أكدت مصادر رسمية في عمان ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي تسلم أمس توصيات لجنتي"الاجندة الوطنية"و"الاقاليم"والمتعلقة بالاصلاح البعيد المدى والتنمية المستدامة، عدل عن نيته حل مجلس النواب بعد اسبوعين من الاشاعات المحلية حول مصير المجلس والحكومة. وقالت المصادر ل"الحياة"ان مجلس الامة سينعقد الخميس المقبل بحضور اعضاء مجلسيه، الاعيان والامة، للاستماع الى كلمة الملك عبدالله، من دون"الاحتفالية"المعتادة من حضور رسمي وشعبي. واكدت ان العاهل الاردني لن يصدر قراراً بحل مجلس النواب كما انه لن يصدر مرسوماً بدعوة مجلس الامة الى الانعقاد. وكان العاهل الاردني أجّل افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الامة لمدة شهرين تنتهي الخميس المقبل، وبحسب الدستور، يعني عدم حل المجلس قبل ذلك الموعد عودة المجلس للانعقاد من دون مرسوم ملكي. وتعتقد الاوساط السياسية ان انعقاد المجلس سيطيل عمر الحكومة التي شكلها عدنان بدران في نيسان ابريل الماضي بعدما تداولت الصحافة المحلية انباء عن قرب رحيلها. وكان الملك عبدالله الثاني تسلم امس توصيات لجنتي"الاجندة الوطنية"و"الاقاليم"التي تضمنت"اقتراحات لتعزيز الاصلاح والتنمية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية". وشكل العاهل الاردني اللجنتين في بداية السنة لوضع تصورات حول الاصلاح البعيد المدى والتنمية المستدامة وتقسيم البلاد الى اقاليم تنموية. واكد العاهل الاردني"ضرورة تحديد الاولويات من مخرجات الاجندة، وترجمتها الى برامج عملية وزمنية وواقعية"، داعياً المعنيين الى سرعة تنفيذ التوصيات وتكريس"النهج الديموقراطي والاصلاح والتحديث والشفافية والعدالة والمساواة". وتقع"الاجندة الوطنية"في 2500 صفحة وتشكل"استراتيجية طويلة الامد تسترشد بها الحكومات المتعاقبة خلال العقد المقبل لتسريع وتيرة الاصلاح ومأسسته في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية". واثارت توصيات لجنتها نقاشاً في المجتمع الاردني اتخذ شكل صراع بين معسكري"الليبراليين الجدد"و"الحرس القديم". وأدى ذلك الى تأجيل تسليمها لأن القصر الملكي التزم الحياد بين وجهة النظر المؤيدة وتلك المتحفظة عن بعض توصيات اللجنة واسلوب عملها. اما لجنة"الاقاليم"التي قسمت البلاد الى ثلاثة اقاليم تنموية شمال، جنوب، وسط عدا العاصمة عمان، فلم تثر الجدل نفسه. ويهدف اعتماد الاقاليم الى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار وتحقيق اللامركزية الادارية. واكد رئيس لجنة الاقاليم زيد الرفاعي ورئيس لجنة الاجندة مروان المعشر ان عمل اللجنتين قام على اساس التمسك بالدستور والثوابت وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء الى المحيط العربي والاسلامي والانفتاح على العالم. وكانت الاحزاب السياسية، خصوصاً احزاب المعارضة، رحبت بتوصية"الاجندة الوطنية"باعتماد مبدأ القائمة النسبية في الانتخابات النيابية، فيما عارضت الاحزاب والنقابات توصية"الاجندة"بالغاء الزامية العضوية في نقابة الصحافيين. وسيحيل العاهل الاردني توصيات اللجنتين على الحكومة من اجل تحديد الاولويات واجراء التطوير والتحديث وتحويل المناسب منها الى قوانين وانظمة فاعلة، خصوصاً قوانين الاحزاب والانتخابات والتقسيمات الادارية.