامية علينا، طول عمر بلادنا صحرا، وانت عايزاها جنينة، إييييه، يا ست كونداليزا ليه كده على طول كشرية، أضحكي زي الموناليزا، وانا هانشر الحرية أنا هانشر الحرية، بإيدي راح أنشرها، وأفردها كمان وألويها لاحظ ان شعبولا في الاصل مكوجي لكن يا ست ليزا، مش بالتهديد تنوليها، عايزاها ديموقراطية، إدينا حبة تشانس، انت فاكراها تكية، دا احنا بلاد البالانس التوازن". الأمر لم يتوقف عند حدود"البَلْوَغة"والمُبَلْوِغين على الانترنت، إذ اعتبر"شعبولا"الوحيد القادر على التعبير عن نبض الشعوب، بل إن الكاتب العربي إحسان الطرابلسي المقيم في الولاياتالمتحدة الاميركية اقترح ان يرشح"شعبان عبد الرحيم"نفسه لرئاسة مصر في ظل التغيير الأخير للدستور المصري فهو يقول اذا كانت اسماء مثل الشاعر الذي وصفه ب"الصعلوك" أحمد فؤاد نجم، والكاتبة نوال السعداوي واستاذ علم الاجتماع ورئيس مركز ابن خلدون الدكتور سعد الدين إبراهيم رشحت نفسها للرئاسة، فالاولى أن يرشح شعبان عبد الرحيم نفسه فهو شعبولا"المكوجي الذي يناهض التطبيع مع اسرائيل من خلال بيانه السياسي الواضح في"بحب عمرو موسى وباكره اسرائيل"وهو"شعبولا"المكوجي أكثر شعبية من نوال السعداوي، في الشارع المصري، وأكبر حضوراً منها في الدوائر السياسية والعربية.