حدّد المحافظون البولنديون السبت المقبل، موعداً لتشكيل الحكومة مع حلفائهم الداعمين لقطاع الأعمال، إثر فوز مرشحهم رئيس بلدية وارسو المحافظ ليخ كاجينسكي بمنصب الرئاسة. وفاز كاجينسكي على نصير السوق الحرة دونالد تاسك في الدورة الثانية من الانتخابات، بعدما بنى حملته على وعد باقتلاع الفساد ودعم الرعاية الاجتماعية في بولندا التي حازت اخيراً على عضوية الاتحاد الأوروبي. وكما كان متوقعاً، هبطت أمس، العملة البولندية زلوتي، ما عكس مخاوف السوق من أن يخلّ فوز كاجينسكي بالتوازن لمصلحة حزب تساوره شكوك في جدوى الإصلاح الجذري في الأسواق والإصلاح المالي، ومزايا تبني اليورو كعملة رسمية للبلاد سريعاً. ورجح كاجينسكي أن تجري بولندا استفتاء على تبني اليورو سنة 2010، وهي السنة التي كانت الحكومة اليسارية حددتها موعداً للانضمام إلى العملة الأوروبية. وهبطت الزلوتي 0.7 في المئة أمام اليورو، فيما هبطت 1.4 في المئة أمام الدولار. وقال محللون إن التقدم في مفاوضات الائتلاف سيوقف حدوث هبوط أكبر. تعثر المحادثات الحكومية ورأى مسؤولون أن حملة الانتخابات تسببت في تعثّر المحادثات لتشكيل حكومة جديدة بين الحزبين الرئيسيين في البلاد، الوريثين السياسيين لحركة التضامن المطالبة بالديموقراطية. واستؤنفت المحادثات أمس. وأبدى كازيميرز مارشينكيوفيتش المرشح المحافظ لرئاسة الوزراء، أمله في أن تختتم المحادثات غداً وأن تشكل الحكومة السبت المقبل. وقال:"نريد شراكة تضم كتلتين برلمانيتين كبيرتين وتميل لكفة إحداهما. الناخبون اظهروا أين يجب أن يكون هذا الميل بتصويتهم لمصلحة حزب القانون والعدالة وليخ كاجينسكي". ويضمن فوز كاجينسكي انتقال بولندا إلى اليمين، بعدما سحق حزبه"القانون والعدالة"وحزب تاسك المنتدى المدني اليسار الحاكم في الانتخابات العامة منذ أربعة أسابيع. وحصل كاجينسكي على 54.5 في المئة من الأصوات، فيما حصل تاسك على 45.5 في المئة، بعد إحصاء 91 في المئة من بطاقات الاقتراع. وأعلن حزب المنتدى المدني انه لن يتخلى عن وعده الانتخابي بخفض الضرائب والحد من الروتين لدفع التنمية، إضافة إلى خفض نسبة البطالة التي تبلغ 18 في المئة، وهي أعلى نسبة في الاتحاد الاوروبي. لكن الحزب اعترف بأن اقتراحه بفرض ضريبة موحدة نسبتها 15 في المئة، لم يعد قائماً.