تلاقت الأوضاع الداخلية لكل من البلدان العربية والأوضاع المضطربة في الشرق الأوسط للدفع بقادة البلدان العربية المتوسطية الى التغيب عن اول قمة يعقدها الاتحاد الأوروبي مع الشركاء في جنوب شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط. وانطلقت القمة ليل الاحد - الاثنين في برشلونة بعقد جلسة مغلقة تمثلت فيها الدول العربية على مستوى رئيس الوزراء او وزير الخارجية، وتلتها حفلة عشاء اقامها العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس على شرف وفود 25 بلداً اوروبياً و8 بلدان عربية اضافة الى تركيا واسرائيل. راجع ص 5 وبدل الاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق مسيرة الشراكة والتفكير في البرامج التي تقود نحو تحقيق اهداف السلم والاستقرار، تركز الاهتمام طوال امس على تمثيل البلدان العربية وتأويلات تغيب الزعماء العرب، باستثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أجرى محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي توني بلير والممثل الأعلى للاتحاد خافيير سولانا ورئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروزو، تركزت على دور الاتحاد بعد اتفاق معبر رفح واجتماعات الدول المانحة في لندن قريبا. والتقى عباس ايضا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. واوضح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان الرئيس حسني مبارك"بعث برسالة اول من امس الى العاهل الاسباني عزا فيها غيابه الى الأوضاع الداخلية المرتبطة بالانتخابات". وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ل"الحياة"" ان هناك اسبابا خاصة بكل بلد حملت زعيمه على التغيب". وحض على"عدم المبالغة في التعاطي مع هذا الموضوع". لكن المصادر الأوروبية لم تخف حيرتها ازاء تدني مستوى التمثيل العربي في القمة. وتساءل مراقبون عن"مغزى الرسالة التي يطلقها تغيب قادة البلدان العربية المتوسطية الى الرأي العام ودافعي الضرائب في الاتحاد الأوروبي"الذي يقدم نحو 3 بلايين يورو في السنة في شكل منح وقروض ميسرة لتمويل برامج الانماء في المنطقة. واستمرت المفاوضات صعبة حول وثائق القمة، خصوصا"مدونة السلوك"لمكافحة الارهاب والوضع في الشرق الأوسط ومسائل الاصلاح السياسي في البلدان العربية. وقال سفير اوروبي ان البلدان العربية"تعترض على مشاركة ممثلي المجتمع المدني في جلسة صباح اليوم مثلما كان مقررا". وفي المقابل، يبدو ان ثمة إجماعاً على اهمية الحوار الثفافي. وينتظر ان تصادق القمة على وثيقة"تحالف الحضارات"التي صيغت في اجتماع منفصل عقد في جزيرة مايوركا بمشاركة زعماء مسلمين واوروبيين منهم الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي ورئيس الوزراء الاسباني لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. على صعيد آخر، صرح أبو مازن بعد لقائه السنيورة ان"الجانب الفلسطيني مستعد لارسال وفد فلسطيني الى لبنان للبحث في القضايا التي تتعلق بالوجود الفلسطيني، ونحن دائماً مرتاحون جداً للاجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية"في هذا الصدد، مشيراً الى أن"السلطة الفلسطينية ستبعث برسالة الى السنيورة في شأن معالجة التمثيل الفلسطيني في لبنان". وأكد اصرار منظمة التحرير الفلسطينية على ارسال وفد موحد الى الحوار مع الحكومة اللبنانية، مشدداً على أن جميع الفصائل منضوية تحت لواء المنظمة. وقال السنيورة ان"البحث تطرق الى مواضيع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات حيث موقفنا والسلطة الفلسطينية واحد في هذا الشأن. اذ لا نرى ان هناك أي حاجة لهذا السلاح". كما التقى السنيورة وزير الخارجية الجزائري محمد بجاوي للبحث معه في التطورات بالنسبة الى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1636. ونفى بجاوي ل"الحياة"ان تكون الجزائر تشددت في مجلس الأمن بالنسبة الى التحقيق الدولي. وقال ان التعديلات التي اقترحتها الجزائر في مجلس الأمن سببها تخوف الجزائر من بعض المحاولات لبعض الدول ان تستهدف النظام السوري بسبب مطالبها منه على الحدود العراقية - السورية وأيضاً بالنسبة الى موقفه من"حزب الله"والفصائل الفلسطينية.