كما توقع الكثير من الفلسطينيين جرت الانتخابات التمهيدية «البرايمرز» لحركة (فتح) وسط صخب شديد أدى إلى الغائها في بعض المناطق واشتباكات مسلحة واحراق للمركز في مناطق أخرى. وقالت اللجنة الحركية العليا للانتخابات التمهيدية لحركة (فتح) ان 326 مرشحا سيخوضون الانتخابات الداخلية للحركة وسيتنافسون على تسعة واربعين مقعدا مخصصة لحركة (فتح) في قطاع غزة. وأعلنت حركة فتح أنها قررت وقف الانتخابات التمهيدية في كافة دوائر «قطاع غزة»، وقال بيان للحركة تلقت «الرياض» نسخة منه: «عقدت اللجنة الحركية المركزية للإشراف على الانتخابات التمهيدية في حركة فتح لاختيار مرشحي الحركة لانتخابات المجلس التشريعي المزمع عقدها في 25/1/2006م جلسة استثنائية وطارئة حيث ناقشت مسار العملية الانتخابية التي بدأت في دوائر قطاع غزة صباح هذا الاثنين 28/11/2005م». وأضاف البيان: «نظراً لحدوث تجاوزات خطيرة لا يمكن معها استمرار العملية الانتخابية فلقد قررت اللجنة وقف هذه الانتخابات في كافة الدوائر الانتخابية في قطاع غزة». ومن جهته قال إبراهيم أبو النجا رئيس اللجنة الحركية العليا للانتخابات التمهيدية لحركة فتح في اتصال هاتفي مع «الرياض»: «إن اللجنة للأسف لم تكن راضية عن سير العملية الانتخابية رغم أن بدايتها كانت مطمئنة ومريحة إلا أن هناك تجاوزات حدثت وخروقات أمنية كذلك حدثت ما دعانا إلى وقف العملية الانتخابية في دوائر قطاع غزة». وأضاف أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتدخل لتعيين مرشحين جدد لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني عن فتح في حال لم تتمخض الانتخابات التمهيدية للحركة عن شخصيات مقبولة على الشارع الفلسطيني». وأشار إلى أن هذا القرار اتفق عليه في المجلس الثوري حال عدم إنجاز العملية الانتخابية من حق اللجنة العليا التي يترأسها الرئيس أبو مازن أن تختار ممثلي حركة فتح. وأوضح أبو النجا أن اللجنة تدرس هذا الأمر حتى يتم الوصول إلى قرار نهائي، مؤكدا أن الانتخابات أوقفت ولم تلغ. يشار هنا إلى أن مصادر فلسطينية مطلعة كانت قد أكدت على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتدخل لتعيين مرشحين جدد لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني عن فتح في حال لم تتمخض الانتخابات التمهيدية للحركة عن شخصيات مقبولة على الشارع الفلسطيني. وقالت المصادر إن قائمة فتح المنوي تشكيلها ستضم شخصيات عامة ومستقلة ذات مكانة اجتماعية وسياسية واقتصادية إضافة إلى بعض الذين سيفوزون في الانتخابات التمهيدية. وأضافت المصادر أن تخوفات تسود قيادة السلطة الفلسطينية من قدرة بعض الفائزين المتوقعين في انتخابات فتح التمهيدية على منافسة مرشحي حركة حماس في قطاع غزة. وقال رئيس اللجنة الحركية للانتخابات ابراهيم ابو النجا ان الانتخابات ستجري الاثنين المقبل في جميع محافظات غزة لاختيار ممثلي الحركة لخوض الانتخابات التشريعية. وأوضح أبو النجا أن أصحاب حق الاقتراع سيتمكنون من الإدلاء بأصواتهم في مراكز التصويت، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساء, مشيرا الى إن 65 مرشحاً يتنافسون على 10 مقاعد في محافظة شمال غزة، و72 مرشحاً في محافظة غزة يتنافسون على 17 مقعداً، إلى جانب 75 مرشحاً يتنافسون على 10 مقاعد في محافظة خان يونس، و54 مرشحاً يتنافسون على ستة مقاعد في محافظة الوسطى، و45 مرشحاً يتنافسون على ستة مقاعد في محافظة رفح. إلا أن التنافس الشديد بين الجيل القديم والقيادات