قال الدكتور سمير جعجع قائد حزب"القوات اللبنانية"ان وضع الرئيس اميل لحود"صعب جداً جداً"، معتبراً ان استقالته لا تشكل مساً بطائفته التي لم يكن لها دور في قرار وصوله الى رئاسة الجمهورية. وكان جعجع يتحدث الى"الحياة"في فندق قرب باريس عشية عودته"الوشيكة"الى لبنان. راجع ص10 ووصل جعجع مساء امس الى بيروت. وكانت بلدية بشري مسقط رأسه اعلنت انها تبلغت رغبته في عدم اقامة اي مظاهر احتفالية عند عودته، معللاً ذلك باقتناعه"بأن المرحلة الوطنية الراهنة وتجربته الشخصية تستوجبان تجاوز كل هذه المظاهر الدنيوية"، في وقت تسارعت الاشغال في مكان اقامة جعجع المقررة في منطقة الارز. وقال جعجع ان تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس هو جزء من"التحقيق الابتدائي"، لافتاً الى ان التقرير"يحوي عناصر مادية لا بأس بها تشير الى الجهة التي يمكن ان تكون اغتالت الرئيس رفيق الحريري". وأيد تشكيل محكمة دولية لمعاقبة المتورطين نظراً لطبيعة الجريمة والشبهات حول الضالعين فيها. وأضاف انه لم يفاجأ بالاسماء التي وردت في تقرير ميليس قائلاً:"ان وجود سلطة تبيح لنفسها الإقدام على ممارسات غير شرعية وغير قانونية كتلك التي استهدفت"القوات"وغيرها يجعلك تتوقع منها الإقدام على أي شيء". وقال انه لم يشعر أبداً بالتشفي حين تبلغ نبأ توقيف اللواء جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام أو انتحار وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان. ورداً على سؤال عن قدرة الرئيس لحود على الاستمرار في ممارسة سلطاته كرئيس للجمهورية قال:"وضعه بات صعباً جداً جداً وصار من الضروري بحث الأمر جدياً". وأضاف:"غابت أجزاء مهمة من الوضعية السيئة التي كانت قائمة، ومررنا لشهور بمرحلة انتقالية يجب ألا تطول أكثر من ذلك. يجب الانطلاق في بناء الدولة الجديدة على كل المستويات". وأكد ان هذه الدولة يجب ان تقدم على اساس نصوص اتفاق الطائف وروحيته، مشيراً الى ان هذا الاتفاق هو مشروعه السياسي الوحيد، ومؤكداً انه"لو تم احترام الاتفاق نصاً وروحاً لوفرنا الكثير من المآسي". ورأى جعجع ان الطوائف المسيحية لا تتحمل تبعات عهد الرئيس لحود الذي لم تكن لها أي كلمة في قيامه. ورفض القول ان استقالة لحود يمكن ان تشكل مساً بطائفته. وتحدث عن مواصفات الرئيس المطلوب رافضاً الخوض في لعبة الأسماء. وأعرب جعجع عن ارتياحه الى العلاقة التي تربطه برئيس كتلة"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري ووصفها بأنها"ممتازة"تقوم على اساس اتفاق الطائف والسعي الى بناء دولة قوية وجدية تشكل ضمانة لكل اللبنانيين ولا يشعر أحد في ظلها بالغبن أو التهميش. وقال انه عائد لممارسة العمل السياسي في إطار حزب"القوات اللبنانية"مؤكداً ان صفحة الميليشيا والأمن طويت الى غير رجعة. وشدد على الحوار خياراً وحيداً في التخاطب بين اللبنانيين داعياً الى الإفادة من دروس"تمترس كل طرف في طائفته ومحاولات الإلغاء والإملاء". وأعرب عن اعتقاده بأن موضوع تطبيق القرار 1559 مؤجل حالياً ومتروك للحوار بين اللبنانيين، مشيراً الى ان موضوع السلاح الفلسطيني كان يجب ان يحل منذ بداية التسعينات. واستبعد انهيار الحكومة اللبنانية بسبب التباين حول فكرة تشكيل محكمة دولية مشيداً برئيسها الذي يمتلك"مواصفات رجل الدولة". وامتنع عن التعليق على الوضع الحالي في سورية قائلاً ان مستقبل النظام فيها أمر يخص الشعب السوري، متمنياً ان تقتنع دمشق بوقف التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية لافتاً الى محاولة اغتيال الزميلة مي شدياق والأنباء عن تسرب أسلحة ومسلحين عبر الحدود السورية - اللبنانية. ووصف جعجع علاقته بالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ب"الممتازة"، كما أعرب عن ارتياحه الى العلاقة القائمة بينه وبين العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل. ولم يستبعد قيام جبهة سياسية جديدة في لبنان رافضاً الخوض في التفاصيل.