في حفل اداء السفير الاميركي الجديد لدى انقرة، روس ولسون، اليمين في واشنطن، وصفت وزيرة الخارجية الاميركية العلاقات مع تركيا بأنها مهمة للغاية واستراتيجية. وهذا وصف يليق بمكانة هذه العلاقات، خصوصاً بعد تصدع العلاقات بين الطرفين، على خلفية رفض دخول تركيا الحرب على العراق في 1 آذار مارس 2003. وفي مؤتمر عالج قضايا القرن الواحد والعشرين عقد باسطنبول الاسبوع الماضي، تكلم السفير الاميركي على ضرورة تجديد العلاقات التركية - الاميركية. وقال إنه لا يكفي ان تكون جيدة، وينبغي ان تكون مثمرة كذلك. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك الهدف؟ بداية يجب حل الخلافات العالقة بين الطرفين على مسائل كثيرة، اولها الخلاف على وضع الاكراد في شمال العراق، ونشاط حزب العمال الكردستاني هناك. فهذا الامر شوه صورة أميركا في صفوف الرأي العام التركي. ثم ننتقل الى القضايا الاقليمية. والموقف من ايران وسورية وسع هوة الخلاف بين أميركا وتركيا. ويبدو ان السفير الاميركي الجديد وضع نصب عينيه العمل على حل الخلافات على المسائل التي مرت، وذلك من طريق : 1- زيادة الزيارات المتبادلة بين البلدين، تركيا وأميركا، 2 - زيادة التعاون السياسي في شأن مستقبل العراق ونشاط حزب العمال الكردستاني هناك، 3 - زيادة تبادل الافكار والمعلومات عن سورية وايران، 4 - دعم عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي، 5- السعي الجاد للتوصل الى حل القضية القبرصية، 6 - دعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية في تركيا. وهذه المسائل هي برنامج السفير الأميركي الجديد بأنقرة. وشهدنا تغيرات في المواقف التركية والأميركية، أخيراً، حيال القضايا المذكورة قربت وجهات النظر بينهما. ولا تزال أمور تفصيلية مهمة لم يتفق عليها. فتركيا وأميركا متفقتان على ضرورة وحدة العراق. ولكن وضع الأكراد بشماله لا يزال يقلق أنقرة. والسياسة التركية أنجزت فعلاً انفراجات في تعاملها، بأسلوب أكثر واقعية، مع الأكراد في العراق. ولكن لا يزال مستقبل تلك المنطقة غامضاً. وأميركا تريد حلاً سياسياً لمسألة حزب العمال الكردستاني، وتؤكد أن الحلول العسكرية من غير جدوى. وهذا الحل السياسي يبقى غامضاً وغير متفق عليه بعد. وفي ما يخص مسألتي إيران وسورية، فموقف الطرفين يبدو أكثر تقارباً وتفاهماً. ويتفق المسؤولون الأتراك والأميركيون على الأهداف، وعلى بواعث القلق المتعلقة بإيران وسورية. وكثير من التحركات الديبلوماسية التركية، في ما يخص ايران وسورية، تلقى ترحيباً بواشنطن. وفي اختصار، فإن العلاقات التركية - الأميركية على وشك ان ترسو على قاعدة أكثر ثباتاً وأكثر واقعية. فإذا كانت هذه العلاقات استراتيجية بالفعل، فعلى كلا البلدين حل المشكلات العالقة، وتبديد ظلال الشك التي غشيت العلاقات سابقاً. عن سامي كوهين ، "حرييت" التركية. 21/12/2005