سيقدم مزاد الفن الاسلامي، الذي تنظمه دار "كريستيز" للمزادات الشهر المقبل في لندن، مجموعة من أواني الخزف والمشغولات المعدنية. واذا كانت الثانية قلّ شأنها في مستهل القرن الخامس عشر، ربما لافتقار رعاية كبار القوم للفن، فإن الخزف استمر ينمو في المناطق الاسلامية. وظلت الورشات في سورية ومصر وتركيا تنتج قطعاً أخاذة، يتبارى الفنانون مع بعضهم بعضاً للتنويع في الزينة ووفرة التفاصيل ودقة التنفيذ. أما التصاميم فظلت على وتيرة واحدة، وذلك لتنقل الصناع في سهولة بين البلدان الاسلامية. يذكرنا صحن في هذا المزاد بما كانت عليه التصميمات في نهاية القرن الثاني عشر: بسيطة، عفوية وعملية. كانت القطعة ضمن مجموعة تم العثور عليها في سورية في عام 1959. وتعتمد زينة الصحن على شكل رباعي مع لون بني، في نمط تكرر في العهد الفاطمي. ما دفع الخبراء الى الاستنتاج أن الصناع المصريين كانوا يعملون في ورشات سورية لتزويد الفاطميين بما يلبي طلباتهم. وتقدر الدار سعره ما بين 30 ألفاً و40 ألف جنيه استرليني. تعتمد الخزفيات المصنوعة في قاشان على التجسيم واستخدام الألوان. ونجد بينها في المزاد صحناً مزيناً بصورة لامرأتين مع تصميم بأوراق نباتية. وهو مابين 12 ألفاً و16 ألف جنيه. هناك طبق آخر يتميز باستخدام ألوان عدة يبرز فيها الأزرق والبني، ويعتمد في تصميمه على دوائر منقوشة بكتابة فارسية، بينما تظهر الكتابة العربية على حافته. أما ثمنه فيقترب من 8 آلاف جنيه. كما نجد في المجموعة صحناً رسمت عليه دائرة في الوسط، تحتوي شكل طائر، وتحيط بها دوائر صغيرة منسقة في ألوان تراوح بين الأخضر والبني. ويلاحظ أن هذه القطعة الفارسية التي تعود الى القرن الثاني عشر موقعة باسم أبو طالب، ولهذا الصانع خزفية شبيهة في متحف اللوفر. ويقدر أن يصل سعرها الى 12 ألف جنيه. يحتوي المزاد الذي سيجري في 12 تشرين الأول اكتوبر المقبل على مشغولات الخشب و تحف الزجاج. ومن هذه زبدية من الزجاج الازرق الخام مصنوعة في أفغانستان في القرن الحادي عشر 30 -40 ألف جنيه. هناك أيضاً قطع أثاث من أصل سوري، وهي مابين ألف و3 آلاف جنيه، ثم قطعة بلاط زرقاء من محراب مسجد فارسي، منقوشة بآيات من القرآن الكريم، تعود الى القرن الثالث عشر 15 - 25 ألف جنيه. ويقدم المزاد مجموعة من قطع الحلي العثمانية الدقيقة الصنع، يبرز فيها قيراط في شكل اجاصة مرصع بالماس، وقد يتجاوز سعره 4 آلاف جنيه. وتنتقل التصميمات والزخارف الخزفية الشهيرة الى المشغولات المعدنية، خصوصاً اذا كان هناك تشابه في الاستعمال. ولنا مثال في صينية كبيرة من عصر المماليك حيث أجاد الصناع الاقتباس والتنويع في موضوع واحد، إذ زينت هذه بتكوينات تصويرية عليها نقوش كتابة الى جانب دوائر على الحافة. أما التطعيم بالفضة فقد محاه الزمن والاستعمال. وهي في حدود 20 ألف جنيه. وتحتوي المجموعة على صندق يمثل مهارة الصناع في خراسان في القرن الثاني عشر، إذ يقف تجسيم طائر فوق الغطاء، وله مشبك يشده الى البدن المستطيل. أما النقوش فهي هندسية غالباً، محفورة بالبرونز على الجوانب. وهي مابين 20 ألفاً و25 ألف جنيه. وتتأكد تلك المهارة في دواة صغيرة من القرن نفسه، اسطوانية الشكل مع غطاء بمقبض دائري، و مزينة بزخارف زهرية محفورة بالفضة. وقد يتجاوز سعرها 10 آلاف جنيه.