الشابة في الحركة أدى إلى حدوث اشتباكات، حيث أطلق مسلحون من (فرسان العاصفة) احد التشكيلات العسكرية لحركة (فتح) النار في الهواء من داخل نوافذ مقر تنظيم حركة (فتح) وسط المحافظة، وأغلقوا باب المقر واعتلوا سطحه، مطالبين بوقف عمليات التصويت للانتخابات التمهيدية في كافة المراكز. وأكد شهود عيان من الأهالي أن مسلحين من (فرسان العاصفة) أغلقوا مركزين للاقتراع في بني سهيلا وعبسان الكبيرة بالمنطقة الشرقية، موضحين أن عشرات المسلحين من مختلف أجنحة (فتح) العسكرية يرابطون أمام مراكز عديدة في المدينة. في حين لوحظ تواجد كبير لمختلف الأجهزة الأمنية حول مراكز الاقتراع تحسباً لوقوع أعمال شغب أو إخلال بالنظام خلال الانتخابات التمهيدية. وقال أبو «عنان»الناطق باسم فرسان العاصفة ان التزوير الذي كان متوقعاً حدث من خلال عدم إدراج عناصر كثيرة من حركة (فتح) ضمن الكشوفات للتصويت لمرشحي (البرايمرز) الذين سيمثلون حركة (فتح) في الانتخابات التشريعية المقبلة، موضحاً أن عناصر كثيرة فاعلة في الحركة لم يجدوا اسماءهم في الكشوفات رغم أنهم قاموا بتعبئة ذاتية الحركة التي بموجبها يحق لهم التصويت في (البرايمرز)، لافتاً إلى أن نسبة من الأسماء مكررة في عدة كشوف ومناطق انتخابية. وأضاف في تصريح له: «أن ما يحدث في الانتخابات التمهيدية ليس سياسة انتخابية، بل سياسة تعيين، وأن هناك خطة مبيتة لنجاح شخصيات وصعودها على حساب الآخرين»، مشيراً إلى أن إغلاق المركزين في بني سهيلا وعبسان الكبيرة جاء نتيجة ثبوت التزوير الواضح فيها. وأشار إلى أن حالة الاحتقان والقلق تسود أوساط كبيرة من عناصر حركة (فتح) وقيادتها العسكرية والتنظيمية بالمحافظة، معتبراً أن ما يحدث بمثابة التفاف على رأي ورغبة عناصر الحركة في ترشيح من يمثلهم في (البرايمرز)، وأن ذلك من شأنه خلق انقسامات في الحركة ستؤثر سلباً حين إجراء الانتخابات التشريعية. وأكد أبو عنان أن الساعات القليلة المقبلة غير مطمئنة، خاصة بعد ظهور النتائج التي ستكشف اللعبة، على حد وصفه، لافتاً أن الجميع في حالة ترقب لما ستتمخض عنه هذه الانتخابات التمهيدية. وفي محافظة الوسطى، أغلقت جميع المراكز الانتخابية في مدينة دير البلح وبعض المراكز في المنطقة الوسطى كالبريج والمغازي نتيجة لأعمال شغب وصلت عند عملية الاقتراع. فقد أفاد شهود عيان في مدينة دير البلح أن عدداً من المسلحين اقتحموا مركز نادي خدمات دير البلح الانتخابي وقاموا بإخراج من فيه تحت تهديد السلاح بدواعي أن اسماءهم غير موجودة في سجلات الناخبين. وقد عقب احد مسؤولي قيادة إقليم الوسطي أن تلك الأعمال تنم عن مدى التخبط وعدم جدوى «البرايمرز» في تحديد من يمثل أبناء حركة (فتح) في المحافظة داعيا إلى إعادة صياغتها على قالب يتفق مع النظام الداخلي لحركة (فتح) وتكون مدروسة وخطط لها بشكل أفضل حتى يأخد كل كادر من أبناء حركة (فتح) حقه في الانتخاب والترشح. وعبر عدد من أبناء حركة (فتح) في محافظة الوسطى عن استيائهم من عملية اقتحام المراكز وتأجيل الانتخابات فيها إلى اجل غير معروف. وفي رفح أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الداخلية بإقفال صناديق الاقتراع وتأجيل الانتخابات إلى يوم غد الاربعاء المقبل، وذلك نتيجة اقتحام مسلحين مجهولين لعدد من مراكز الاقتراع في المحافظة. يشار هنا إلى أن حركة فتح كانت قد أجلت انتخاباتها الداخلية في قطاع غزة أكثر من مرة، مرجعة ذلك إلى نقص الاستعدادات والتجهيزات الفنية اللازمة لإجراء العملية الانتخابية.