لمح مسؤولون اكراد أمس الى ان الاتفاق بين قائمة"التحالف الكردستاني"التي تضم الحزبين الرئيسيين في شمال العراق ولائحة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية التي تحظى بمباركة المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني حول تشكيل الحكومة العراقية، بات مسألة وقت. واكدوا انه تم الاتفاق على حل مشكلة كركوك التي كانت تمثل العقبة الرئيسية. وقال زعيم حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"المرشح لتولي منصب رئيس الجمهورية جلال طالباني في اعقاب لقائه زعيم الحزب"الديموقراطي الكردستاني"مسعود بارزاني في مقره في منتجع صلاح الدين 350 كلم شمال بغداد، ان"الاتفاق مع الائتلاف العراقي الموحد بات قريباً جداً". واضاف ان"قائمة التحالف الكردستاني وصلت الى اتفاق مع قائمة الائتلاف العراقي الموحد على حل مشكلة كركوك حسب ما جاء في قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية". وتابع:"اتفقنا على تطبيق المادة 58 من القانون وبعد تشكيل الحكومة بشهر سيبدأ العمل بتنفيذ هذه الفقرة وتطبيق كل ما جاء فيها، وكذلك احترم قرارات المعارضة بهذا الخصوص". وينص قانون ادارة الدولة الذي وضعه مجلس الحكم الانتقالي العام الماضي على ان تؤجل كل النزاعات الى حين اجراء احصاء سكاني واقرار دستور دائم للبلاد والى حين اجراء استفتاء. ويطالب الاكراد بضم كركوك النفطية 250 كلم شمال بغداد الى منطقة كردستان التي تضم ثلاث محافظات هي دهوك واربيل والسليمانية وتتمتع بحكم ذاتي، وسمح لالاف الاكراد الذين تم ابعادهم قسرا في عهد صدام حسين بالادلاء باصواتهم في المدينة خلال انتخابات 30 كانون الثاني يناير. وكانت احزاب وحركات عربية وتركمانية في مدينة كركوك نددت بالانتخابات قبل اعلان النتائج. وقررت الانسحاب من الانتخابات في محافظة التأميم احتجاجا على السماح للاكراد النازحين بالتصويت. وفي المحافظة احتياط نفطي هائل سيلعب دورا حاسما في بناء اقتصاد العراق في المستقبل، غير ان كركوك تضم مزيجا من الاكراد والعرب والتركمان والاقليات المسيحية، ما يجعل منها قنبلة موقوتة. واوضح طالباني انه اجتمع مع بارزاني لمناقشة مسودة مشروع الاتفاق مع"الائتلاف"لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، واوضح ان المهمة ليست سهلة"فهناك دولة قد دمرت وهم سيبنونها". وعن سبب تأخر المحادثات، قال انها"محادثات مصيرية بالنسبة للشعب الكردي ومن الضروري التحدث عنها بالتفصيل مع الاخوة الاخرين وعن كيفية تشكيل هذه الحكومة وماذا سيكون برنامجها". وزاد:"نريد ان تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية عراقية ولهذا فإنه بالاضافة الى هذه التحالفات هناك تحالفات اخرى ونريد مشاركة الاطراف الاخرى وان يشارك السنة وكذلك الدكتور اياد علاوي". من جانبه، اكد بارزاني انه"جرى الحديث عن توزيع المناصب ولكن الى الآن لم يحسم هذا الامر". وقال نائب الرئيس العراقي المنتهية ولايته روش نوري شاويس وهو احد اعضاء الوفد الكردي المفاوض ان"المحادثات ما زالت مستمرة مع لائحة الائتلاف العراقي الموحد". واوضح انه"ادخلت بعض التعديلات على نص مسودة المشروع". وأكد ان الطرفين"اقتربا من الوصول الى اتفاق نهائي ونحن مستمرون في اجراء تعديلات اخرى على هذه المسودة". وعما اذا جرى الحديث عن تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة، قال شاويس:"دخلنا في تفاصيل كيفية تشكيل الحكومة ولكننا في حاجة الى جلسات اخرى للوصول الى اتفاق نهائي". واكد وجود"تفاهم مع لائحة الائتلاف العراقي الموحد حول المبادئ الاساسية". واشار القيادي في الحزب"الديموقراطي الكردستاني"الرئيس السابق لبرلمان كردستان الى ان"هناك محاولات لاشراك اطراف اخرى في الحكومة منها كتلة اياد علاوي وغازي الياور وكذلك الاحزاب التي لم تشارك في الانتخابات من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية".