في وقت باتت المراكز المتخصصة والمؤسسات التربوية تولي ذوي الاحتياجات الخاصة عناية جيّدة، قد يحتل المتخصص بتقويم النطق والسمع مكانة أساسية في عملية العناية المذكورة. يقوم التقني بتقويم النطق بتشخيص اضطرابات النطق والتعبير اللفظي وبتحديد أسبابها ووصف العلاج بالتمارين أو الآليات سواء على مستوى النطق أم السمع. قد يكون الجمهور المستهدف في هذا المجال هو في الدرجة الأولى تلاميذ تتمثل إعاقتهم في صعوبات في التعبير ناتجة من اضطرابات السمع أو إصابة دماغية. على المهني في هذا المجال إضافة إلى كفايته العلمية والتقنية أن يبرهن على قدرات في التحليل النفسي والصبر وروح المسؤولية. يتمرّس الطالب المتخصص بتقويم النطق والسمع بمواد عدّة، كما يتعلّم مواجهة مشاكل عدّة ومعالجتها، أبرزها: اضطرابات النطق، التلعثم، اضطرابات اللغة عند الأطفال، الاضطرابات اللغوية العصبية، اضطرابات الصوت، انشقاق الحلق والتأهيل النطقي واللغوي لضعاف السمع. فضلاً عن ذلك، تتركز مهمات التقني: - المساهمة في الكشف عن القصور وتشخيصه المبكر.پ - تقديم خدمات من شأنها تخفيف حدة القصور والوقاية من الإعاقة أو الحد من تأثيراتها في الحياة الشخصية والاجتماعية.پ - العمل على إدماج المستفيدين في رياض الأطفال والمدارس ومراكز التأهيل المهني العادية. - توجيه المستفيدين وإرشاد أسرهم لمساعدتهم على تجاوز الصعوبات. - الإعلام والتثقيف للوقاية من الإعاقة. - المشاركة في بحوث ودراسات تخص مجال الإعاقة. فضلاً عن ذلك، يلعب المتخصص في بعض الأحيان دور المرشد الاجتماعي، إذ يقوم ب: - استقبال الأطفال وأوليائهم. - متابعة الحالات التي تتعرض لمشاكل وصعوبات. - زيارة المنزل عند الضرورة. - تكوين الملفات وإرسالها إلى اللجان المهتمة بالمعوقين للنظر فيها. - التوجيه للإدماج قبل الدراسة أو للإدماج المدرسي أو المهني. - المساهمة في التربية الاجتماعية الصحية وذلك بتحسيس العائلة وإعلامها في كل مناسبة داخل الوحدة أو في المنازل. تجدر الإشارة إلى أن المتخصص بتقويم النطق والسمع يتمرّس أيضاً بالعلم النفسي عند المصاب بقصور بالسمع والنطق. وترتكز أولويات المتخصص بعلم النفس على النقاط الآتية: - تحديد مدى النمو النفسي والذهني والعاطفي للأطفال. - التكفل بهؤلاء الأطفال على المستوى العلاجي. - الإصغاء والمتابعة النفسية للأطفال ولعائلاتهم على كل المستويات. من هذا المنطلق، قد يكون من الواضح أن هذا الاختصاص يقدم لممتهنه فرص عمل كثيرة، خصوصاً أن الطلب يزداد يومياً على متخصصين يملكون مفاتيح معالجات ذوي الاحتياجات الخاصة التي أثبتت الدراسات أنهم، وعبر المعالجة، ينجحون في عملهم ويتقدمون ويتخطون إعاقاتهم. من الجامعات والمعاهد التي تقدم هذا الاختصاص في العالم العربي، نشير على سبيل المثال لا الحصر، إلى: الجامعة اللبنانية www.ul.edu.lb ، جامعة الأردن www.ju.edu.jo، معهد النهوض التونسي www.iph.nat.tn/ar/upr.asp.