سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمليتان منفصلتان في الرياض والمدينة المنورة إحداهما قرب المسجد النبوي ... واعتقال 11 مطلوباً أمنياً وضبط أسلحة ومتفجرات . قوات الأمن السعودية تكسر ظهر "القاعدة" بمقتل زعيمه في الخليج صالح العوفي و 3 آخرين
حققت الأجهزة الأمنية السعودية أمس نجاحاً جديداً في حربها على الارهاب بعدما تمكنت من كسر ظهر تنظيم"القاعدة"بمقتل زعيمه الميداني في الخليج المطلوب الرقم 5 على قائمة ال26 صالح محمد العوفي وثلاثة آخرين في عمليتين منفصلتين، الأولى في الرياض والثانية في المدينةالمنورة، اضافة الى إلقاء القبض على 11 شخصاً، أحدهم سلّم نفسه الى رجال الأمن في الرياض، وهو ما سيسهل عملية التعرف على رفيقيه اللذين يعتقد انهما فجّرا نفسيهما بعدما ضيق رجال الأمن الحصار عليهما. وأعلن ليلاً ان الجندي أول من قوات الطوارئ محمد معوض الحربي توفي متأثراً بجروحه من دهم المدينة. وأوضح مصدر مطلع في وزارة الداخلية أن"قوات الأمن تمكنت من متابعة عصابة من دعاة التكفير والتفجير المنتمين إلى الفئة الضالة وذلك من خلال تنفيذ عمليات أمنية متزامنة في كل من المدينةالمنورة ومدينة الرياض في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، إذ قامت قوات الأمن بتعقب أرباب الفكر المنحرف في ستة مواقع مختلفة بجوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة، حيث تمكنت من إلقاء القبض على تسعة منهم، وعندما توجهت قوات الأمن إلى موقع سابع يؤوي ثلاثة منهم أطلقت النار بكثافة على قوات الأمن وعلى المارة فتم التعامل مع الموقف وفقاً لما يقتضيه، حيث قتل اثنان منهم وأصيب ثالثهم وتم القبض عليه، كما أصيب أحد الإخوة المقيمين إصابة بالغة، إضافة إلى إصابة رجل أمن بإصابة متوسطة". وتابع المصدر قوله:"ثبت لدى جهات التحقيق ومن خلال إجراءات التثبت من الهوية أن أحد القتيلين هو المطلوب للجهات الأمنية صالح العوفي"، مشيراً الى ان الأجهزة الأمنية"قامت بتتبع أحد أفراد هذه العصابة الذي تسلل إلى الرياض متنكراً، حيث انتهى به المطاف إلى موقع سكني شمال مدينة الرياض فتمت محاصرة الموقع وإنذار من يوجد في داخله وقد سلم أحد الأشخاص نفسه لقوات الأمن في حين أطلقت النار بكثافة على القوات فتم اسكات مصدر النار، وبتطهير الموقع اتضح وجود أشلاء آدمية ناتجة من تفجير عن قرب وربما تعود لجثة أو أكثر وستستكمل بشأنها الإجراءات النظامية للتحقق من هويتها". وأوضح المصدر أنه"أصيب في هذا الحادث أحد رجال الأمن بإصابة خفيفة وقد تمكنت قوات الأمن في هذه العمليات من ضبط أسلحة ومتفجرات ووثائق متنوعة ومبالغ مالية". وكانت القوات الأمنية بدأت في الرابعة فجر أمس الخميس بمحاصرة أحد المنازل في حي المصيف شمال الرياض وأخلت المباني المجاورة بعدما ضربت طوقاً أمنياً على الحي ثم طالبت الموجودين في المنزل بتسليم انفسهم، إلا أنهم بادروا رجال الامن بإطلاق نار كثيف ما دعا رجال الأمن الى مبادلتهم إطلاق النار، وفي التاسعة صباحاً قامت قوات الطوارئ بإحداث فتحة في سور المنزل لاقتحامه، فقام من بالداخل بتفجير أنفسهم وهذا يتبين من طبيعة الأجساد الممزقة التي وجدت في المبنى، ولم تعرف هويتها بعد لكن يعتقد انها لاثنين من المطلوبين لم تحدد هويتهما بفعل تطاير الأشلاء. كما لوحظ قرب الموقع صهريج وقود محترق. وعلمت"الحياة"ان المطلوب العوفي، هو الآخر، فجر نفسه بواسطة حزام ناسف كان يرتديه لحظة تضييق الخناق عليه، وتم التعرف على هويته من خلال استدعاء رجال الامن لزوجته فايزة العوفي وبعض افراد عائلته الذين بدوا في حال انهيار بعدما تعرفوا اليه. وذكر شهود عيان ل"الحياة"في موقع الحدث ان الإرهابيين قاموا بتفجير سيارتين كانتا امام المبنى الذي يحتمون به وذلك بعد نصف ساعة من المواجهات العنيفة. وحاولت"الحياة"التحدث الى فايزة العوفي بعدما تعرفت الى جثة زوجها، لكنها بدت في حال انهيار، وقالت:"اريد العودة الى منزلي فقط"، فيما كان في موقع الحدث شيخ القبيلة التي ينتمي اليها العوفي، الشيخ مطلق العوفي، الذي قدم شكره لرجال الامن، وقال ل"الحياة":"ان صالح العوفي فرد ضال وقد وجهنا اليه عدداً من النداءات لتسليم نفسه لكنه لم يستجب". وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان قوات الامن اكتشفت مستودعاً للاسلحة في إحدى الآبار المهجورة قرب المدينة، وهو ما قاد الى اكتشاف خلية المدينةالمنورة التي قادت بدورها الى خلية الرياض. وكان حي المصيف في الرياض تعرض في الأيام الأربعة الأخيرة لعمليات تمشيط أمنية، اما في المدينة فبدأت العملية بدهم أحد المنازل في حي الدويمة وفرّ المطلوبون الى حي البحر بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المنطقة المركزية ذات الكثافة العالية، ما أدى الى اصابة احد المقيمين مصري تصادف وجوده أثناء تبادل إطلاق النار. وبمقتل العوفي يتبقى من المطلوبين على قائمة ال26 المطلوب الرقم 16 طالب سعود آل طالب، والمطلوب الرقم 24 عبدالله الرشود الذي نعاه قائد تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"أبو مصعب الزرقاوي في 21 حزيران يونيو الماضي، معلناً مقتله في المعارك التي وقعت بين القوات الاميركية وجماعة الزرقاوي في مدينة القائم غرب العراق. وتأتي هاتان العمليتان بعد 45 يومياً على مقتل المطلوب الرقم واحد على قائمة ال36 المغربي يونس محمد الحياري الذي لقي مصرعه في الثالث من تموز يوليو الماضي في حي الروضة في الرياض.