يستعد المتحف الإسلامي، الذي يتخذ من منطقة باب الخلق وسط القاهرة مقراً له، لارتداء حلة جديدة مطلع تشرين الأول أكتوبر المقبل في احتفالية ثقافية خاصة، وسيطلق عليه اسم متحف العمارة الإسلامية ليضم في جنباته ما يزيد على 30 ألف قطعة يعرض منها نحو خمسة آلاف قطعة تحوي أكبر مجموعة من التحف في العالم الإسلامي وتجسد عصوره المختلفة. وقال رئيس قطاع المتاحف المصرية الدكتور محمود مبروك ل"الحياة"إن كلفة تطوير المتحف بلغت نحو 05 مليون جنيه، وسيتم حالياً حصر المعروضات في 0002 قطعة من الفنون الدقيقة كالنسيج والخزف والزجاج وتقديمها بشكل رائع ومن ثم توزيع باقي المعروضات على عدد من المتاحف المصرية. وأكد أن وزارة الثقافة عملت أخيراً على توثيق وتسجيل المقتنيات على أجهزة الكومبيوتر وتحويل النظام من العمل اليدوي إلى الآلي، لافتاً إلى أن المتحف يضم أكبر وأنفس مجموعات للتحف الإسلامية في العالم ومن بينها تحف لا نظير لها في أي متحف آخر. ويعد هذا المتحف الثاني في العالم للفن الإسلامي، وقد شيد في العام 1903 تحت اسم دار الآثار العربية ثم تغير اسمه في العام 1952 بعد قيام ثورة تموز يوليو إلى متحف الفن الإسلامي لأنه يحوي تحفاً فنية صنعت في البلاد العربية وبلاد أخرى إسلامية انتشر فيها الفن الإسلامي مثل إيران وتركيا وغيرهما. وأشار مبروك إلى أن المتحف قام بحفائر في المناطق المحيطة بالقاهرة كشفت عن جزء من مدينة الفسطاط وبيت من العصر الطولوني على جدرانه زخارف جميلة، وتوجد نماذج منها معروضة في المتحف. وأضاف يقول انه عثر خلال الحفائر على حمام من العصر الفاطمي جدرانه مزدانة برسومات بديعة بالألوان المائية هي الوحيدة من نوعها في الآثار الإسلامية وتعرض حالياً في المتحف. وتمثل المعروضات أيضاً صناعات فنية متنوعة من خزف وزجاج وأحجار وأخشاب ومنسوجات ومعادن ومخطوطات. وهناك مجموعة رائعة من الفنون الأخرى أبرزها السجاد الإيراني والخزف التركي. وذكر رئيس قطاع المتاحف أن المجموعات المعروضة نمت نمواً سريعاً وهائلاً ولا يوجد لها نظير في العالم مثل المشكاوات من الزجاج المموه بالمينا والخزف المصري وشبابيك القلل والأخشاب، وكذلك الخزف الإيراني والتركي. ويضم المتحف قاعات عدة تغطي أنواع الفن الإسلامي حسب الطرز الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والتركية والإيرانية. وروعي في ترتيب المعروضات التدرج التاريخي سواء للمعادن أو الأسلحة أو الخزف أو الأخشاب أو المنسوجات. وفي المتحف مصنوعات زجاجية متأثرة بالأسلوب الروماني، وتحف من الطراز العباسي تشمل شواهد القبور المزخرفة، وبعض المنابر والمشربيات والأدوات الخشبية والأباريق النحاسية وشمعدانات فضية وبرونزية إضافة إلى نافورة من الفسيفساء والزخارف وتحف نحاسية وزهرية مطعمة بالذهب والفضة.