أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس إلقاء القبض على 41 مطلوباً امنياً من جنسيات مختلفة بعد مواجهات الخميس في 18 الشهر الحالي، في عمليات دهم شملت ثلاث مدن هي المدينةالمنورةوالرياضوعرعر وادت الى اعتقال 28 مطلوبا، إضافة إلى 13 مطلوباً سبق القبض عليهم في الأسابيع الثلاثة التي سبقت المواجهات، وتحفظت عن ذكر أسماء المعتقلين لمصلحة سير التحقيقات. وقالت الوزارة في بيان ان هذه الاعتقالات اجهضت اعتداءات كانت وشيكة، كما اشارت إلى ضبط العديد من الوثائق والمستندات المهمد المفيدة لمجريات التحقيق، وصادرت كميات من الأسلحة والتجهيزات. وبث التلفزيون السعودي وعدد من القنوات الفضائية البيان مرفقاً بصور حية خاصة عن المواجهات الأخيرة في المدينةالمنورة التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم"القاعدة"الارهابي في المملكة صالح العوفي، ومواجهات الرياض التي قتل فيها ماجد الحاسري القيادي في التنظيم، وكذلك لعمليات الدهم والتمشيط الواسعة التي تلتها. واعتبرت وزارة الداخلية أن المنتمين لتنظيم"القاعدة"حاولوا زرع أوكارهم بجوار مسجد رسول الله ص، اعتقاداً منهم بأن ذلك سيمنحهم الفرصة للتخفي وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وأشارت إلى أن قوات الأمن تمكنت من اقتفاء أثرهم بدءاً بالمطلوب الأمني محمد سعيد آل صيام العامري في 25 تموز يوليو الماضي في المدينةالمنورة. وقالت إن إيقاع الخلايا في المدن الثلاث جاء بعد اعتقال آل صيام، إذ تم إسقاط 13 ممن تورطوا في عمليات الإرهاب، كما تمكنت قوات الأمن خلال العمليات الأمنية المتلاحقة من ضبط أسلحة ومتفجرات على رغم المبالغة في إخفائها، وأشارت إلى أنها استخرجت أسلحة وأجزاء من أسلحة رميت في بئر ارتوازية يبلغ عمقها 150 متراً بقصد التخلص منها، كما شملت المستخرجات قنابل أنبوبية وأجزاء من أسلحة"آر بي جي"وأسلحة رشاشة، إضافة إلى عثور قوات الأمن على حفرة مغطاة في أحد الأقبية داخل مستودع في المدينةالمنورة، وجدت بداخلها مجموعة أسلحة وذخائر متنوعة. وأوضحت الوزارة أن سيناريو مقتل العوفي والحاسري وإلقاء القبض على 28 مطلوباً، بدأ بعد رصد تحركات مشبوهة في كل من المدينةالمنورةوالرياضوعرعر، إذ نفذت قوات الأمن بعد التثبت من تلك التحركات عمليات متزامنة في ساعة مبكرة من صباح الخميس 18 آب أغسطس الجاري، شملت مختلف هذه المواقع. وأشارت إلى انه جرى في المدينةالمنورة دهم مواقع عدة، ما أسفر عن إلقاء القبض على تسعة من المتورطين في أنشطة الإرهاب في بداية العمليات، وبعد محاصرة القوات أحد المواقع الذي يضم ثلاثة من المطلوبين، بادر هؤلاء بإطلاق نيران كثيفة من أسلحة رشاشة وقنابل يدوية تجاه المارة ورجال الأمن على حد سواء، كما أشعلوا النيران في عدد من السيارات، في محاولة لتغطية محاولتهم الهروب، وردت قوات الأمن على نيران المطلوبين، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، اتضح أنهما المطلوب للجهات الأمنية زعيم"التنظيم"في المنطقة الغربية من السعودية صالح بن محمد العوفي، ومحمد بن عبد الله عويضة، وهما سعوديا الجنسية، كما أصيب ثالث وألقي القبض عليه، وأصيب في المقابل أحد المقيمين ونقل إلى المستشفى، فيما أصيب الجندي أول محمد معوض الشاماني الحربي الذي توفي بعد ذلك متأثراً بجروحه. وأضافت الداخلية أنها تحفظت في موقع الحادث على وثائق ومستندات وأجهزة، ومبلغ مالي يتجاوز خمسين ألف ريال، موضحة أن قوات الأمن في المدينةالمنورة استكملت مهامها في ملاحقة المطلوبين حتى بلغ إجمالي المقبوض عليهم هناك 23 من جنسيات مختلفة لم توضحها. وأشارت الداخلية إلى انه في الوقت الذي انطلقت فيه العمليات الأمنية في المدينةالمنورة، باشرت قوات الأمن في الرياض مهمة دهم أحد المواقع التي كان يتحصن فيها اثنان من المنتمين للفئة الضالة، دلت المعلومات الى أنهما يمهدان لاستقبال أربعة مطلوبين بهدف تنفيذ عملية إرهابية وشيكة في العاصمة. وبعد وصول قوات الأمن إلى الموقع وإنذارهم بتسليم انفسهم، تم إلقاء القبض على أحدهم وبدأ آخر بإطلاق النار في اتجاه قوات الأمن التي ردت عليه بالمثل. وبعد تطهير الموقع عثرت القوات على أشلاء آدمية اتضح بعد تحليل الحمض النووي أنها تعود للمطلوب ماجد بن حامد الحاسري، الذي سبق الإعلان عنه ضمن قائمة المطلوبين الأخيرة. وعثرت قوات الأمن في المكان على خمسة أسلحة رشاشة مع ذخائرها، ومبلغ مالي قدره 136 ألف ريال، إضافة إلى أجهزة ووثائق متنوعة، كما تمكنت لاحقاً من إلقاء القبض على شخص من المتورطين في تلك الأحداث. وفي عرعر، قامت قوات الأمن في الوقت ذاته بدهم وتفتيش موقعين سكنيين وتمكنت من إلقاء القبض على اثنين من المتورطين من أعضاء المجموعة، وضبطت أسلحة ودراجات نارية كانت ستستخدم في تهريب أشخاص إلى خارج البلاد.