كيف يتكوّن تسوس الأسنان؟ هنالك حاجة الى وجود عناصر قليلة جداً لتهيئة الظروف المناسبة لتسوس الأسنان، أحد هذه العناصر هو مادة البلاك، وهي بكتيريا غشائية ملتصقة تتكون في شكل دائم على الأسنان. أما العنصر الثاني فهو الطعام أو السوائل السكرية أو النشوية التي تبقى على الأسنان واللثة، وتستخدم بكتيريا البلاك مادة السكر لإفراز حامض يهاجم الأسنان، ويمكن أن يؤدي افراز الحامض في شكل متكرر الى الإضرار بطبقة المينا مما ينجم عنه تسوس الأسنان، لذلك فإن ما يأكله الأطفال يؤثر تأثيراً كبيراً في معدل تسوس الأسنان. ان لكل مرحلة عمرية مشكلاتها وأمراضها. وتنقسم طرق الوقاية من هذه الأمراض الى بضع مراحل، هي: - المرحلة الجينية حيث ان الاسنان يبدأ تشكلها في فكي الطفل في رحم أمه، وتكون الوقاية في هذه المرحلة من طريق الأم الحامل بواسطة التغذية الجيدة والمتوازنة وعدم تناول الأدوية التي قد تضر بتشكيل أسنان الجنين أو تسبب تكونها وبزوغها في شكل ضعيف. - مرحلة التسنين، وهي المرحلة التي تبدأ فيها أسنان الطفل بالبزوغ من عمر الستة أشهر وحتى الثانية عشرة وتكون وقايتها من طريق مسح الأسنان بعد كل وجبة طعام وتنظيفها تلقائياً وكذلك إعطاء الطفل الغذاء المتوازن والمفيد وإبعاده من الحلويات والشوكولاتة التي قد تضر بأسنانه. - مرحلة المراهقة، وهي الأكثر دقة، وتتطلب عناية مباشرة ومكثفة من الأهل وتتضمن النصائح الآتية: - تنظيف الأسنان يومياً بالفرشاة والخيط، للحفاظ على صحة الأسنان واللثة. وبالنسبة الى التنظيف بالفرشاة، فإن كل ما يحتاجه الولد لتنظيف أسنانه هو كمية من معجون الأسنان بحجم حبة الفاصوليا، وعلى رغم أن الأولاد عادة يستخدمون فرشاة الأسنان بطريقة سهلة، إلا أن استخدام الخيط لتنظيف الأسنان هو أكثر صعوبة للتعود عليه ويمكن أن يستغرق سنوات لإتقانه، لذلك فإن مراقبتهم أثناء تنظيف أسنانهم بالفرشاة والخيط مهمة للتأكد من أن هذه الطريقة تتم بصورة صحيحة، مع وجوب استبدال الفرشاة بمجرد اهترائها، وهي عادة ما تكفي لمدة تراوح بين ثلاثة الى أربعة أشهر. - مادة الفلورايد التي تكافح تسوس الأسنان، وتساعد على تقوية الأسنان وحمايتها من التسوس، وتقلل نسبة التجاويف لدى الأطفال الذين يشربون الماء المحتوي على الفلورايد أكثر من الأطفال الذين لا يفعلون ذلك. وهناك مصادر أخرى لهذه المادة تشتمل على معاجين الأسنان المحتوية على مادة الفلورايد وسوائل مضمضة الفم واستخدامات الفلورايد في عيادة طبيب الأسنان وغير ذلك. ومن المهم الطلب من طبيب الأسنان كيفية الحصول على المستوى الصحيح من الفلورايد للأطفال. - مراجعة طبيب الأسنان، لأن الفحوصات الروتينية تكشف المشكلات التي تصيب الأسنان والتي يمكن معالجتها في مراحل مبكرة عندما يكون الضرر بسيطاً جداً قبل أن تتفاقم، فقد يلتهب العصب نتيجة تسوس السن لمدة طويلة ووصول التسوس الى عصب السن ثم التهابه وموته. - عوازل الأسنان، مع نمو الأسنان الخلفية للطفل الأضراس أو الطواحين تتشكل الأخاديد والتجاويف على سطوح الأسنان حيث تتجمع فيها مادة البلاك والمواد البكتيرية من مخلفات الطعام، وأحياناً تكون فرشاة الأسنان كبيرة جداً بحيث لا تتمكن من الوصول الى هذه التجاويف. ويمكن استخدام عوازل الأسنان كمواد واقية وهي عبارة عن مواد يتم لصقها على الأسطح الطاحنة للأسنان فتقلل من احتمالات التسوس والنخر، ويمكن أن تبقى عوازل الأسنان لسنوات عدة بعد وضعها. وفي الختام هناك دور المؤسسات التعليمية الايجابي جداً في التوعية والكشف المبكر لتسوس الأسنان لدى الأولاد. لكن يبقى على الأهل أن يتحملوا العبء المادي لهذه العلاجات، وهنا لا بد من الاشارة الى ان كل مماطلة تؤدي الى تفاقم العلاج وتعقيده وفي غالب الأحيان الى خسارة بعض الأسنان في عمر مبكر.